الفصل التسعون

 


فلما انتهت الصلاة اقترب تلاميذ يسوع إليه ففتح فاه وقال : اقترب يا يوحنا لأني اليوم سأجيبك عن كل ما سألت ، الإيمان خاتم يختم الله به مختاريه وهو خاتم أعطاه لرسوله الذي أخذ كل مختار الإيمان على يديه فالإيمان واحد كما أن الله واحد لذلك لما خلق الله قبل كل شيء رسوله وهبه قبل كل شيء الإيمان الذي هو بمثابة صورة الله وكل ما صنع الله وما قال ، فيرى المؤمن بإيمانه كل شيء أجلى من رؤيته إياه بعينيه ، لأن العينين قد تخطئان بل تكادان تخطئان على الدوام ، أما الإيمان فلن يخطئ لأن أساسه الله وكلمته ، صدقني أنه بالإيمان يخلص كل مختاري الله ، ومن المؤكد أنه بدون إيمان لا يمكن لأحد أن يرضى الله ، لذلك لا يحاول الشيطان أن يبطل الصوم والصلاة والصدقات والحج بل هو يحرض الكافرين عليها لأنه يسر أن يرى الإنسان يشتغل بدون الحصول على أجرة ، بل يحاول جهده بجد أن يبطل الإيمان لذلك وجب بوجه أخص أن يحرص على الإيمان بجد ، وآمن طريقة لذلك أن تترك لفظة ( لماذا ) لأن ( لماذا ) أخرجت البشر من الفردوس وحولت الشيطان من ملاك جميل إلى شيطان مريع ، فقال يوحنا : كيف نترك ( لماذا ) وهي باب العلم ؟ ، أجاب يسوع : بل ( لماذا ) هي باب الجحيـم ، فصمت يوحنا أما يسوع فزاد : متى علمت أن الله قال شيئا فمن أنت أيها الإنسان حتى تتقعر (( لماذا قلت يا الله كذا ، لماذا فعلت كذا ؟ )) أيقول الإناء الخزفي لصانعه مثلا : لماذا صنعتني لأحوي ماءا لا لأحوي بلسما ؟ ، الحق أقول لكم أنه يجب في كل تجربة أن تتقووا بهذه الكلمة قائلين : إنما الله قال كذا ـ إنما الله فعل كذا ـ إنما الله يريد كذا ، لأنك إن فعلت هذا عشت في أمن .