الفصل السابع والثمانون
ويل للعالم من العثرات ، لا بد أن تأتي العثرات لأن العالم يقيم في الإثم ، ولكن ويل لذلك الإنسان الذي به تأتي العثرة ، خير للإنسان أن يعلق في عنقه حجر الرحى ويغرق في لجة البحر من أن يعثر جاره ، إذا كانت عينك عثرة لك فاقلعها لأنه خير لك أن تدخل الجنة أعور من أن تدخل الجحيم ولك عينان ، إن أعثرتك يدك أو رجلك فافعل بهما كذلك لأنه خير لك أن تدخل ملكوت السماء أعرج أو أقطع من أن تدخل الجحيم ولك يدان ورجلان ، فقال سمعان المسمى بطرس : يا سيد كيف يجب أن أفعل هذا ؟ حقا إنني أصير أبتر في زمن وجيز ؟ ، أجاب يسوع : يا بطرس اخلع الحكمة الجسدية تجد الحق توا ، لأن من يعلمك هو عينك ومن يساعدك للعمل هو رجلك ومن يخدمك في شيء ما هو يدك ، فمتى كانت أمثال هذه باعثا على الخطيئة فاتركها ، لأنه خير لك أن تدخل الجنة جاهلا فقيرا ذا أعمال قليلة من أن تدخل الجحيم بأعمال عظيمة وأنت متعلم غني ، فاطرح عنك كل ما يمنعك عن خدمة الله كما يطرح الإنسان كل ما يعيق بصره ، ولما قال يسوع هذا دعا بطرس إلى جانبه وقال له : إذا أخطأ أخوك إليك فاذهب وأصلحه ، فإذا هو اصطلح فتهلل لأنك قد ربحت أخاك ، وإن لم يصطلح فاذهب وادع شاهدين وأصلحه أيضا ، فإن لم يصطلح فأخبر الكنيسة بذلك ، فإن لم يصطلح حينئذ فاحسبه كافرا ، ولذلك لا تسكن سقف البيت الذي يسكنه ، ولا تأكل على المائدة التي يجلس إليها ، ولا تكلمه ، حتى أنك إن علمت أين يضع قدمه أثناء المشي فلا تضع قدمك هناك .
Powered by Backdrop CMS