الفصل الخامس والستون
وقرب عيد الفصح فلذلك صعد يسوع وتلاميذه إلى أورشليم ، وذهب إلى البركة التي تدعى بيت جسرا ، ودعى الحمام كذلك لأن ملاك الله كان يحرك الماء كل يوم ومن دخل الماء أولا بعد اضطرابه برئ من كل نوع من المرض ، لذلك كان يلبث عدد غفير من المرضى بجانب البركة التي كان لها خمسة أروقة ، فرأى يسوع مقعدا كان له هناك ثماني وثلاثين سنة مريضا بمرض عضال ، فلما كان يسوع عالما بذلك بالهام إلهي تحنن على المريض وقال له : أتريد أن تبرأ ، أجاب المقعد : يا سيد ليس لي أحد يضعني في الماء متى حركه الملاك بل عندما آتى ينزل قبلي آخر ويدخله ، حينئذ رفع يسوع عينيه نحو السماء وقال : أيها الرب إلهنا إله آبائنا ارحم هذا المقعد ، ولما قال يسوع هذا : (( قال بإسم الله ابرأ أيها الأخ قم واحمل فراشك )) فحينئذ قام المقعد حامدا لله ، وحمل فراشه على كتفيه وذهب إلى بيته حامدا لله ، فصاح الذين رأوه : إنه يوم السبت فلا يحل لك أن تحمل فراشك ، فأجاب : إن الذي أبرأني قال لي : ( ارفع فراشك وإذهب في طريقك إلى بيتك ) فحينئذ سألوه : من هو ، أجاب : إني لا أعرف اسمه ، فقالوا عندئذ فيما بينهم : لابد أن يكون يسوع الناصري ، وقال آخرون : كلا لأنه قدوس الله أما الذي فعل هذا فهو أثيم لأنه كسر السبت ، وذهب يسوع إلى الهيكل فدنا منه جم غفير ليسمعوا كلامه ، فإضطرم الكهنة لذلك حسدا .
Powered by Backdrop CMS