قال ابن حزم : .. حاشا عبد المطلب .أهـ كتاب التوحيد

 

وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن في شرحه لكتاب جدّه ( كتاب التوحيد ) : قوله : حاشا عبد المطلب هذا استثناء من العموم المستفاد من كل ذلك أن تسميته بهذا الإسم لا محذور فيها ، لأن أصله من عبودية الرق .. اهـ . 

 

هذا غير صحيح ، فحكاية المصطفى صلى الله عليه وسلم عن اسم جده في الجاهلية لا يفهم منها الإقرار بجواز التسمية ، بل هي مجرد حكاية للتعريف بنسب كان ، والحكاية لا يؤخذ منها تشريع ، بل التشريع في خلافه وقد نهي عن التعبيد في الأسماء .

وكانت عادته تغيير الأسماء الكريهة وأسماء التعبيد لغير الله تعالى ، مثل تغييره لإسم أبي هريرة رضي الله عنه ، فقد قيل كان اسمه في الجاهلية : 
عبد شمس ، فسماه عبدالله . رواه الدولابي والبغوي .

ولا يسلم لمن قال في تفسير هذه التسمية ما قال ليأخذ من ذلك سبب التجويز ، فقد يكون هذا من اسماء الله في الجاهلية ، ولو قطع بهذا لصح الجواز لكن لا يقطع به ، ويبقى الأصل وهو النهي ما لم يثبت في هذا الإسم المستثنى من هؤلاء أنه من اسماء الله تعالى بإقرار من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو تصالح منهم على أنه يجوز دخوله بعموم قوله تعالى : 
﴿ قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ﴾ وبغير هذا لا يصح بتاتا تجويز هذه التسمية .

وبمجرد الذكر لا يؤخذ الجواز ، ولا يفهم منه الإقرار ، بل هو مجرد خبر ، والإخبار بالشيء لا يدل على جوازه ، مثله الإخبار عن بعض اشراط الساعة وأفعال محرمة تقع من مدركيها ، فمجرد ذكر ذلك والإخبار عنه لا يدل على جوازه .

 

تم نشر هذا التعقيب بموقع المهدي 

بتأريخ 2 / 12 / 2004