يجب على المرأة المسلمة تغطية وجهها خصوصا الحسناوات منهن ، والوجوب متعين عليهن في زماننا هذا لكثرة الفساق مرضى القلوب في عصرنا هذا ، ولشدة سعي أهل الباطل في إشاعة الفاحشة بين الناس والدعوة للرذيلة ، ووسط هذا الطوفان من الشر ولقلة التقوى في الخلق اليوم ، ولإجتناب المنكرات والموبقات ، لا يليق بالمرأة المؤمنة إلا أن تستر وجهها وهو آكد زينتها وجمالها الظاهر ، صونا لها ولغيرها من الوقوع بالآثام ، ومخالفة لمقاصد أهل الباطل الذين جعلوا مفاتن النساء مرتكزهم الأساس لإغواء خلق الله تعالى ودفعهم إلى سخط الله تعالى في عصرنا هذا دفعا شديدا على ما يراه الناس جميعهم لا يسع أحد نكرانه .

والنار كما تعلمين أختاه حفت بالشهوات ، مثل ما أن الجنة حفت بالمكاره ، وشهوات هذا العصر طاغية طغيانا عظيما ، ومن تمعن وجد الشهوات المتعلقة بالنساء أساسها ومن دونها لا قيمة ستكون للحياة عند أهل الباطل والمنكرات ، وعليه لا يجوز للمسلمة المؤمنة أن تساهم في هذا الباطل المستشري بالكشف عن وجهها وسط الناس ، الوجه الذي لا يرضيها بالطبع إلا أن يحمر ويصفر ما دامت اختارت كشفه ، وإلا لباتت بين الناس منكرة شاذة ، فإن الأصل عند كاشفات الوجه إبداء الزينة عليه ، فتنة فوق فتنة سفولا في دركات الجهل والسخف .

ولا يقبل بكشف وجه امرأته أو اخته إلا من لا دين عنده وإلا لأوجب على نفسه وأهله ذلك ولو من باب سد الذرائع ، ولما اختار أو سمح بكشف وجوه نسائه دل ذلك على أن مرجعيته ليست للشرع ، بل للهوى وما تشتهي الأنفس .


والسؤال الموجه لمثل هؤلاء : ألم يأمر الله تعالى نساء النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يخضعن بالقول فيطمع الذين في قلوبهم مرض ؟ .

ألم يأمرهن بالقرار في البيوت ، وأن لا يتبرجن تبرج الجاهلية ؟ ، حفظا لهن من الرجس ومن مرضى القلوب ، وطمعهم إذا ما طمعوا لا يلحق بالمرء إلا الأذى ..

ولينظر الواعي النصاح لنفسه وأهله ، لو دخل مكانا عاما كم من مريض سيطمع بأهله ، وسيتشهى بنظره ، هذا إذا ما ألحق بهم أذاً بالفعل بكلمة أو ما شابه .

إن تلك هي سنة الله تعالى وفضيلته التي اختارها لنساء نبيه حفظا وصونا لهن وله عليه الصلاة والسلام ، أن يلحقهم الأذى من أصحاب القلوب المريضة ، فليختار الأخيار سنة ربهم وما أحبه الله تعالى لنبيه ونساء نبيه .

وذلك كان في زمن الأًصل فيه أن النساء يتسترن ، والعفة كانت فيهن شيمة ، والشرف مطلب أسمى لا تفرط به المرأة المسلمة في ذلك الجيل أبدا إلا ما ندر جدا جدا ، لكن اليوم الحال مثل ما ترين أختاه ، عم البلاء وتقحمت على الناس نساء النصارى والوثنيين من كل مكان ، وتبدت المفاتن من الذين لا يرجون لقاء الله تعالى ولا يهتدون لسننه ، وقلدهم في كل ذلك أكثر نساء العرب والمسلمين اليوم في كل مكان ، فعم البلاء بذلك واستشرى الشر في كل زاوية ، ولذا فشى الزنا والسحاق وإتيان الذكران ، وبلغ الأمر حد المنتهى ولا خيرة لمن يرجو الله تعالى إلا ما اختاره الله لنساء نبيه صلى الله عليه وسلم ، ففي ذلك السلامة من الشر ، والإمتناع عن المساهمة في ترويجه وتأسيسه .

موقع المهدي

2004

 

***

فعلّق طنطاوي قائلاً: " لما إنت كده أمال لو كنت جميلة شوية كنت عملتي إيه؟".

 

لعنة الله تعالى على هذا المنافق الجاهل المكابر في خدمة الشيطان ، انظروا بربكم كيف حكم على نفسه بمضادة أمر الله تعالى وتشريعه في استتار المرأة المسلمة ، فالله تعالى قال :
 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًارحيما 


فالحكمة من حجب الوجه للمرأة بينه تعالى بقوله هذا وتشريعه بالقرآن بما يلي : ﴿ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ  ، وهذا المنافق عرف تلك المسلمة فآذاها وجرحها نفسيا بما قال " أنها ليست جميلة " .

وفي هذا مضادة ولا شك لتشريع الله تعالى وحكمته .

وكم هو كاذب المنافق بدعواه أن ستر المرأة المسلمة لوجهها مجرد عادة وأنه أوجب على تلك الفتاة أن تطرح عن وجهها ستره ، ومن أوجب على مسلم ما ليس بواجب وحرمه فهو كافر كافر كافر وكيف بهذا وقد فعل ما فعل على سبيل المناقضة التامة نفي بالباطل وإثبات بباطل آخر مناقض ، وفي هذا من فعل هذا المنافق الملعون كفر صريح بما فعل وكفر صريح بما سيفعل من إيجاب عام على كل فتاة أن تمتنع من ستر وجهها تأسيا بأمهات المؤمنين من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ، وطاعة لله تعالى بما أمر ووجه كما في قوله المذكور قبل .

فهو كفر بذلك على الوجه الخاص المعين بذلك المنع للفتاة ، وكذلك على الوجه العام وهو الأشد إن فعله أو تسبب في فعله لانه على سبيل التشريع والتعميم الذي يدخل به أعيان كثيرة ، وهذا لا يجوز يكون فيما هو مجرد مباح أو من المكروهات ، فكيف بما هو قطعي الوجوب في العمل ، أو قطعي في التحريم فلا شك كفر المشرع بالمنع أو الإيجاب في ذلك أنه يكفر لأنه نصب نفسه مشرعا من دون الله تعالى . 

﴿ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ  : فيدعي هذا المنافق الجاهل ويتشدق أنه يعرف بالدين وأحكام الشريعة ، وهو مع نفاقه وقح وجريئ ، وإلا طفل مسلم يستطيع يقرأ بكتب تراث المسلمين يوقن أن الله تعالى لما أنزل في كتابه تلك الآية أن نساء المسلمين أخذن يتقطعن أرديتهن بينهن ليتقنعن بها حتى قيل أنهن كن كالغربان من شدة اخفاء الذوات والشخصيات حتى ما يعرفن فلا يؤذين .

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يرشدهن بالمخالطة في المسجد للتأخر وأن خير صفوفهن أبعدهن عن الرجال ، وهذا الملعون المنافق الجاهل الضال يزعم بأن تلك عادة ، نعم قاتلك الله تعالى هي عادة اسلامية شرعية ، الصالحات يبتعدن عن أن يعرفهن منافق مثلك فيؤذيهن ، وهل تعرف المرأة إلا من وجهها فتريدها مكشوفة الشخصية مخالطة لكل أحد لتهون حين تعرف من الأشرار ضعاف النفوس فيؤذونها كما فعلت يا منافق بغمزك ولمزك لجرح مشاعر تلك الطالبة .

وانظروا لدليل إضافي هنا يعارض مزاعم هذا المنافق الجاهل ، فهن حين كن مأمورات شرعا بالتأخر في صفوفهن للصلاة مع الجماعة حتى لا يعرفن فيؤذين ، وحصل لاحقا بعض التساهل من بعضهم ، فوقع نوع مخالطة ومزاحمة في المسجد فما كان منه صلى الله عليه وسلم لما رأى ذلك إلا أن صرخ بهم " استأخرن " !!

وكان لفظ الخبر على لسان الراوي الصحابي أنه قال " حين رأى اختلاط الرجال بالنساء " ، فقال ما قاله صلوات ربي وسلامه عليه .

وكانت الإستجابة وفق ذلك الخبر بما يلي : ( فكانت المرأة تلصق بالجوانح ) . " رواه البخاري رحمه الله تعالى في التأريخ "

فهل فقه الحمار معنى ( الجوانح ) هنا ؟!

قال صاحب مختار الصحاح : " جُنح الليل " اهـ . ومعناه في الخبر ، التزامهن الزوايا المظلمة .

بمعنى : لم يعدن يخفين وجوههن فقط ، بل حتى شخوصهن الطول والعرض .

وهذا المنافق هجم عليهن وأمر بما أمر وأخرج الفتاة من سترها الذي ارتضته لنفسها دينا وشرعا طاعة وتأسي بالصالحات ، فأخرجها للعلن أمامه وأمام مرافقيه ولم يكتف بذلك بل آذاها في نفسها فجرح مشاعرها بأنها غير حسناء ، كان يستعرض الحسناوات يبدو أمام جمهوره عليه من الله تعالى ما استحقه بكل جرأة وصلافه واستكبار وتعنتر على مجرد فتاة مسكينة متدينة بما أمر الله تعالى ورغبت فيه .

ولا أحسب أن هذا الجاهل درى أن هناك في تراث المسلمين هذا الخبر وأمثاله فضلا عن أن يفقه معنى ( الجوانح ) .

وهذا رد آخر على بطلان مزاعم هذا المنافق الجاهل أن في ذلك مجرد عادة ، وهل العادات الشرعية الإسلامية إلا ما أمر به الشارع ، ومن قال بتنقص تلك العادات فلا شك في كفره وردته لعدم إيمانه بوجوب طاعة الله تعالى ورسوله في ذلك .

وهنا يحسن ذكر أثر إضافي للرد على هذا المنافق الأحمق السفيه وهو مما كان نساء المسلمين يفعلنه قبل فرض الحجاب روي عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال :

استأذن عمر بن الخطاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده نساء من قريش يُكلمنه ويستكثرنه عالية أصواتهن على صوته ، فلما استأذن عمر تبادرن الحجاب ، فأذن له رسول الله فدخل ورسول الله يضحك ، فقال عمر :

أضحك الله سنك بأبي وأمي أنت يا رسول الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي فلما سمعن صوتك تبادرن الحجاب ". فقال عمر : فأنت كنت أحق أن تهبن يا رسول الله .

ثم أقبل عليهم فقال : أي عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله ؟ فقلن : نعم ، أنت أغلظ وأفظ من رسول الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

إنها يا ابن الخطاب ، والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان قط سالكا فجا إلا سلك فجًّا غير فجك " . 
روي بعضه في الصحيحين "

فانظروا فرق ما بين العدل والباطل وهذا قبل فرض الحجاب انتبهوا ، فحين استترن عن عمر عد ذلك منقبة له وأن الشيطان فر بذلك التخفي عن ملاقات عمر العادل برأيه ومواقفه ، وهذا الفاسق طارد تلك المسلمة إلا تكشف عن سترها ، وكأن الشيطان يعانقه بذلك فهو فاسق لا يحمل العدل بل الباطل والجور ، لذلك رغب يحدث من تلك الفتاة ما فررن من عمله تلك النسوة أمام عمر ، ثم كانت فريضة الله تعالى بضرب الحجاب على نساء النبي وبناته ونساء المؤمنين كافة بأن ﴿ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ  . وهذا المنافق الجاهل يقول هي مجرد عادة والله تعالى يقول ما يقول ويشرع ما شرع ، فهل بعد هذا مضادة لأمر الله تعالى ودينه ، فرخة من فراخ الفراعنة لا أكثر ، ويتحمر أيضا بوجهه كأنه وجه فتاة أو مخنث .

وروي عن حيان بن جزي رضي الله عنه أنه لما أسلم بعثه النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة لتعطيه بردين أمر بهن له ، فدخل عليها فقال : 

أي نَضََّرَكِ الله اختاري لي من هذه الأبرد التي عندك بردين ، فإن نبي الله كساني منها بردين ، فقالت ومدت سواكا من أراك طويلا فقال : خذ هذا وخذ هذا ، وكانت نساء العرب حينئذ لا يرين . " رواه الطبراني في الكبير وفيه ان اسم الصحابي جزء هكذا والمثبت من اسمه هنا عن أبي نعيم رحمه الله تعالى"

وكان ذلك بعد فرض الحجاب فبين الصحابي أن ذلك كان عاما على نساء العرب ومن ضمنهن وآكد شيء عليهن زوجاته وبناته صلوات ربي وسلامه على النبي وآل بيته الأطهار الأخيار .

ودخل يوما الفضل بن عباس وعبد المطلب على رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلمانه في حاجة وكان يومئذ عند زينب بنت جحش ، فكلماه بالذي أمرنا به أوبنا ، فسكت ساعة فرفع بصره قبل سقف البيت حتى طال علينا ألا يرجع إلينا شيئا ، وقد رأينا زينب تلمح من وراء الحجاب بيدها تريد ألا نعجل وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمرنا . " رواه أبو نعيم في معرفة الصحابة "

فهذه العادة مع زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وتطبيقهن لحكم الله تعالى الشرعي ، وهناك غير ذلك مما لا تسع سرده تلك العجالة مما يدل على أنها عادة إسلامية شرعية يتأسى بها نساء المسلمين بنساء النبي صلى الله عليه وسلم عادة محمودة شرعية قرآنية نبوية ، وكل ذلك للحكمة الربانية الجليلة بـ ﴿ أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْن َ . 

وهذا المنافق كفر بتلك الحكمة وذلك التشريع فصار وغيره من الكفرة والمنافقين اليوم دعاة اختلاط وطرح الحجاب عن نساء المسلمين ، يريدون الفساد ويسهلون لإشاعته بين النساء بحجج كاذبة خبيثة منها تحرر النساء يريدون من قيود الشريعة التي قضى الله تعالى حفظا للأعراض والنسل وحتى لا تشيع الفاحشة في جماعات المسلمين .

وسعوا لتحقيق ذلك بوسائل كثيرة منها التدريس بمدارسهم المحدثة العصرية على طريقة الغرب الكافر ومدارسه ، وكذلك بدعوى خروج المرأة للتوظيف على أن لهن حق في ذلك مثل ما للرجال ، فصار الإختلاط ودب الفساد وكثر جراء ذلك أبناء الزنا وحلت اللعنة واستعلى الأشرار المنافقين كهذا الضال الملعون ، وذل المسلم والمؤمن كما حصل مع تلك الفتاة وأشد من ذلك ولربك المنتهى وإليه الحكم وهو أعلم بما كانوا يصنعون .

وأختم بالقول هنا : بأن حتى لو سلمنا أن تلك كانت عادة فهي محمودة شريفة طاهرة وكانت عادة بالفعل لأقدم مما يتصوره هذا الخبيث وأقرانه ، فأقرها الإسلام لأن المصطفى صلى عليه وسلم إنما بعث ليتمم مكارم الأخلاق ويقرها ويهدي به الله تعالى لصالح الأعمال ثم ماذا ؟ ، أتعاب تلك العادة على لسان ذلك المسخ ويقدم عليها عادة المجون والخلاعة والفحش للعالم العصري المتردي بمهاوي الرذيلة والفسق والفجور ، فانقاد قبله إمامه الملعون الآخر محمد عبده بعد ما بُهر عقله التافه الضعيف الوضيع مما رأى بفرنسا لما بعثه المكر الحثيث ليعود داعية كغيره لمثل عاداتهم التي رأى فأخذ يشيع وأمثاله ويحث على الدعوة لتلك العادات الرديئة الفاجرة وينكرون العادات الحميدة الطاهرة ، إنهم حقا أولياء الشيطان وأتباعه .

ولنوقف هذا الجاهل التافه لحظة هنا حتى يبطل يغمز بالعرب ويلمح لجاهليتهم وأن تلك عادة مكتسبة من هناك ، فهل يفهم ذلك على هذا النحو ؟ ، أبدا فزاد هذا المعتوه في فضيحته أنه مجرد جاهل الكذب كذلك والتزييف والتحريف بوقاحة ادعاء ما ذكر ونسبته لمجرد عادة ويريد أنها عادة للجاهلية عند العرب يغمز الملعون بذلك .

وأقول هنا للجميع ردا على ذلك الأحمق السفيه بأنه كاذب ذلك الملعون المنافق وجاهل لأبعد الحدود في نقضه لحكم الله تعالى ذاك والذي هو من مكارم الأخلاق لا ساقطها وماجنها ، وهاكم هذه الرواية من تأريخ أسياده اليوم اليهود وأسياد فرعونه الحقير الذليل وأي أسياد ؟ ، قصة متقدمة لإسحاق عليه الصلاة والسلام مع تلك المرأة التي انتخبها زوجة له لتكون تاليا أما لإبنه المبارك يعقوب عليهم وعلى والده الخليل أتم الصلاة وأكمل السلام .

ورفعت رِفقةُ طرفها فرأت إسحاق فنزلت عن الجمل وقالت للعبد من هذا الرجل الماشي في الصحراء للقائنا ؟ ، فقال العبد : هو مولاي فأخذت النقاب واستترت به " اهـ . " التكوين اصحاح 24 

فهل يعي ذلك الجاهل المتشدق بالكذب حقيقة ذلك ومعناه ، وأن تلك العادة قديمة بقدم بني آدم وهي من مكارم الأخلاق على عكس ما عليه اليوم هؤلاء الملاعين المتبعين لأولياء الشيطان أنها عندهم من أخلاق الجاهلية ويشمئزون من ذلك أشد ما تجد أنفسهم الكافرة الملعونة نفرة ، مع انبساط أنفسهم المريضة للتعري والمجون والخلاعة والفحش ، حتى أن أحدهم عليهم اللعن وسوء العاقبة يرى الماجنة الخليعة الفاحشة ولا تنفر نفسه ولا تكره ذلك ، في حين يرى المسلمة المستترة طاعة لربها فينفر أشد النفرة ويكره ذلك جدا ، وعليه أقول لهذا المنافق الملعون الكاذب " لم تطب نفسي غيرة لشريعة ربي إلا بأن أقلب عليك استدلالك ليكون ضدك يا ملعون يا كذاب يا سقط ، لا لك " .

ثم أقول : وهل سيقف الأمر على فعل أم يعقوب زوجة نبي الله تعالى إسحاق ، وهل يستنكر عاقل فعل زوجة نبي وأم نبي ، إلا وأن يكون مريضا منافقا كهذا الملعون كلب الفرعون التافه الوضيع المسلط على أحكام الشريعة يتلاعب بها بسخف عقل وتفاهة ادراك وقلة تقوى وخشية من الله تعالى .

نعم لن أقف على ذلك الأمر فقط مع هذا المأفون وقد قال تعالى في خبر سارة زوجة الخليل وأم اسحاق وجدة يعقوب عليهم الصلاة والسلام ما يلي :

 

﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ . إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلاماً قَالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ . فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاء بِعِجْلٍ سَمِينٍ . فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلا تَأْكُلُونَ . فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ . فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ . قَالُوا كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ 


انظروا كيف أن حتى سارة عليها الصلاة والسلام تنتقب هنا وعن من تنتقب بربكم ؟!

عن ملائكة الله تعالى المتمثلين لإبراهيم بصورة رجال ، ولما بشروها واستغربت ذلك وعجبت منه وما ملكت أن تتبدى لهم لتقول عن نفسها ما قالت ، لكن لم تظهر لهم إلا بعد ما نقبت وجهها وسترته عن أعينهم وهم من هم ، وهي الشيخة الطاعنة بالسن حتى ذكروا عنها في تأريخهم أن الخليل امتنع أن يعطيها مثل ما تعطى النساء وقالوا كان عمرها تسعون عاما ، ومع هذا حرصت تنقب وجهها عن الأغراب وهم ملائكة تمثلوا بصورة رجال ، مبارك آل بيت الخليل وها هي مكارم أخلاقهم ، ملعون بيت الفرعون وذلك انحطاط أخلاقهم وتلك سيرتهم وسنتهم .

وإن تعجبوا من حرة كريمة امرأة نبي تتحجب عن ملاك متمثل فلا تنسوا لتعجبوا أكثر من ذلك من شيمة وخلق امرأة نبيكم المصطفى حبيب الله حين كانت تضع ثيابها عليها تستتر من بعد ما دفن مع زوجها النبي وأبيها عمر الفاروق ، فكانت حين تدخل عليهم غرفتهم تضع عليها ثيابها حياءً بعد دفن عمر الفاروق رضوان الله عليه ، وما قولكم بتلك الشريفة العفيفة الطاهرة حين تفعل ذلك عن انسان ميت ، هل ترونها لا تستحي ولا ترقب ربها الخالق بالخلوات ؟!

ولا يصح حتى أن يقال هذه منها مبالغة ، بل جاهل من يحسب ذلك وهي العالمة التقية الفاهمة حين لم تأمن ما يكون وهي تجهل الحقيقة الكاملة للحياة البرزخية للأموات فآثرت ستر نفسها .

فكانت تلك مكارم أخلاق زوجات الأنبياء تلك تستتر من ملاك متمثل بصورة رجل ، وهذه تستتر من الحياة البرزخية لرجل ميت ، وأولئك الكفرة الملعونين يهزأون اليوم من ذلك ويسخرون منه وتكرهه أنفسهم وهو من فعل المسلمات لا مع الملائكة ولا الأموات ، بل مع أولئك الأبالسة الملعونين الكفرة المنافقين وبهم سعار الدعارة وشبق المجون والتلابط بالفحش ، ثم هي المسلمة عندما تدين لله تعالى بذلك الحكم لا يكون جزاؤها عند هذا الكلب الفرعوني إلا ما علمتم .

سبحان الله ويتشدق بأنه عالم وهو جاهل شديد السفه وداعية لجهنم من أطاعه قذفه فيها .

 

بقلم الشيخ المهاجر حفظه الله تعالى

موقع المهدي

2009