رسالة مختصرة في العزلة
 
 
 
بسم الله الرحمن الرحيم 
 

 


 


الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

 

نعم ليس من السلفية القول بأن الاعتزال في زماننا تدينا لكل تجمع قل أو كثر أهله في هذه الفرقة ليس من الدين والسنة ، وأن فاعله منافق كما نقل عن بعضهم ، و القول بأن هذا مـن النفاق ولا يفعله إلا منافق ردة عن الإسلام ، ورد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره وقائله إن كان لا يعلم ما يقول وأقيمت عليه الحجة المعتبرة ثم أصر على قوله ، لا شك أنه يكفر ومثله لا يكون إلا منافقا مطموس البصيرة .
 

قال الإمام البخاري رحمه الله في ثاني أبواب كتاب الجهاد ، باب : أفضل الناس مؤمن مجاهد بنفسه وماله في سبيل الله . عن عطاء بن يزيد أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قيل يا رسول الله أي الناس أفضل ؟ فقال : ( مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله ) قالوا : ثم من ؟ قال : ( مؤمن في شعب من الشعاب يتقي الله ويدع الناس من شره )(1)ومما لا شك فيه أن هذا مقيد بوقوع الفتن . وقد روى رحمه الله أيضا هذا الحديث في كتاب الرقاق ، باب : العزلة راحـة من خلاط السوء ، وقرن معه رحمه الله حديث أبي سعيد الآخر وفيه : سمعت النبي الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( يأتي على الناس زمان خير مال الرجل المسلم الغنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر ، يفر يدينه من الفتن ) (2)وهذا الحديث الأخير بوب له رحمه الله في كتاب الإيمان قوله ، باب : من الإيمان الفرار من الفتن (3)وقد نقل الحافظ في شرحه استدراك النووي إيراد البخاري لهذا الحديث في هذه الترجمة فقال : لا يلزم من لفظ الحديث عد الفرار دينا . وهذا استدراك مردود ، ومراد البخاري أنه بالامتثال للأمر باعتزال الفتن ، يصبح الفرار دينا .
 


 

قال ابن حجر : لفظه صريح في أن المراد بخيرية العزلة أن تقع في آخر الزمان ، وأما زمنه صلى الله عليه وسلم فكان الجهاد فيه مطلوبا حتى كان يجب على الأعيان إذا خرج الرسول غازيا أن يخرج معه إلا من كان معذورا(4)
 


 

قلت : ويشهد لذلك حديث ابن عباس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : خير الناس في الفتن رجل آخذ بعنان فرسه خلف أعداء الله يخيفهم ويخيفونه ، أو رجل معتزل في باديته يؤدي حق الله تعالى الذي عليه ) (5)وحديث أبي هريرة رضي الله عنه : ( أظلتكم فتنة أنجى الناس فيها صاحب شاء يأكل من رسل غنمه ) (6)وروى في هذا المعنى أيضا عروة بن الزبير عن كرز الخزاعي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (خير الناس يومئذ مؤمن معتزل في شعب من الشعاب يتقي ربه ويذر الناس من شـره ) 7). وعروة رحمه الله من الفقهاء السبعة عالم المدينة ، قال عنه الزهري : عروة بحر لا تكدره الدلاء . وقد عمل رحمه الله بهذا الحديث عندما أدرك الاختلاف والتنازع ورأى جور من جار من ولاة بني أمية . وكان في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما مع علي بن الحسين بن علي ، فذكر جور من جار منهم والمقام معهم وهم لا يستطيعون تغيير ذلك ، ثم ذكرا ما يخافان من عقوبة الله لهم ، فقال عروة لعلي : يا علي من اعتزل أهل الجور والله يعلم من سخطه لأعمالهم فإن كان منهم على ميل ثم أصابتهم عقوبة الله رجي له أن يسلم مما أصابهم ، فخرج عروة فسكن العقيق (8)وقال أنس بن عياض حدثنا هشام بن عروة قال : لما اتخذ عروة قصره بالعقيق ، عوتب في ذلك ، وقيل له جفوت عن مسجد رسول الله ، فقال : إني رأيت مساجدكم لاهية ، وأسواقكم لاغية ، والفاحشة في فجاجكم عالية ، فكان فيما هنالك عما أنتم فيه عافية . ثم قـال : ومـن بقي ؟ إنما بقي شامت بنكبة أو حاسد على نعمة (9)
 


 

وفي التمهيد لابن عبد البر علق أبو عمر على حديث أبي سعيد بقوله : في ذلك حض على الانفراد عن الناس واعتزالهم ، والفرار عنهم . والعزلة فضلها رسول الله ، وفضلها جماعة العلماء والحكماء لا سيما في زمن الفتن وفساد الناس . وقد يكون الاعتزال عن الناس مرة في الجبال والشعاب ، ومرة في السواحل والرباط ، ومرة في البيوت . وقد جاء في غير هذا الحديث : إذا كانت الفتنة فاخف مكانك وكف لسانك ، ولم يخص موضعا من موضع . وقال رسول الله لابن عمر : إذا رأيت الناس مرجت عهودهم وخفت أماناتهم ، فالزم بيتك واملك عليك لسانك ، وخذ ما تعرف ودع ما تنكر . وعن بكير بن الأشج : أن رجالا من أهل بدر ، لزموا بيوتهـم بعد قتل عثمان فلم يخرجوا إلا إلى قبورهم . وكان طاووس يجلس في البيت ، فقيل له لم تكثر الجلوس في البيت ؟ فقال : حيف الأئمة وفساد الناس . وقال أبو عمر : فر الناس قديما من الناس ، فكيف بالحال اليوم في ظهور فسادهم ، وتعذر السلامة منهم ، ورحم الله منصورا الفقيه قال : 
 


 

 

الناس بحـر عميـق والبعد منهم سفينة
وقد نصحتك فانظر لنفسك المسكينة (10)


والقائل بهذه المقالة الشنيعة الفظيعة لا أدري أين هو من حديث أبي سعيد رضي الله عنه بلفظه الآخر : يوشك أن يكون خير مال المسلم غنما يتبع بها شعب الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن . وقال أبو عمر : هذا الحديث إنما ورد خبرا عن حال آخر الزمان ، وما المحمود في ذلك الوقت لكثرة الفتن ، وقد كان رسول الله يحض في أول الإسلام على لزوم الخواص للجماعات والجمعات ، ويقول : من بدا جفا . والحديث المذكور في هذا الباب من أحسن الأحاديث في العزلة والفرار من الفتنة والبعد عن مواضعها من الحواظر وغيرها ، والفتنة المذكورة في هذا الحديث تحتمل أن تكون فتنة الأهل والمال وفتنة النظر إلى أهل الدنيا ، وفتنة الدخول إلى السلطان وغير ذلك من أنواع الفتن ، ولم يرد الفتنة النازلة بين المسلمين الحاملة على القتال في طلب الإمـارة دون غيرها مـن الفتن ، بـل أراد بقوله : يفر بدينه مـن الفتن ، جميع أنـواع الفتن . وفي ذلك دليل على فضل العـزلة والانفراد في آخر الزمان كزماننا هذا اهـ (11)

رحم الله أبا عمر لو أدرك زماننا لعلم فضل زمانه ولعرف بأنه لم يدرك آخر الزمان ، ولو عاين ما نحن فيه وما فشي في زماننا لفر بدينه ما استطاع الفرار ، ولأيقن أن زمانه ليس كما كان يظن ، ولعلم أن هذا هو آخر الزمان الذي كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يخبر خبره ، فيه تتحقق الفتن المضلة ويكثر الهرج ، ويقبض العلم ، وتنتهك فيه كل المحارم ، وفيه تقع أشراط الساعة ، من توسيد الأمر إلى غير أهله ، وطلب العلم من غير أهله ، ويصبح الناس من غير عقول ، ينقلب عندهم الباطل حقا والحق باطلا ، كقول هذا الضال لا يعتزل إلا منافق لا يريد الصلاة مع المسلمين . 

وقول ابن عبد البر في تأويل الحديث وتجويزه العمل بهذا الحـديث في زمنه ، أعم مما أنا بصدده فقد ينازع في هذا التعميم والتعيين ، كما ينازع وينكر حثالة هذا الزمان وقوع الفتن التي انذر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم في زماننا . وأمثلهم المقر بوجود الفتن ، ويعد هذا أضل وأجهل من الجميع ، لأنه مع إقراره بحصول الفتن ، يضرب صفحا عن جميع أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقوال السلف في الاعتزال والفرار من الفتن ، وهذا فيه تعطيل لكلام وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو من أخبث المذاهب الرائجة في الناس اليوم باسم الدين ، لهدم الدين . كيف والفتن الآن إنما هي الفتن التي كان يحذر منها رسول الله الله صلى الله عليه وسلم أمته وينذر شرها ويعظم ذكرها من دون سائر الفتن ، وينص على أنها كائنة في آخر الزمان ، وكان يقول من صفاتها كذا وكذا فرحم الله أبا عمر ما أشد كلامه على هؤلاء الذين من عظم البلاء إدراكهم ، فهم جثث لا عقول لها . 

هذا وفي فضل الاعتزال عند الفتن والعمل به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين الكثير ، وسيأتي لاحقا نقل بعض الآثار في ذلك . ولو علم قائل هذه المقولة الردية ومن على شاكلته أنه صح عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قوله : يأتي على الناس زمان يجتمعون في مساجدهم ليس فيهم مؤمن (12). وأنه لو احتج محتج على أن هذا حاصل في زماننا ما استطاع أن يدفع هذا بمقولة معتبرة وحجة قاطعة . وعن حذيفة رضي الله عنه قال : ( يوشك أن يصلوا في آخر الزمان في مساجدهم ، فلا يكون فيهم مؤمن ) ، قلت : يا رسول الله ويكون فيهم منافقون ؟ قال : ( نعم أظهر من اليوم فيكم (13)وروي عن ابن عمر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليأتين على الناس زمان يجتمعون في المساجد ويصلون وما فيهم مؤمن ، إذا أكلوا الربا وتشرفوا البناء (14)

وعن ابن مسعود : ( وليصلين القوم الذين لا دين لهم ) (15)وقيل لجابر عن افتراق الناس في زمانه وما أحدثوا فقال : سمعت رسول الله يقول : (إن الناس دخلوا في دين الله أفواجا وسيخرجون منه أفواجا )(16).

ومن أدنى ما يصح بتحققه وقوع الفتنة في زماننا ووجوب العمل بمقتضى الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاعتزال ، انفراط عقد الجماعة الواحدة للمسلمين من دهور، وترك الناس الاعتصام بحبل الله المتين كما أمر ، وانقطاع عقد الإمامة الشرعية ، التي لا يصح وجود الجماعة من دونها . وقد سئل الإمام أحمد عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية ) . 

قال تدري ما الإمام ؟ ، الإمام الذي يجمع المسلمون عليه كلهم يقول هذا إمام . فهذا معناه وقال : والفتنة إذا لم يكن إمام يقوم بأمر الناس (17)

قال الإمام البخاري رحمه الله : باب كيف الأمر إذا لم تكن جماعة ؟ فذكر حديث حذيفة رضي الله عنه وقوله لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشر ، فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال : ( تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ) قلت : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال : ( فاعتزل تلك الفرق كلها ، ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ) (18)والأمـر هنا يفيد الوجوب ، وهو أمر عام لكل أحد يدرك زمانا ليس للمسلمين جماعة ولا إمام أن يعتزل وهو واجب عليه حينئذ ، ومن لم يفعل فهو آثم ظالم لنفسه . 

ونحن في زماننا لم تفقد الإمامة والجماعة فقط بل نحن في سنوات الهرج التي حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعن أبي موسى رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( يكون في آخر الزمان فتن كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا )(19). وعنه : قالوا : فما تأمرنا ؟ قال : ( كونوا أحلاس بيوتكم )(20)وهذا واجب الآن أن يلزم المرء بيته ، لأنه خرج في الحديث مخرج الأمر . ومعنى الحلس أن يلزم بيته ، فالحلس الكساء الذي على ظهر البعير لا يبرحه ، ويقال : حلس بالشيء ، لا يكاد يبرحه .

ويشهد لحديث أبي موسى رضي الله عنه ما جاء عن أبي بكرة رضي الله عنه رفعه : إنها ستكون فتنة يكون المضطجع فيها خير من الجالس ..) إلى أن قال : يا رسول الله ما تأمرني ؟ قال : ( من كانت له إبل فليلحق بإبله ومن كانت له غنم فليلحق بغنمه ، ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه )(21) الحديث . وهذا أيضا يفيد الوجوب لأنه جاء أمرا بالاعتزال . والحاصل أن الأحاديث في هذا المعنى كثيرة جدا من شاء مراجعة هذه الأحاديث فليقف عليها في كتب الحديث ولقد استوعبها بحثي في الاعتزال عند الفتن الذي هو أصل هذه الوريقات المختصرة . 

ونقل أبو يحيى الفراء عن أحمد وسأله رجل عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتن وقوله : ( خير الناس مؤمن معتزل ) يريد حديث أبي سعيد المذكور سابقا . فقال لأحمد : هل على الرجل بأس أن يعتزل في غنيمة له ينتقل من ماء إلى ماء ويعتزل الناس ، وهو على ذلك أفضل عندك أم يقيم في مصر من الأمصار وفي الناس ما قد علمت ، وفي العزلة من السلامة ما علمت ؟ فقال أحمد : إذا كانت الفتنة فلا بأس أن يعتزل الرجل حيث شاء ، فأما ما لم تكن فتنة فالأمصار خير(22)

وقد اختار العمل بالعزلة بعد محنته وترك الجمعة والجماعة ومدة ذلك أكثر من اثنتي عشرة سنة . قال ابن كثير : لزم بيته لا يخرج منه إلى جمعة ولا جماعة وامتنع عن التحديث (23)ولم ينفرد أحمد بالاعتزال عند الفتن فقد سبقه مالك رحمه الله في زمن المنصور العباسي ، لزم بيته ولم يكن يخرج لجمعة ولا لجماعة (24)وذكر الذهبي في تذكرة الحفاظ عن أبي مصعب قال : لزم بيته ولم يشهد الجماعة خمسا وعشرين سنة (25)

وهذا من الأئمة الكبار أيصح أن يقال عنه منافق لاعتزاله الناس عند الفتن وهو إمام متبوع . وقبل هؤلاء جمع من الصحابة والتابعين منهم مطرف بن عبدالله ، وعروة . قال يزيد ين عبدالله : كان مطرف إذا هاج هيج يلزم بيته ولا يقرب لهم جمعة ولا جماعة حتى تنجلي (26)

وقد كنت اجتهدت للرد على مقولة هذا المبطل ، وإبطال ما ذهب إليه هو ومن على شاكلته ، تحقيقا لوعد قطعته لأصحابي من زمن أن أكتب في الاعتزال في الفـتن ، فكان أصـل هذه الأوراق المختصـرة ذلك الكتاب المفصل في الاعتزال ، وإنما عجلت بهـذه الوريقات ليعرف هذا اللمزة قدر نفسه ، والسلام على من اتبع الهدى .

 

لأبي عبدالله
الحسين بن موسى اللحيدي
الخميس 9رجب 1419
29/10/1998 .

.................

(1) فتح الباري (6/6) ، وأبو داود (3/5) ، بلفظ : ( أكمل الناس إيمانا ) .
(2) فتح الباري (11/330).
(3) فتح الباري (11/ 69) .
(4) فتح الباري (11/332) .
(5) الحاكم في المستدرك (4/446) .
(6) عبدالرزاق في المصنف (11/353،368) . 
(7) نعيم بن حماد في الفتن (1/188) ، والداني في السنن (2/428) ولفظه أتم ، والطيالسي في مسنده (1/182) ، وعبد الرزاق في المصنف (11/362) ، والحاكم (4/455) ، وغيرهم . بن سعد في الطبقات ( 5/181) .
(8) ابن سعد في الطبقات (5/181) .
(9) أبو عمر في التمهيد (7/221) وبيان العلم وفضله (2/200) ، والخطابي في العزلة . 
(10) التمهيد (17/440) .
(11) التمهيد (19/220) .
(12) ابن أبي شيبة في الإيمان (40) ، والفريابي في صفة المنافق (80) ، ووكيع في الزهد (2/533) ، والحاكم في المستدرك . 
(13) أبو نعيم في صفة المنافقين ، عن حاشية الزهد لوكيع مكتبة الدار (2/533) .
(14) رواه أبو مطيع صاحب النعمان وطعن بالبلخي هذا وللحديث شواهد ولا ضير على زيادته فشواهدها أكثر وأكثر . ذكر روايته الذهبي في الميزان (1/575) . 
(15) عبدالرزاق (3/363).
(16) رواه أحمد كما في الفتن لابن كثير(1/39) . 
(17) السنة للخلال (1/81) .
(18) صحيح البخاري كتاب الفتن .
(19) الإيمان لإبن أبي شيبة (35) .
(20) أبو داود (4/101) ، والحاكم (4/451) .
(21) أبو داود (4/99) ، ومسلم في كتاب الفتن .
(22) التمام لأبي يعلى الفراء (1/306) .
(23) تاريخ ابن كثير (10/351) .
(24) تاريخ ابن كثير (10/180) .
(25) تذكرة الحفاظ (1/212) .
(26) ابن سعد (7/142) .