الحمد لله أولا وآخرا وصلى الله على نبينا محمد بن عبدالله وآله الصالحين وصحبه المخلصين الميامين ، وبعد :

تقدم لي بعضهم بالتنبيه على رد لأحد الجهلة الكفرة من فراخ مفقسات آل طرطور وأعني مدارسهم وهو أحد الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا بما أمضوا أعمارهم يأملون التخرج لنيل شهادات الباطل والكذب ليتكسبوا من حطام الدنيا على أبواب سلطانهم المنصرم بحول الله تعالى وقوته ، فكبلوا بذلك الولاء ألسنتهم بطاعة أولئك الأشرار الولاة الكفرة الذين أخبرنا نبينا خبرهم وبين عن أوصافهم بما لا يدع أي مجال للشك بأنهم هؤلاء ولا يجحد ذلك إلا هذا المنافق وأمثاله من أفراخ تلك المفقسات ، فنراهم جراء ذلك لا يقدرون على قول الحق ورد الباطل في أمر ولاتهم الملعونين من بعد ما بانت حقيقتهم وانكشفت خفاياهم خصوصا من بعد فتنة اسقاط الأبراج الأمريكية وظهور تحالفهم مع الغرب الكافر على إنكار كل ما يمكن إنكاره من تعاليمنا الإسلامية وما أعلن وجمع له من خلال المراجع الموثوقة في منتدياتنا المباركة غير خاف مما أمره بات ولله الحمد والمنة مشهور معلوم .

وكيف تنكر عليهم تلك الفراخ وتقدر على فراق باطلهم وهم يغذونهم من الدنيا بعد ما تملكوها ووقعوا تحت سلطانهم ، يتلقفون الرواتب آخر كل شهر لا تعلق لهم بالدنيا إلا من خلال ذلك ولا يرون بعدمه إلا الفقر والحاجة والضياع ، حبل الشيطان المتين الذي ربط به هؤلاء من دون حبل الله تعالى العروة الوثقى ، ولهذا نراهم اليوم من أشر المنافقين والمداهنين ، أين ما يكون الرأي والدين لأبكمهم من خلال مستشاريه الشياطين والمعدين من بريطانيا قبل ومن ثم أمريكا بعد ، فلا نجد أولئك الفراخ إلا يزينون للدهماء تلك الأباطيل والأكاذيب ، يزخرفونها للجهلة من العامة بالشبه والأكاذيب حتى قبل العامة الكفر ورفض الإيمان ، ودرج الفحش ونبذ الحياء ، وكل عاقل يدرك ذلك ويراه عين اليقين اليوم .

وكل ما كان أحد أولئك الملاعين أحرص على الدنيا وأكثر تحصيلا لحطامها وأملا في التقرب لجاههم كان أشدهم نفاقا وولائا لأهل الباطل من ولاة السوء الأشرار الذين نهي المؤمن والمسلم عن قربهم وتوليهم أشد النهي على ما ثبت بالكثير من الأخبار تلك التي شرق ببعضها إمامهم ابن حنبل متوهما فضرب عليها ولو كان بعضها مما وثق بالصحيحين ، فكان ذلك ابن حنبل وكان ذلك ما اختلط عليه ، فما القول بتلك الناشئة التي نرى ومنهم ذلك المدعو ( بسام بن العطاوي الشرقاوي ) ؟! 

لقد محصوا في الفتن التي كتب الله تعالى وأخبرت رسله فبان فشلهم الرهيب وظهر نفاقهم الأكيد نفاقا أكبر مخرجا من الملة الإسلامية لملة آل طرطور وإخوانهم من أولياء الإنجليز والأمريكان ومن دار في هيئاتهم ومنظماتهم .

ويزعم ذلك الجاهل المغرور طالب الشهرة والحبور عند من يدفع له الرواتب أنه فيما كتب قد جمع ما تضمن الكواشف ليرد بها في إبطال أمر الله تعالى العظيم ببعثه وليه وخليفته ورسوله المهدي صلوات ربي وسلامه عليه ، فنظرت ذلك الجمع وإذا به أكثر من نصفه نقلا لكلام الإمام اللحيدي المهدي وخالط ذلك بعض نقولات عن أئمة من السنة منهم الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى ، وكذلك بعض نقولات عمن ينسب لمذهب الرافضة الغالين ، يدبج وسط كل ذلك عناده وجحده ذلك الكافر الجاهل السفيه متشدقا أنه قد نجح في إبرام كواشفه في إبطال ما اعتقده المهدي وأتباعه رضوان الله تعالى عليهم من الحق المبين ، وحقيقة ما جاء فيه ذلك السفيه تدعيم أسس معتقد الإمام الصالح وأتباعه من المختارين المرضيين في أمر الله تعالى ، فنصر الله تعالى بما هوى في معرته ذلك المغرور المغمور دعوة الحق بالقواصف التالية ليعرف كل ضال جاحد كافر أن من الهدى والتعقل عدم مصادمة الحق وتحدي الله تعالى بأقداره وعلمه واختياره ، والخيرة ما اختارها الله تعالى ولا اصطفاء إلا منه ولا حجة إلا بهداه وفتحه ، والشيطان مخذول مع أولياءه مدحور معثور ولا شك مهما جمع ولبس وزخرف ، ودوما لا يكون بناءه إلا على جرف هار يهوي به ومن اتبعه وصدق كذبه في جهنم فبئس القرار .

وقد نظرت جمع ذلك الجاهل وأحطت بسوره الذي بناه واعتبرت ثغراته فما وجدته إلا محسوما رخوة لبناته ضعيف تراصها هين اختراقها من قريب مكنت بفضل الله تعالى من اقتحاما ، أو قصفا من بعيد أي ذلك شئت فعلته .

ووالله الذي في علاه لأول قراءة لما كتب ذلك المغتر المدعي كذبا أنه محتسب فيما أقدم عليه أني رأيته هزيلا لا يستحق حتى قراءة ما كتب فضلا أن يقصد لنقضه عليه ، لكن راجعني رأيي فيما بعد من خشية أن يكون خاطر أحد الأتباع قد انكسر لذلك ، أو آخر قد ألم به الغضب من جرأة هذا السفيه باعتراض الحق الذي قدر الله تعالى وارتضى وبانت دلائله حجج الصدق لكل ذي عقل ، وحين لا يجد أولئك من يبطل مكر الشيطان ذلك الفتان بهذا الغر الأحمق فتبقى تلك الخواطر منكسرة والغضب في غير أهلها من أتباع الحق محتد ، ما دعاني ذلك لمراجعة ما كتب والعزم على نقض أكاذيبه واشتد اعتبار ذلك مع الوقت فقررت قصف تلك الزيوف لعل بذلك يردع من تخدعه نفسه لتصديق تلك الجهالات والكذبات فيأمل هو الآخر بالنيل من الحق كما أمُلَ ذلك السفيه الغر ، وبالحق الكواشف الصادقة تردع القلوب المرتجفة وتنبه العقول الغافلة حتى يتبين الحق من الباطل فتقطع ألسن كثيرة كاذبة دون ذلك فترى العيون جيدا بعد ذلك وتتفتح الأذهان فتميز الحدود الفارقة ما بين سراب الخيال وحقائق الحق والصدق الدامغة .

ومن الحقائق التي خلصت إليها من بعد أول قراءة لما كتب ذلك الجاهل المعاند الجاحد :

أولا : وجدته خال من الأمانة العلمية ولا أدري ذلك من جهله أو لؤمه ، ويكذب على النبي صلى الله عليه وسلم .

ثانيا : المنافق الراد يكذب أيضا على المهدي اللحيدي .

ثالثا : تقليده لإبن حزم على جهل .

رابعا : شديد التناقض .

خامسا : يعتمد التلبيس في الكثير من مقاله .

إلى غير ذلك من هفواته التي لعل ستأتي الإشارة لغير ما عنونت له قبل بمعرض تفصيلي بالرد عليه ونقض ما افترى .

ومثال على صدق العنوان الأول " وجدته خال من الأمانة العلمية ، ولا أدري ذلك من جهله أو لؤمه " في جمعه الذي زعم فيه كذبا وزورا أنها كواشف وهي هواتف شيطانية ومكر الشيطان هو الباطل وسترون إن شاء الله تعالى .

ونقض ذلك عليه سيكون منطلقه بإذنه تعالى من تحت الفصل الأول التالي .

....

كتبه/ الحسين بن موسى بن الحسين اللحيدي

12/ذو الحجة/1430 الموافق 29/11/2009