الفصل الحادي والثلاثون بعد المائة
وبعد صلاة الليل اقترب التلاميذ من يسوع وقالوا : يا معلم ماذا يجب أن نفعل لكي نتخلص من الكبرياء ، فأجاب يسوع : هل رأيتم فقيرا مدعوا إلى بيت عظيم ليأكل خبزا ؟ ، أجاب يوحنا : إني أكلت خبزا في بيت هيرودس ، لأني قبل أن عرفتك كنت أذهب لصيد السمك وأبيعه لبيت هيرودس ، فجئتهم يوما إلى هناك وهو في وليمة بسمكة نفيسة فأمرني بأن أبقى وآكل هناك ، فقال حينئذ يسوع : كيف أكلت خبزا مع الكفار ؟ ليغفر لك الله يا يوحنا ، ولكن قل لي كيف تصرفت على المائدة ؟ ، أطلبت أن يكون لك المحل الأرفع ، أطلبت أشهى الطعام ؟ ، أتكلمت على المائدة وأنت لم تسأل ؟ أحسبت نفسك أكثر أهلية للجلوس إلى المائدة من الآخرين ؟ ، أجاب يوحنا لعمر الله أني لم أجسر أن أرفع عيني لأني صياد سمك فقير ومرتد ثيابا رثة جالس مع حاشية الملك ، فكنت متى ناولني الملك قطعة صغيرة أخال العالم هبط على رأسي لعظم المنة التي أحسن بها الملك إلي ، والحق أقول أنه لو كان الملك من شريعتنا لخدمته طول أيام حياتي فأجاب يسوع : صه يا يوحنا لأني أخشى أن يطرحنا الله في الهاوية لكبريائنا كأبيرام ، فارتعد التلاميذ خوفا من كلام يسوع فعاد وقال : لنخش الله لكي لا يطرحنا في الهاوية لكبريائنا .
أسمعتم أيها الإخوة من يوحنا ما صنع في بيت أمير ، ويل للبشر الذين أتوا إلى العالم لأنهم كما يعيشون في الكبرياء سيموتون في المهانة وسيذهبون إلى الاضطراب ، فإن هذا العالم بيت يولم الله فيه للبشر حيث أكل كل الأطهار وأنبياء الله ، والحق أقول لكم أن كل ما ينال الإنسان إنما يناله من الله ، لذلك يجب على الإنسان أن يتصرف بأعظم ضعة عارفا حقارته وعظمة الله مع كرمه العظيم الذي يغذينا به ، لذلك لا يجوز للمرء أن يقول : لماذا فعل هذا أو قيل هذا في العالم ؟ بل يجب عليه أن يحسن نفسه كما هو في الحقيقة غير أهل أن يقف في العالم على مائدة الله ، لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته أنه مهما كان الشيء الذي يناله الإنسان من الله في العالم صغيرا فإنه يجب عليه في مقابلته أن يصرف حياته حبا في الله ، لعمر الله أنك لم تخطئ يا يوحنا لأنك واكلت هيرودس فإنك فعلت ذلك بتدبير الله لتكون معلمنا نحن وكل من يخشى الله ثم قال يسوع لتلاميذه : هكذا افعلوا لتعيشوا في العالم كما عاش يوحنا في بيت هيرودس عندما أكل خبزا معه ، لأنكم هكذا تكونون بالحق خالين من كل كبرياء .
Powered by Backdrop CMS