ينبغي أن يعلم أن هؤلاء بنوا أكاذيبهم على هذا الخبر الغير صحيح الذي لم يثبت عن رسولنا صلى الله عليه وسلم ، ومن اتبع الكذب هوت به الأهواء لا محالة .
روى عبد الرزاق عن المنذر بن النعمان الأفطس أنه سمع وهبا يحدث عن ابن عباس رفعه :
" يخرجُ من عدن أبين اثنا عشر ألفا ينصرون الله ورسوله ، هم خير من بيني وبينهم " .
تفرد به الأفطس لم يتابعه عليه أحد ، ومثله من غير متابعة لا يعتمد عليه بأخبار مثل هذا .
وحتى لو تجوزنا باعتقاد ثبوته فبهذا الكم العددي لهذا الجيش لا محالة لو كان خبر صدق إلا أن يحمل على أحداث ما مضى ، وقد قاتل من اليمن أعدادا كثيرة في السابق ومنهم من أدرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد ثبت عنه لما تتحقق الفتوح بعده أنهم سيرحلون عن المدينة هم وغيرهم لغيرها وكره ذلك منهم .
وقد حاستهم النزاعات واختلاف السيوف في الإسلام ونالهم ما نال غيرهم ، ولا يعتقد إلا البلهاء الجهلة على اعتبار صحة خبر جيش أبين أن أمرهؤلاء سيكون من المستقبل وليس هو مما مضى ، لأنه مما ثبت ضعف المؤمنين آخر الزمان وعدم مقدرتهم على المقاومة ونصر الدين ، بل وجه المصطفى صلى الله عليه وسلم آخر الزمان باعتزال المؤمن وكف يده ولسانه لا أن يأتي مجحفلا غازيا ناصرا منصورا من قال هذا فهو كاذب على غيب الله تعالى وما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم ، فهو لم يخبر عن جيوش ولا قتال لنصر الدين آخر الزمان ، بل ثبت عنه وروى أصحابه أن الله تعالى هو من سيغير الحال من السوء والضعف للخير وعز الدين والقوة والمنعة لكثرة أهل الباطل وعدم المقدرة على الإنكار عليهم وتغيير سلطانهم ، وورد ما يشهد لذلك بكتب الأنبياء ، فلم الكذب واعتماد الدجل وادعاء الباطل على دين الله تعالى وأخباره وأخبار رسوله بل رسله كلهم ؟!
ولهذا لما لم ينته هؤلاء الكذبة سلط الله عليهم شرار الخلق وأنجسهم ، ليلحوهم لحي الغصن .
بقلم الشيخ الفاضل المهاجر حفظه الله تعالى
موقع المهدي
31/8/2008
Powered by Backdrop CMS