الفصل الحادي والخمسون بعد المائة

 


وقال يسوع لتلاميذه : لقد كان الرجل فريسيا حقيقيا ، وإن شاء الله أمكنا أن نأخذه يوم الدين صديقا لنا ، ثم دخل يسوع إلى سفينة وأسف تلاميذه لأنهم نسوا أن يحضروا خبزا ، فانتهرهم يسوع قائلا : احذروا من خمير فريسي يومنا لأن خميرة صغيرة تخمر كيلة من الدقيق ، حينئذ قال التلاميذ بعضهم لبعض : أي خمير معنا إذ لم يكن معنا خبز ؟ ، فقال يسوع : يا قليلي الإيمان أنسيتم إذا ما فعل الله في نايين حيث لم يكن أدنى دليل على الحنطة ؟ ، وكم عدد الذين أكلوا وشبعوا من خمسة أرغفة وسمكتين ؟ ، إن خمير الفريسي هو عدم الإيمان بالله بل قد أفسد إسرائيل ، لأن السذج لما كانوا أميين يفعلون ما يرون الفريسيين يفعلونه لأنهم يحسبونهم أطهارا ، أتعلمون ما هو الفريسي الحقيقي ؟ ، هو زيت الطبيعة البشرية ، لأن الزيت كما يطفو فوق كل سائل هكذا تطفو جودة كل فريسي حقيقي فوق كل صلاح بشري ، هو كتاب حي يمنحه الله للعالم ، كل ما يقوله أو يفعله إنما هو بحسب شريعة الله ، فمن يفعل كما يفعل فهو يحفظ شريعة الله ، إن الفريسي الحقيقي ملح لا يدع الجسد البشري ينتن بالخطيئة ، لأن كل من يراه يتوب إنه نور ينير طريق السائح لأن كل من يتأمل فقره مع توبته يرى أنه لا يجب علينا في هذا العالم أن نغلق قلوبنا ، ولكن من يجعل الزيت زنخا ويفسد الكتاب ويجعل الملح منتنا ويطفئ النور فهذا الرجل فريسي كاذب ، فإذا كنتم لا تريدون أن تهلكوا فاحذروا أن تفعلوا كما يفعل الفريسيون اليوم .