قال عز وجل :
﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ .
من المشاهد هذا اليسر بالبلاغ ، بل شهد الكل على أنه حطم كل الحواجز بين الأمم والشعوب ، ولم يبلغ البيان سبيلا ميسرا للوصول مثل ما بلغه من خلال هذه الوسيلة ، حتى فكر الإتحاد الأوروبي بل قبل تولي اقتراح العمل على بذل جميع خدمات الموبايل عن طريق الأقمار الصناعية وبالخصوص الإتصال بالإنترنت .
هذه الوسيلة التي صدقت عليها تلك النبوءة بشكل مذهل بحق في العالم ببعث المهدي عليه الصلاة والسلام من بينهم بشيرا ونذيرا فوصل لهم كل ما قاله وبينه .
وعليه نجد الفلسطيني من الأرض المحتلة وغيرها يقرأ في هذا المنتدى المبارك الذي منه توجه مبادئ رسالة المهدي وأصول دعوته لجميع قرى العالم ولكل شعب ولكل أمة ، حتى بلغ من تيسير الله تعالى من خلال هذه الوسيلة أن يقرأ في هذا الموقع والمنبر المبارك من كان بغياهب تلك الشعوب البعيدة ، ولو كان وحيدا ، ولو كان ضعيفا ، ما عليه الا أن يلج من خلال تلك الوسيلة الميسرة ليصل لهذا اللسان الأممي ، فيتلقى منه تلك البشارة العظيمة والنذارة الرهيبة ، ثم إن شاء الله تعالى هداه وإن شاء صرفه وما ربكم بظلام للعبيد ، كل واستحقاقه بمنتهى العدل ومنتهى الإنصاف .
يقرأ في ذلك من الجزائر ومن تونس والمغرب ، وهناك من السنغال والسودان وحتى الأسكيموا ، الكل يتلقى من هذا اللسان الاممي ، وعلى مقولتهم العالم بات قرية واحدة ، والقرية هنا لها لسان واحد الإنترنت ! .
قال القرطبي في تفسير هذه الآية ما يلي :
إِلا بِلِسَانِ قَوْمه " أَيْ بِلُغَتِهِمْ , لِيُبَيِّنُوا لَهُمْ أَمْر دِينهمْ ; وَوَحَّدَ اللِّسَان وَإِنْ أَضَافَهُ إِلَى الْقَوْم لأنَّ الْمُرَاد اللُّغَة ; فَهِيَ اِسْم جِنْس يَقَع عَلَى الْقَلِيل وَالْكَثِير ; وَلا حُجَّة لِلْعَجَمِ وَغَيْرهمْ فِي هَذِهِ الآيَة ; لأنَّ كُلّ مَنْ تُرْجِمَ لَهُ مَا جَاءَ بِهِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرْجَمَة يَفْهَمهَا لَزِمَتْهُ الْحُجَّة , وَقَدْ قَالَ اللَّه تَعَالَى : " وَمَا أَرْسَلْنَاك إِلا كَافَّة لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا " .
وَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أُرْسِلَ كُلّ نَبِيّ إِلَى أُمَّته بِلِسَانِهَا وَأَرْسَلَنِي اللَّه إِلَى كُلّ أَحْمَر وَأَسْوَد مِنْ خَلْقه ) .
وَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا يَسْمَع بِي أَحَد مِنْ هَذِهِ الأُمَّة يَهُودِيّ وَلا نَصْرَانِيّ ثُمَّ لَمْ يُؤْمِن بِاَلَّذِي أُرْسِلْت بِهِ إِلا كَانَ مِنْ أَصْحَاب النَّار ) . خَرَّجَهُ مُسْلِم اهـ .
ولما كان خليفة الله تعالى المهدي مرسلا بشريعة جده عليه الصلاة والسلام وملة جميع الأنبياء ، كان من رحمة الله تعالى وتيسيره أن وجد هذا اللسان الأممي وتلك الوسيلة المذهلة بحق لتبلغ من خلالها دعوته أهداف هذه الحكمة في البلاغ لجميع البشر ، أسودهم وأبيضهم وأصفرهم ، وكل من داخلهم من العرب والعجم من المتحدثين بالعربية ، فكل هؤلاء يمكنهم الوصول وتلقي هذا النبأ العظيم من خلال هذه الشبكة .
قال تعالى عن خليله : ﴿ وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ ﴾ .
أي اجعل ما أخبرتهم منك صدقا في الآخرين ، يريد تحقق كل المواعيد فيهم التي نبأتهم بها عنك يا ربي .
" بارك من يباركه ، والعن من يلعنه " .
والحاصل اليوم من تحقيق ذلك على أكمل الوجه الذي يطلب ربنا تعالى تحقيقه تصديقا لكل ما أخبر من قبل على ألسنة الأنبياء ، لهذا نرى البلاغ شامل اليوم والوسيلة غير مسبوقة بإبلاغ ذلك لكافة الخلق على الحكمة التي بعث بها محمدا صلى الله عليه وسلم لكل البشر ، فكان تيسير البلاغ من الله تعالى عند اقتراب النهاية وتحقق المواعيد لكل البشر ، فكان الإنترنت خير سبيل للبلاغ ، تحطمت أمامه كل الممنوعات والسدد ، ما على المبلغ إلا فتح نافذته ليرى المهدي واقفا أمامه يلوح له بيديه الشريفتين المباركتين ، بأن هلم للنجاة وابتعد عن الهلاك .
وكان العربي يقُول : قَدْ جَاءَنِي لِسَان فُلان , يَعْنِي ثَنَاءَهُ أَوْ ذَمّه .
وَمِنْهُ قَوْل عَامِر بْن الْحَارِث : إِنِّي أَتَتْنِي لِسَان لا أُسَرّ بِهَا مِنْ عَلْوَ لا عَجَب مِنْهَا وَلا سَخَر وَيُرْوَى : لا كَذِب فِيهَا وَلا سَخَر . " تفسير الطبري "
ويقينا هنا اللسان بلحمه ودمه لم يصله ، بل وصله بلاغه والإضافة للسان على هذا الإعتبار .
ومثله هذه الشبكة يصدق عليها وصف اللسان ، خصوصا ومنبر المهدي عليه الصلاة والسلام لا يرفع فيه البلاغ إلا باللسان العربي ، فكان لسان صدق على صدق على متن أعظم وسيلة ، وصدق الله تعالى حين وعد بتيسيره الذكر فهل من مدكر .
فقال عز وجل : ﴿ ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ﴾.
فإن كان من حكمته تيسير القرآن لحمله الذكر للعالمين ، فنحن نرى اليوم تيسيره البلاغ من خلال هذه الشبكة التي أحاطت بالخلق وكستهم ، إحاطة اللحم والجلد بالعظام ، فسبحان الموجد والمدبر والخالق العظيم .
قال داود عليه الصلاة والسلام في زبوره : " لأَنَّكَ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهِي تَضِيءُ مِصْبَاحِي ، وَتُحَوِّلُ ظَلاَمِي نُوراً ، لأَنِّي بِكَ اقْتَحَمْتُ جَيْشاً ، وَبِمَعُونَةِ إِلَهِي اخْتَرَقْتُ أَسْوَاراً " .
﴿ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ﴾
للشيخ الفاضل المهاجر حفظه الله تعالى
موقع المهدي
23/8/2007
فهو في بيته بنعمة من الرحمان ورضوان قائماً بالدعوة ناصراً للملة مجاهد بالقرآن والعلم والبرهان
لقد تيسر له ما لم يتيسر لأي نبي ولا رسول من قبله في ابلاغهم رسالات ربهم ، إن الله تعالى نبأ عن ذلك في سورة ( الأنعام ) بقوله عز وجل :
﴿ أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾ .
لم يكن لهذا أي معنى قبل ما يقع تأويل أمر المهدي عليه الصلاة والسلام ، فهو ومن خلال هذه الشاشة المنيرة يمشي بكل قارات العالم بنور الله تعالى له يتقدم مسيرته الميمونة المنصورة بإذن ربه ، ما يقول هو وأتباعه من الحق إلا ويجعل الله تعالى لهم نورا من نصرته وتأييدات الله تعالى في ذلك لا ينكرها إلا الجاحد الكافر .
انظروا ببصيرة ستجدون الأمر ظاهر غير خاف إلا على من طمس الله بصيرته وجعل صدره حرجا ضيقا كأنما يصعدُ في السماء : ﴿ فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ ﴾ .
الذين لا يؤمنون بأمر الله تعالى هذا ، وهذه من نصيب المكذبين اليوم والكفرة الجاحدين ، ونصيب الذين آمنوا في قوله تعالى :
﴿ إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ﴾ .
كان ميتا فأحياه الله تعالى وجعل له نورا يمشي به في الناس ، يخاطبهم بأمر الله تعالى وينذرهم ويبشرهم ، فمنهم مؤمن ومنهم كافر وقد جعل الله تعالى لكل في كتابه مثال :
﴿ وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ . وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَن يَشَإِ اللّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾ .
صم بكم في الظلمات ما هم بخارجين منها ذلك مثل الذين كفروا .
أما المهدي فأحياه الله تعالى بالهدى من بعد الموت وجعل له نورا يمشي به في الناس ، وأصحابه كذلك أحياهم من بعد ما كانت قلوبهم ميتة فشرح صدورهم للإسلام والإيمان بالحق وبعثهم له ولن يسمع له من البشر إلا هم ، وكذلك كان الأمر .
﴿ فَإِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ . وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ ﴾ .
فهل بربكم هناك من مكن له يمشي بين الناس كلهم بنور من الله تعالى كما مكن للمهدي عليه الصلاة والسلام ؟!
﴿ أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ . اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴾ .
لا يمكن يكون لحاله مع البشرية مثيل أبدا لا يمكن هذا ، فكل شعب وكل أمة غير محجوزة عن ذكره ولا أمر الله تعالى معه ، فهو يسير في جميع القارات العالمية ، يدخل كل بيت متى ما طلب الوقوف على أمره ، مكن كل البشر من ذلك الإطلاع وتلك المعارف في أمره كل التفاصيل عن ذلك متاحة ، نور يمشي به حقا في الناس ولا أروع واصدق من هذا التأويل ، فبأي آلاء ربكما تكذبان ؟!
﴿ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُواْ يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ . وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ .
قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ .
وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ وَلَقدْ جَاءكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ .
وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّمَاء فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾
وفي هذه : ﴿ وَلَقدْ جَاءكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ ﴾ ، أنا أتحدى كل أحد يقدر يثبت على غير المهدي وأتباعه أنهم قالوا بالنبوءات من قبلهم وبتفسيرها مثل ما حصل معهم ، ناهيكم عن نصر الله تعالى لتقرير كل ذلك ، يشهد الله العلي القدير على صدق ذلك على وجه كل البسيطة ، ومن فوق من السماء .
﴿ لأَنَّكَ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهِي تَضِيءُ مِصْبَاحِي ، وَتُحَوِّلُ ظَلاَمِي نُوراً ، لأَنِّي بِكَ اقْتَحَمْتُ جَيْشاً ، وَبِمَعُونَةِ إِلَهِي اخْتَرَقْتُ أَسْوَاراً ﴾ . " زبور داوود عليه الصلاة والسلام "
﴿ أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ﴾ .
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِن رَّبِّكُمْ فَآمِنُواْ خَيْراً لَّكُمْ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً ﴾
للشيخ الفاضل المهاجر حفظه الله تعالى
موقع المهدي
29/2/2008
Powered by Backdrop CMS