الفصل التاسع والثمانون
قال بطرس : كم يجب علي أن أمهل أخي ليتوب ؟ ، أجاب يسوع : بقدر ما تريد أن تمهل ، أجاب بطرس : لا يفهم كل أحد هذا فكلمنا بوضوح أتم ، أجاب يسوع : أمهل أخاك ما أمهله الله ، فقال بطرس : ولا يفهمون هذا أيضا ، أجاب يسوع : أمهله ما دام له وقت للتوبة ، فحزن بطرس والباقون لأنهم لم يفقهوا المراد ، عندئذ قال يسوع : لو كان عندكم إدراك صحيح وعرفتم أنكم أنتم أنفسكم خطاة لما خطر في بالكم مطلقا أن تنـزعوا من قلوبكم الرحمة بالخاطئ ، ولذلك أقول لكم صريحا أنه يجب أن يمهل الخاطئ ليتوب ما دام له نفس تتنفس من وراء أسنانه ، لأنه هكذا يمهله إلهنا القدير الرحيم ، إن الله لم يقل : إني أغفر للخاطئ في الساعة التي يصوم و يتصدق ويصلي ويحج فيها ، وهو ما قام به كثيرون وهم ملعونون لعنة أبدية ، ولكنه قال : (( في الساعة التي يندب الخاطئ خطاياه أنسى إثمه فلا أذكره بعد )) ثم قال يسوع : أفهمتم ؟ ، أجاب التلاميذ : فهمنا بعضا دون بعض ، أجاب يسوع : ما هو الذي لم تفهموه ؟ ، فأجابوا : كون كثيرين من الذين صلوا مع الصيام ملعونين ، حينئذ قال يسوع : الحق أقول لكم أن المرائين والأمم يصلون ويتصدقون ويصومون أكثر من أخلاء الله ، ولكن لما لم يكن لهم إيمان لم يتمكنوا من التوبة ولهذا كانوا ملعونين ، فقال حينئذ يوحنا : علمنا ما هو الإيمان حبا في الله ، أجاب يسوع : قد حان لنا أن نصلي صلاة الفجر ، فنهضوا واغتسلوا وصلوا لإلهنا المبارك إلى الأبد .
Powered by Backdrop CMS