الفصل الرابع والثمانون بعد المائة


قال يسوع : قولوا لي أهذا صحيح ؟ ، فأجاب التلاميذ والكاتب : إنه لصحيح كل الصحة ، فقال حينئذ يسوع : إن من يشهد بالله بإخلاص قلب أن الله منشئ كل صلاح وأنه هو نفسه منشئ الخطيئة يكون متضعا ، ولكن من يتكلم بلسانه كما يتكلم الولد ويناقضه بالعمل فهو بالتأكيد ذو تواضع كاذب وكبرياء حقيقية ، إن الكبرياء تكون في أوجها متى استخدمت الأشياء الوضعية لكيلا توبخها الناس وتمتهنها ، فالإتضاع الحقيقي هو مسكنة النفس التي يعرف بها الإنسان نفسه بالحقيقة ، ولكن الصفة الكاذبة إنما هي ضبابة من الجحيم تجعل بصيرة النفس مظلمة بحيث ينسب الإنسان إلى الله ما يجب عليه أن ينسبه إلى نفسه ، وعليه فإن الرجل ذا الإتضاع الكاذب يقول أنه متوغل في الخطيئة ولكن إذا قال له أحد أنه خاطئ ثار حنقه عليه واضطهده ، ذو الإتضاع الكاذب يقول أن الله أعطاه كل ماله ولكنه هو من جهة لم ينعس بل عمل أعمالا صالحة ، فقـولوا لي أيها الإخوة كيف يسير فريسيو الزمن الحاضر ؟ ، أجاب الكاتب باكيا : يا معلم إن لفريسيي الزمن الحاضر ثياب الفريسيين وإسمهم وما في قلوبهم وأعمالهم سوى كنعانيين ، ويا ليتهم لم يغتصبوا اسما كهذا فإنهم حينئذ لا يخدعون البسطاء ، أيها الزمن القديم كم عاملتنا بقسوة إذ أخذت منا الفريسيين الحقيقيين وتركت لنا الكاذبين .