بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي ما بعث أحدا من رسله إلا وأيده بما يقطع به حجة من كفر ، ويظهره بالبراهين حتى يعذر عن نفسه كل من عاند وجحد ، والصلاة والسلام على من نصح وبلغ ، وبشر وأنذر في أمر المهدي كما أمر كل من غاب وشهد ، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه الأوفياء الأتقياء . أما بعد :

لقد بعث المهدي وقضى الله عز وجل آية الزلازل لأمره برهاناً ولصدق بعثه عنوانا ، فجاءت تلك الآية ظاهرة عامة غير خافية كآية تشكل الغيم على هيئة إكليل فوق المكان الذي تواجد به ، وكان ذلك على موعد ضرب له بالرؤيا عن مثال الخليل عليه الصلاة والسلام ، فجاءت آية الغيم مختصة به خافية في أمرها على الكثير من الناس ، وأما آية الزلازل فقد كانت عامة علمها الناس جميعا وأثبت تحققها الكثير ممن اختص في إحصاء عدد الزلازل في عصرنا هذا ، فجاءت حجة قاطعة من الله تعالى بصدق بعثه وخروجه ، ولأجل هذه الغاية نص رسول الله صلى الله عليه وسلم على خبرها وعدها العلامة الدالة على زمن بعثه ، والأمر جار هنا له على سنة الأنبياء والمرسلين , فبعثه من جنس بعثهم وإرسالهم , قال ص :" ما من نبي من الأنبياء إلا وقد أوتي من الآيات ما آمن على مثله البشر , وإنما كان الذي أوتيته وحيا من الله إليَّ " (1) . والمهدي على سنتهم في ذلك ، إذ جعل الله تعالى آية بعثه كثرة الزلازل وتواترها ، وقدرها الله تعالى أمارة لصدق دعوته ، دالة على عينه ومعرفة بزمنه ، فهل انتفع الناس بذلك وأيقنوه وعرفوه , أبدا لا تجدهم إلا في غفلتهم وجهلهم يعمهون كما نص على ذلك المولى عز وجل في قوله : ﴿  أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين . ثم تولوا عنه وقالوا معلَّم مجنون ﴾ ( 2 ) ولا تجدهم إلا في ضلالهم وجرأتهم على الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم يجحدون هذه الآية البينة وينكرونها , متشدقين بإنكارهم أنهم على الحق وقد غرهم الشيطان بالوساوس والتخمين ، وأوقعهم بسبب ذلك بالجهل والضلال المبين .

       قال تعالى : ﴿ وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين . فقد كذبوا بالحق لما جاءهم فسوف يأتيهم أنباءُ ما كانوا به يستهزءون ﴾ ( 3 ) والإتيان في الآية هنا على الحقيقة سواء في الآيات المنبئة المتلوة ، أو في الآيات المتحققة من أشراط الساعة المنبَّأ عنها في الكتاب والسنة ، وأنها كائنة آخر الزمان في عصر المهدي ، ألا تراه كيف يتوعدهم بإدراك ما كذبوا واستهزأوا به ، وهذا مما لا يكون إلا لمن عاصر وأدرك لا لمن أخبر ولم يدرك ، ولو كان غير ذلك لعد وعيد غير صادق وحاشا لله تعالى الذي لا يكون منه إلا الحق .

       والأنباء المتوعد بها هنا ، هي تحقق الفصل بنجاة المؤمنين والفوز بالعاقبة التي تأتي بهلاك المنافقين والأشرار من هذه الأمة وغيرهم وهو مما لا يكون إلا بعد تحقق الآيات وهي أشراط الساعة المنتظرة ، كالدخان ، والنار ، والزلازل ، وغيرها مما نص عليها الكتاب والسنة .

والناس اليوم في بعث المهدي وتحقق إرساله من الله عز وجل ممن بلغه نبأ البعث على فريقين ، الأول : آمن وصدق في أمره الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم . والثاني : كفر به وكذب بأمره اللهَّ تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وهؤلاء توعدهم الله عز وجل لإعراضهم وتكذيبهم وتكبرهم على آياته والصد عنها بالصرف عن الإيمان بها وإحباط أعمالهم وإحقاق العذاب بهم وإدخالهم جهنم وبئس المصير ، قال الله تعالى في خبر الفريقين : ﴿ فالذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة ورزق كريم . والذين سعوا في آياتنا معجزين أولئك أصحاب الجحيم . وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ...﴾ فالذين آمنوا وعدهم بالمغفرة ، والمكذبين وعدوا بالجحيم . وزاد ابن عباس وأبي بن كعب رضي الله عنهما في قراءتيهما للآيات : ﴿ وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث﴾ ( 4 ) ومناسبة ذكر إرسال المحدث في سياق الآيات هنا أن كل ذلك مما يكون تأويله آخر الزمان فناسب ذكره هنا .

ومحدث هذه الأمة الذي سيرسل هو المهدي قطعا فآيات سورة الدخان صريحة فيه ، وما قُرأ : بـ﴿  محدَّث هنا إلا لبيان جواز إرسال المهدي في هذه الأمة كما أرسل أمثاله في السابقين ولولا هذا وحاجة الأمة له لما ناسب ذكر إرسال المحدَّث هنا ، فليتنبه لهذه الفائدة فهي عزيزة .

وجاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن في أمته معلَّمان أحدهما عمر رضي الله عنه والآخر المهدي ، فأما عمر فقد

قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو كان بعدي نبي لكان عمر " (5) .

وأما المهدي فقد قطع الله تعالى في كتابه بإرساله آخر الزمان وذلك في قوله عز وجل : ﴿ أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين. ثم تولوا عنه وقالوا معلَّم مجنون ﴾ والمعلَّم والمحدَّث سواء وقد كان يرسل في السابقين وهذه الآية دليل على أنه سيرسل في آخر هذه الأمة كسنة السابقين ، وجاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أكثر من حديث أن المهدي سيبعثه الله تعالى في هذه الأمة ، ولا يكون البعث من الله إلا إرسالا .

وروى ابن سعد في الطبقات عـن عبد الرحمن ابن أبي الزناد قال : سمعت ابن أبي عتيق يحدث عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها ، أن رسول اللهصلى الله عليه وسلم قال : " ما من نبي إلا في أمته معلَّم أو معلَّمان ، وإن يكن في أمتي أحـد فابن الخطاب ، إن الحق على لسان عمر وقلبه " ( 6 ) . وجاء في أول رواية عبدالرحمن بن أبي الزناد عن عبدالرحمن بن عوف أنه كان يقول إذا خطب عمر رضي الله عنه : أشهد أنك معلَّم ( 7 )

وهـذا دال على أن المعلَّم غير النبي ويكون بعده ، ودلت سورة الدخان على أن المهدي معلَّم وسيرسل آخر الزمان .

       ولموافقة معنى آيات سورة الحج في ذكر إرسال المحدَّث ، لإرسال المهدي آخر الزمان أوقع في سياق تلك الآيات الوعيد للكفار بقوله : ﴿ ولا يزال الذين كفروا في مرية منه حتى تأتيهم الساعة بغتة أو يأتيهم عذاب يوم عقيم ﴾ ( 8 ) وهذا مما لا يناسب إلا حال الجيل المدرك للساعة وهو الجيل الأخير الذي ورد إطلاق هذا الوعيد له في القرآن في أكثر من سورة .

       ويعد من المناسب أيضا في سياق تلك الآيات في سورة الحج لحال المتأخرين من المعاصرين لإرسال المهدي قوله تعالى : ﴿ والذين سعوا في آياتنا معجزين أولئك أصحاب الجحيم . وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدَّث ..﴾ ( 9 ) قال إبراهيم الحربي : هي قراءة ابن الزبير وابن كثير وأبو عمرو : ( مُعَجِّزينَ ) . وروى عن وهب بن كيسان قال : سمعت ابن الزبير قال : مثبطين . وحكى الحربي أيضا مثله عن الكسائي والفراء ( 10 ) .

وقال مجاهد : ( مُعَجِّزينَ ) أي مثبطين ومبطئين اهـ (11 ) .

وهذا الوصف مطابق لحال مدركي تحقق تأويل الدعوة المهدية ممن بلغهم خبرها وأحيطوا علما ببراهينها فكذبوها وعاندوا في تصديقها فلا تجدهم إلا مثبطين في الامتناع عن تصديقها ، صادين عن اتباعها ، ومـا كان جزاؤهم عند المولى عز وجل من بعد ظهور وثبوت براهينها ، إلا في قوله تعالى : ﴿ سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يـروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين . والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة حبطت أعمالهم ..﴾ ( 12 ) . وقوله : ﴿ قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا . الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا . أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا ﴾ (13 ) يعد تكذيب المهدي في استدلاله بدلالة آية الزلازل ونار المشرق ودخانها إنما هو في حقيقة الأمر تكذيب لله ورسوله صلى الله عليه وسلم

قال ابن تيمية رحمه الله تعالى : مما ينبغي أن يعلم , أن الله تعالى إذا أرسل نبياً وأُتي بآية دالة على صدقه , قامت بها الحجة , وظهرت بها المحجة . وفي تتابع الآيات حكمة , فإن الأدلة كلما كثرت وتواردت على مدلول واحـد كان أوكد , وأظهر وأيسر لمعرفة الحق , فقد يعرف دلالة أحد الأدلة من لا يعرف الآخر , وقد يبلغ هذا ما لم يبلغ هذا اهـ  ( 14 ) .

قال الشافعي رحمه الله تعالى في اختلاف الحديث : رسول الله لا يبعث إلا بما تقوم به الحجة ( 15 ) .

ولما كان المهدي على سنة الأنبياء والرسل جعل الله تعالى له آية الزلازل علامة وحجة على الناس وبرهان ، ولذا نص رسول الله صلى الله عليه وسلم على خبرها وقطع على أنها الدليل على تحقق خروجه ، ولو لم تكن الزلازل دليلا على ذلك لما ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولعد ذلك من لغو الكلام ، وحاشاه عليه الصلاة والسلام أن يخبر إلا بالحق .

قال ابن تيمية : خاصة الدليل أنه يلزم من تحققه تحقق المدلول عليه ، ولا يكون إلا مختصا به ، لا يكون مشتركا بينه وبين غيره ، فإذا وجـد مع وجـود الشيء ومع عدمه لا يكـون دليلا عليه ، بل الدليل مـا لا يكـون إلا مع وجوده ـ أي وجـود المدلول عليه ـ اهـ  ( 16 ) .

قلت : كذلك الزلازل لما جعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم دليلا على خروج المهدي وجب أن تكون كذلك كما أخبر المصطفى عليه الصلاة والسلام ، ولما كانت الزلازل ما زالت معهودة في الناس فلا بد من أمر زائد في تحققها حتى يصلح أن تكون علامة وآية ودليلا على خروجه كما أخبر بذلك ، وليس هناك إلا أن تكون على سبيل التواتر والكثرة والغرابة في تحققها ، فيصح أن تكون بذلك منبهة لخروجه حجة في تعيينه وهو عين ما حصل في بعث المهدي ، ولم يكتفى بذلك فقط بل نبه سلمان وغيره على خروج المهدي أول ما خرج ثم توالت بعد ذلك الزلازل بتواتر غير مسبوق واستغربه الكثير من أهل الاختصاص المتابعين لآثار الزلازل ، وما ذلك من الله تعالى إلا لحكمة التعريف والتذكير بتحقق خروجه وإقامة للحجة وقطعا للشبه والتخمين . وقد ثبت عن المصطفى عليه الصلاة والسلام في أكثر من حديث أن كثرة الزلازل من علامات الساعة وأشراطها ، من ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه في صحيح البخاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان وتظهر الفتن ويكثر الهرج ، وحتى يتطاول الناس في البنيان " . فالعلم اليوم مقبوض والزمان تقارب وظهرت الفتن وكثر الهرج وتطاولوا في البنيان ، وها هي الزلازل قد كثرت وتواترت تصديقا لتحقق خروج المهدي كما نص على ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وليس بعد ذلك إلا تصديق رسول الله صلى الله عليه وسلم أو تكذيبه . 

وجاء عن المصطفى صلى الله عليه وسلم أيضا في الزلازل قوله : " بين يدي الساعة موتان شديد ، وهذه سنوات الزلازل " (17)

قيدها في سنوات معينة ولا بد من سبب لهذا التقييد والتعيين .

 ومما أفاده حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن سبب ذلك التقييد والتعيين تحقق بعث المهدي وهي علامة وآية لخروجه ، قال أبو سعيد قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم : " أبشركم بالمهدي يبعث في أمتي على اختلاف من الناس وزلازل" ( 18 )

جعلها آية لخروجه دالة على تحققه ، وقرن وقوعها مع وقوع الخلاف في الناس وهو عين ما حصل في السنوات التي تلت فتنة صدام العراق ، فتنة السرى التي غزا فيها صدام الكويت بليل ، نسبها رسول الله صلى الله عليه وسلم  لسريان الليل نسبة إلى تحقق غزوها بليل ، وأتى الدخان أيضا من أظهر العلامات لتحقق بعثه ، الدخان الذي نص عليه كتاب ربنا ووصفه ( بدخان مبين ) أي بين ظاهر ، وكفى بكتاب ربنا هاديا ومرشدا .

وقد جمعت في إثبات تواتر الزلازل عقب فتنة الخليج ما لا ينكره إلا منافق جاحد مكذب لله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ولتيقن صدق قولي فليراجع ذاك الكتاب ( 19 ) .

 والمهدي أدرك من أمره ولله الحمد دلالة آيات الحق في بعثه ، وأيقن بها صدق ما آتاه المولى عز وجل ولو لم يكن في ذلك إلا آية الزلازل لإدراك المقصود لكفت ، فكيف وقد خصه المولى جلت قدرته بآية السحاب وتشكله على رأسه ساعات على هيئة إكليل معلق في السماء ، إلى أن أدرك ذلك وعرف المراد منها ثم تلاشت بعد انصرافه وكأنها لم تكن . وقبل ذلك بشراه بالولد الذي سيكون إن شاء الله تعالى زكياً صالحاً ، وكان الأمر على ما بشرت الرؤيا بمثال رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا يأتي منه إلا الحق .

وبذلك يكون الله عز وجل قد وثق له في صدق بعثه وأن ذلك ما هو إلا منه وبعلمه سبحانه , وهل بعد ذلك إلا الضلال المبين والخسران العظيم , وهل بعد ذلك تعيين غير هذا التعيين , فلعن الله المكذبين الجاحدين من أمثال الحميد وتلاميذه ومشرفي منتديات الإنترنت أخـزاهم الله تعالى من أمثال أحمد التويجـري والأستاذ في ( المنتدى العربي ) والمدعو بالمشمر في ( منتدى أنا المسلم ) وإمعته المدعو بالصارم المسلول الكذاب الذي قطع للمهدي بعدم اعتراض ردوده على خصومه الذين تهجموا عليه من خلال منتداه ، فحنث في وعده هذا المنافق وانتهى هو ومشمره بمنع المهدي مـن عـرض دعوته في منتداه ردا على تكذيب وطعن تلاميذ الحميد أبي حصان الديك ( 20 ) الذين أزعجهم عرض المهدي لبراهين صدق دعوته على شبكات الإنترنت رداً على زعم شيخهم الدجال , أن بنهاية هذا العام الجاري سيهلك المهدي اللحيدي ( 21 ) . معتبرا بما جرى مـا بين ( ثناء الله الآمرتسري ) وبين ( ميرزا غلام أحمد القادياني ) مدعي النبوة والرسالة وأفضليته على جميع الأنبياء والرسل ، حين تناظروا وتباهلوا على أن الكاذب المفتري من الرجلين سيموت ويهلك ، وكان من زهو الحميد بنفسه وإعجابه وثقته بما عليه من باطل في معارضة مهدي الله تعالى الصادق فيما ادعى ، أن طلب في مباهلته لأتباع المهدي أن يهلكوا من فورهم بعد مباهلته قبل أن يبرحوا مسجده المكان الذي حصلت فيه المباهلة . ولما خيب الله ظنه ولم يهلكوا كما رجى ، عاد الخبيث الكذاب وألحق في نهاية كتابه خبر تلك المباهلة وادعى أن العلماء نصوا على أن لا يمر أكثر من سنة ويهلك المبطل قياسا منه كما قلت بما جرى بين ( الآمرتسري ) والقادياني الكذاب حين تباهلا ثم لم تمضِ سنة حتى أهلك الله القادياني الكذاب وأبقى الله خصمه حتى عاش بعد موت الكذاب مدة أربعين سنة . ولما خيب الله تعالى مرة أخرى الحميد الكذاب ما كان من المهدي حين شارفت هذه السنة على الانتهاء فكرَّ غازيا منتدياتهم , منتديات الثرثرة الفارغة , وَكْرُ الرويبضات الفويسقات , ليعرف هؤلاء بطلان مزاعم الحميد الدجال وأنه كاذب في دعواه , ضال في تكذيب دعوة المهدي والصد عنها , فهال هؤلاء المنافقين وراعهم ذاك الهجوم على شبكات الإنترنت من المهدي , فأخذوا يتصايحون في تلك المنتديات داعين مشرفيها لصده وتكذيبه ومنعه من عرض أدلته والذب عن صدقها , وكان آخر من استجاب لهم , ذاك الجاهل الأحمق المشمر في ( منتدى أنا المسلم ) إذ قـال في منع المهدي : تم منعك من الكتابة ، السبب : ولا تقف ما ليس لك به علم ... اهـ ( 22 ) .  مع تركه خصوم المهدي وفي جملتهم تلميذ المهدي سابقا منافق الخوالد أحمد بن حمود ( 23 ) , يطعنون ويفترون الكذب على الدعوة المهدية كيفما يريدون .

وكذب عدو الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم , مُكذِّب الحق الضال , بل هو الذي قفى ما ليس له به علم وانتصر للمنافقين أمثاله من تلاميذ الحميد الدجال , وكبر عليه مثلما كبر عليهم عرضي لخبر آيات صدق الدعوة وبراهين أدلتها , فهال هذا المنافق المشمر وأعوانه ذاك العرض من خلال منتداه صدا عن سبيل الله تعالى وتكذيبا لأنباء مصطفاه الذي نص على أن المهدي إنما يبعث على اختلاف من الناس وزلازل , فما كان مني إلا تقديم البراهين والعلم والحجة الملزمة بتصديق هذا الأمر , وما كان من هذا الأعمى البصيرة إلا التشدق بنفي العلم عني , ما أوقح وأكذب لسانه , ما أجحد وأضل جنانه , أن زعم بحقي ما زعم , والحق أنه هو من قفا تكذيب أمري بغير علم وبرهان من الله تعالى , قال ابن تيمية رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى : ﴿  ولا تقف ما ليس لك به علم .. ﴾ ( 24 )   هـذا نهي عن التكلم بلا علم , وهو عام في جميع أنواع الأخبار , ليس له أن يتكلم بلا علم , فلا ينفي !! شيئا إلا بعلم , ولا يثبته إلا بعلم , ولهذا كان عامة العلماء على أن النافي للشيء عليه الدليل على ما ينفيه ، كما أن المثبت للشيء عليه الدليل , ولا يجوز الحكم بصدق مخبر ولا بكذب مخبر إلا بالدليل اهـ  ( 25 ) .

واليوم المهدي قدم ومازال يقدم أدلة صدق بعثه من المولى عز وجل , في حين أن مكذبي أمره من المنافقين الأشرار كالمشمر وغيره لم يقدموا على نفيهم أي برهان ودليل إلا الظن والجهل وأفهامهم لبعض ظواهر نصوص , المهدي في حقيقة الأمـر أعلم منهم بدلالتها ومعناها , وسوى ذلك لم يقدموا شيئا , ولذا لزمتهم الحجة وقامت عليهم المحجة لاشك في ذلك .

وآخر وأعجب من بلغني عنه السفه في نكران ثبوت صدق بعث المهدي , ضال بريدة الآخر سلمان العودة ذاك الذي ما انتفع بما خصه الله تعالى مع من خصه بالإحاطة بنبأ خروج المهدي , حين لم يكن أكثر الناس على علم بذاك الخروج وتحققه , ولم ينتفع ذاك الأبله بتلك الخاصية التي قسمها الله تعالى له , ويستظهر بعد ذلك بدلالة الزلزلة وما تبعها على صدق ما بلغه , فعاد اليوم يجحد ويثبط عن تصديق خـروج المهدي وتحقق بعثه , بقوله في أول جواباته !! في لقاء مع مجلة السمو التالي : ثمة أقاويل تتردد عن قرب ظهور المهدي ( 26 ) فما هي قيمتها في ميزان الشرع ؟ قال : لم يرد في أي نص من النصوص أننا متعبدون بانتظاره أو ترقبه , بل لا ينبغي لأي مسلم أن يقبل مثل هذا الادعاء بمجرد الإشتباه !! , حتى تقوم الأدلة الكافية فإن المدعين كثر منذ فجر التاريخ . والمسلم مطالب بالتثبت والتحري والأناة , وألا يستعجل الأمور بمجرد الرغبة أو الهوى النفسي , ولا يتوقف على خروجه أي شعيرة شرعية نقول إنها غائبة حتى يأتي الإمام المهدي , فلا صلاة الجمعة ولا الجماعة ولا الجهاد ولا تطبيق الحدود ولا الأحكام ولاشيء من ذلك ..اهـ .

وهذا ورد منه جواباً على سؤال مـراسل المجلة تأكيدا لمـا سبق وبثه في موقعه ( الإسـلام اليوم ) على شبكة الإنترنت بعنوان ( الإنتظار عقدة أم عقيدة ) كلمات سطرها هناك في معارضة دعوة المهدي ، فعاد هنا في هذا اللقاء يؤكد ما أورده في موقعه ، ما ينم عن مكرهم وحربهم لهذه الدعوة المهدية المباركة .

وقد خلط في كلامه هذا الجاهل السفيه كعادته , وأتى بالتلبيس ديدنه , كلما ادعى المفهومية في أمر ما يهم الناس معرفته , وهو ليس أهلا للخوض في هذا الأمر بالذات , هذا الكذاب المكذب ، الذي إلى الآن ما عرف الناس أنه ما حبس هو وأقرانه إلا بسبب دعوة المهدي وإنبائه هو ورفقاؤه بخروجه !! حين ارتعبت حكومتهم بعد علمها بأمرهم فسجنت أتباع المهدي ودعاته , وممن سجن كذلك كل من مر عليه هؤلاء الدعاة , إلا ما كان من كبار مشايخ الدولة السعودية , ثقة بولائهم !! , وإلا لحبسوا مع المحبوسين .

وهذا المخبول المخذول عجز عن إدراك دلالات تلك الأحداث وتيقن تلك الآيات أنها ما كانت لو ما أن الله تعالى بعث المهدي وأمر بخروجه , ولذا قُدم في إظهار أمره إخبار هذا الجاهل وغيره حتى يكونوا على بينة بأمر المهدي , إلا أن هذا وزمرته قَصُر بهم الجهل عن اليقين بكل ذلك , وجاء اليوم يهذي ويهرف بقلة عقل , رأساً من رؤوس الجهل , وداعية من دعاة جهنم ارتضى الذل وأن يكون مع الخوالف والمكذبين .

وسأرد بإيجاز على تلبيساته المذكورة وجهالاته المبتورة التي بثها في موقعه وأكدها فيمـا بعد بلقائه الصحفي المفبرك المعنون لـه بـ( لقاء مع العلامة سلمان بن فهد العودة ) للصد عن هـذه الدعوة ، سأرد عليه لكشف مدى جهله ولؤمه بحق مهدي الله تعالى وبراهين بعثه .

والله الموفق وهو الهادي إلى سبيل الرشاد .

 

---------------

( 1 ) رواه البخاري في الصحيح .

( 2 ) سورة الدخان (13-14) .

( 3 ) سورة الأنعام ( 4-5 ) .

( 4 ) ذكرها البخاري في الصحيح عن ابن عباس معلقة بصيغة الجزم ، وقال الحافظ ابن حجر : إسناده صحيح . الفتح (7/42 و 51 ) ، وقراءة أبي بن كعب الاعتقاد للبيهقي (315) .

( 5 ) رواه أحمد في المسند (28/624) ، والترمذي وحسنه (5/578) ، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي .

( 6 ) الطبقات لإبن سعد (2/255) .

( 7 ) المرجع السابق .

( 8 ) سورة الحج (55) .

( 9 ) سورة الحج (51-52) .

( 10 ) الغريب للحربي (3/1084) .

(11 ) حجة القراءات لإبن زنجلة (481)

( 12 ) سورة الأعراف (146-147) .

(13 ) سورة الكهف (103-105) .

( 14 ) الجواب الصحيح (6 / 429) .

( 15 ) اختلاف الحديث للشافعي (ص42) .

( 16 ) النبوات (28، 256) .

( 17) رواه أبو يعلى في المسند (12/271) ، والطبراني في مسند الشاميين (1/457) عن سلمة بن نفيل .

( 18 ) قال الهيثمي رواه أحمد وأبو يعلى باختصار كثير ورجالهما ثقات . وذكر التويجري رحمه الله أن الحافظان العراقي وابن حجر أقراه لكونهما قد حررا مجمع الزوائد معه ( الاحتجاج بالأثر ص 14 ) . ورواه الحاكم من غير هذا الوجه باختصار أيضا وصححه ووافقه الذهبي .

( 19 ) ( البيان الثاني لرد فرية الجاني ) .

( 20 ) سمي هذا الأبله بالديك وبأبي حصان لأنه لا يرى الكهرباء ويعتقد أنها أصل كل شر ، ولذا لا يركب السيارات ولا يؤذن في الميكرفونات ، فكان إذا جاء الأذان ارتقى سطح المسجد فأذن فنسب بذلك إلى الديك . ومن مفرداته وسفاهاته وما أكثرها أنه يرى الهواتف خوارق شيطان وعنده أن الناس بالهواتف والكهرباء قد غرقوا في الشر وصاروا ألعوبة للشيطان ، ففر بنفسه طالبا أن يكون من حزب الرحمن  هذا مناه ، وما درى أعمى البصيرة أنه بات اليوم ألعوبة للشيطان وهزأة للصبيان .                                                                      

وهذه ترجمـة عبدالكريم الحميد أبي حصان باختصـار نقلا عن منتدى ( الساحـات ) لكاتبه العضو  ( قطوف ) تاريخ مشاركته ( 17/3/2002 ) ذكرها تحت عنوان ( المتشدد عبدالكريم الحميد . . ) قال : هو ربما في أواسط الخمسينات من مواليد بريدة درس الثانوية في المنطقة الشرقية في مدارس أرامكو ، يشاع أنه زار أمريكا ودرس فيها ما بعد الثانوية وهو ينكر ذلك . يعيش في حي يسمى ( الخبيبية ) بيته من طين وليس فيه كهرباء وهو يحرمها !! ويقول : أنهـا من أهم أسباب الفساد في الأرض ، مكنت الناس من استعمال آلات اللهو والاتصال المحرم كالإنترنت ، ومن أقواله : هذه الكهارب هي أصل الشر .

أولاده يلبسون الخشن من الملبس كما شاهدتهم ، ولا يسمح لهم بالدراسة في المدارس النظامية . يركب الحصان ولا يركب السيارات ، ويرى كثيرا من وسائل العصر من المحرمات كالهاتف ، ويقول : هو من الخوارق الشيطانية ، فكيف بإنسان يحادث آخر على بعد آلاف الأميال !!.. . لا يسمح في مسجده بالكهرباء أو الميكروفون ، ويسأل كل داخل غريب بأن يدخل دون صور في جيبه كالنقود وما شابه . يرفض مصافحة الناس بشكل عام ، وقد رأيت هذا بأم عيني ، ويبرر ذلك ويحتج بأنهم من أكلة المال المغشوش في الوظائف وسواها ، أو من متعاطي المعاصي كالحلق وسماع الراديو . سمعته غير مرة يدعو على من جاء مستهزئاً أو ساخرا ، وقال : أنني لم أدعو أحدا ليكون على مثل ما أنا عليه ، وبالمقابل فلا أرضى أن أكون مزار المستهزئين الساخرين . وأعرف الكثير ممن يزورونه للسخرية ، ويقول أحدهم : ( وش رايكم نروح نصلي مع  الحميد نضحك عليه ) .=

يحرم الحميد العمل في الجهات الحكومية ، وقد سألني كثيرا أن أطهر نفسي من هذه الوظائف . يعد من المكثرين من التأليف ، وله كتب تتعدى ربما الأربعين ، ويتعاطى قول الشعر وقد اطلعت على العديد من قصائده مثل قصيدته في ( ديانا سبنسر !! ) وقصيدته في التخويف من خطر جريمة اللواط وقصائد أخرى وكلها عندي نظمها ليس بجيد . وله زوار ملازمون وقد كان قبل سنتين يصلي معه العشاء خمسة أو ستة أشخاص ، أما اليوم  فمسجده يزداد روادا يوما بعد يوم حتى صار المكان يضيق بهم أحيانا . تلمس من حديث الرجل حين يتحدث صدقا والتزاما بمنهج يبدو لكثيرين مضحكا لكنه يأبى أن يتزحزح عنه اهـ .

ومن المفارقات العجيبة أن اجتمع الحميد هذا وهو يمثل أقصى طرف المتشددين مع سلمان العودة وهو يمثل أقصى الطرف المقابل من المتساهلين وأصحاب الرأي للتيار المتشدد ، على أن المهدي لا يخرج إلا بعد فناء الحضارة ، ولذا تراهم اجتمعوا على إنكار دعوة المهدي فالحضارة لم تفنى بعد !! .  

( 21 ) زعم ذلك في خاتمة كتابه بقوله : والجدير بالذكر هنا أن العلماء !! ذكروا أنه لا يمر على المتباهلين أكثر من سنة إلا ويصاب المبطل ، وإنني لأبرأ إلى الله تعالى من حولي وقوتي وألجأ إلى حول الله وقوته ، والحمدلله أولا وآخرا . كتبه :عبدالكريم بن صالح الحميد. القصيم ـ بريدة ـ شهر صفر1422هجرية اهـ (الحق المستبين ص135) .

( 22 ) مشرف منتدى ( أنا المسلم ) [ المشمر ] بتاريخ ( 14 / 4 / 2002) الساعة (20 : 10 ) مساءً

( 23 ) وقد سبق للمهدي أن رد على هذا المرتد النكرة وكشف زيوفه وضلاله في كتاب ( تعبيد الموارد للوقوف على حقيقة منافق الخوالد ) وسيرد أيضا على ما افترى في منتدى ( أنا المسلم ) بكتاب ( المهدية في إخساء الخالدية ) ردا على أباطيله وكذباته التي روج لها في ذاك المنتدى وقد سماها ( التبيان في كشف حقيقة مدعي المهدية ..) . واليوم عاد وهذبها وحذف كثيرا ممـا ورد فيها من أباطيل مكشوفه لينشرها في موقع آخر كسابقه وهـو موقـع ( الصحوة ) من مواقع حدثاء السفه وحنابلة القراء المنافقين ، يشد فيه كذبات هذا المنافق الخالدي مسؤوله العام ذاك الزنديق الملحد المدعو ( الحماد ) زراط الكذب ، ضراط الجهل ، يروج لسفاهات وكذبات منافق الخوالد بوريقات لا تكاد تتعدى العشر مرهونة بإسمٍ مستعار مجهول الحال ، ومن ظلمهم اعتماد أقاويل كاذبة من مجهول غير مدعمة بالدليل ، في معارضة الدعوة المهدية وهي التي شدت من ابتدائها بهدي الله وبراهينه . والأعجب والأغرب من ذلك كله أنه بعد ذلك أخذ يروج لها في منتدى هذا المنافق الزراط الضراط المدعو الحماد بتزكية من مخبولهم المخرف عبدالله بن جبرين ذاك الجاهل الذي هو أبلد من بعير ! حين يعتمد على وريقات من مجهول فيقول : قرأت هذه الرسالة وتصورت بدعة هذا اللحيدي الملحد الذي اخترع هذه المحدثات اهـ . ومن جهل هذا المخرف نسبة الإحداث لمصداق أخبار الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم في تزكيته الضالة الكاذبة ، وتكريره لكلمة ( التخييل ) وكأن المهدي أتى بالسحر ، وهذا مؤشر صارخ على جهل وضلال هذا الطالح . وكم هو كذاب حماد الجهل صاحب هذا المنتدى وهو يزكي منتداه فيقول : أغلقنا باب تجريح وسب وشتم العلماء والدعاة هذا ليس من الصحوة في شيء . ( رقم المشاركة 5279 ) . ولما لم يعد المهدي من العلماء ولا حتى الدعاة افتتح في منتداه أول كلامه عن المهدي بقوله : زنديق . فلعن الله الحماد الكذاب لعنة عظيمة ، فما هو إلا ( جحش ) حساوي يشد اخوان نورة على ظهره من أسفار الضلال وطمس عقول الشباب عن الاهتداء لمحبة أولياء الله وعداوة اعدائه وإشغالهم بثرثرات فارغة وجهالات تركس في التيه والعمى . ووالله آخر الزمان أتانا مدرسي الجامعات يتلقفون رواتب أسيادهم من بعد ما غسلت عقولهم وهم يزعمون اليوم وبكل وقاحة أنهم منارات هدى ووالله مـا هم في الحقيقة إلا حاويات بلاء .  

( 24 ) سورة الإسراء ( 36 ) .

( 25 ) الجواب الصحيح (6/458 ، 477) .

( 26 ) انظروا لهم أخزاهم الله تعالى , المهدي ظهر وظهرت براهين صدقه وهم مازالوا كاليهود والرافضة غارقين في تقريراتهم وتصوراتهم الذهنية التي لا يمكن أن يكون لها سبيل إلى الواقع !! .

 

الفصول