تخدع شياطين الإنس النساء لتخرجهن من ستر البيوت لفضائح الإختلاط ، فالمرأة لا تخرج من بيتها إلا ويستشرفها شيطان ، تقبل به وتدبر به ، وقرناء الرجال من الإبليسية تشهي الرجال بهن خدمة لإبليس ولو كنّ مستورات أو كما يقول بوش لعنه الله تعالى " مغلفات " يحب لهن أن يبدين مثل ما تبدي امرأته الكافرة وبناته .

ورغم أن النساء يتسترن أثناء الخروج لن يسلمن من نظرات الشياطين حتى قال صلى الله عليه وسلم : " من رأى ما يعجبه بامرأة فليأتي أهله " . وكأن هذا لازم خروجهن ولو متسترات ، فكيف بربكم وهن لا يخرجن للوظائف في زماننا أو الأسواق إلا وهن متبرجات وأكثرهن ماجنات ؟! 

قال ابن عباس : قال عمر رضي الله عنهما : 

كنا في الجاهلية لا نعد النساء شيئا ، فلما جاء الإسلام وذكرهن الله تعالى رأينا لهن بذلك علينا حقا من غير أن ندخلهن في شيء من أمورنا . " رواه الطيالسي وذكره الحافظ ابن حجر في شرح الصحيح 10/301 " .

يريد رضي الله عنه إكرامهن بما أكرمهن الله تعالى من أحكام تخصهن وتحفظ حقوقهن ولا يعني هذا أن يتعدى لهن بدعوى الحقوق لخرق أحكام الله تعالى الأخرى عليهن ، مثل ما يريد ذلك شياطين الإنس والجن ، ومن فعلت ذلك منهن لا محالة ستقع بسخط الله تعالى بتعدي حدوده .

ولم يرد رضي الله عنه ما عليه الكثير اليوم ممن يحاكي عادات الغرب في امتهان جنس النساء ولو زعموا لهن ما زعموا إذ لا شريعة عندهم تحترم حقوقهن ولا دين وإيمان يحفظ لهن كرامتهن ، بل مع دعواهم ما يدعون للمرأة من حقوق هم أكثر الخلق اليوم في امتهانها واحتقارها وإخراجها من حفظ الله تعالى وستره ، لفضح الشيطان وانتهاكه لعرضها وشرفها ، حتى حرم أكثرهن من الحياة الهانية والسكينة العائلية ، بل امتهن أكثرهن وسلبن موجبات الفطرة والسلوك السوي وأوقعوهن بالفاحشة الشديدة .

ولما كان أكثر أهل الزمان سلبوا العقل والرأي السديد الموجه لما فيه خير الإنسان عاجلا وآجلا ، فما البال بالنساء وهن أضعف رأيا وأندرهن فطنة ونبل يرغبن بالخروج وتحقيق المشاركات العامة ؟ ، والله يأمرهن بالإستقرار بالبيوت ونبيه يأمرهن بمخالفة ما عليه أهل الجاهلية والكفر ، إن الذي لم يقو على اصلاح شؤون بلده بالرجال لن يزيده بالنساء إلا شرا وفساد وهذه حقيقة لن يقوى أحد على تحريفها .

قال عمر رضي الله عنه الفاروق المحدث : خالفوا النساء ، فإن في خلافهن البركة " مسند الجعد 436 " 

يريد رضي الله عنه بالرأي ! ، واليوم أكثر هؤلاء المرتدين عن الدين والعقل يطلبون منهن الرأي بمجالس شوراهم وأمورهم العامة محاكاة للغرب الكافر الذي لن يأتيهم بخير إلا وفي الإسلام أكثر منه ، ولا يأتيهم بشر إلا وفي الإسلام الإنذار منه .

إن النجاة باتباع المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ومن فقد اتباعه وطاعته هلك ، ومن زاد على ذلك من الآثام إنما يزيد على نفسه في جهنم من العذاب والدركات والخلود ، وكان صلى الله عليه وسلم مما يكره للنساء توصيف الأجساد والواقع هو الأشر في وقتنا هذا .

وكذلك كان يكره عليه الصلاة والسلام خروج المرأة عطرة ، ولهن اليوم السبق والمبالغة الشديدة في ذلك والعياذ بالله تعالى حبائل الشيطان ظهرن على حقيقتهن التي أخبر عليه الصلاة والسلام .

كذلك كان يكره لهن لبس الكعب العالي وكان يعده من الزهو والغلو الذي وقع فيه من قبل نساء بني إسرائيل .

كذلك كان يكره لهن الخروج مطلقا إلا من عذر ولم يُعدْ من العذر لهن الخروج للخدمة في الغزو بل كان يكره ذلك ، ومن لبس من شياطين الإنس بما حصل من بعضهن في غزوة أحد فذلك بحكم وقوع تلك الغزوة في المدينة قريب من مساكن أهل الإسلام ، ولم يكن لهن ذلك خروجا بتكلف ومسير بعيد فيه مشقة لا تناسب حال النساء ، بل كان ذلك بحكم المجاورة ترخصن بتلك الخدمة لا غير وهن قريبات من منازلهن ، وكان المسلم حين يصاب ويجد من ينقله لهن كان ينقل للنساء ببيوتهن أو قريب من بيوتهن ليعملن له ما يمكن من مساعدة .

ولا يصلح الإحتجاج بذلك بعد ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم كراهته لخروج النساء في الغزو وغير الغزو مما لم يرخص لهن به ، وما يحتج به اليوم الكذبة ويلبسون من أجل خروجهن لما يقصدون من تأديتهن أعمال غير شرعية يترتب عليها مخالفات عديدة شرعية وعلى رأسها وأصلها اخراج المرأة من قرها الذي يجب عليها التزامه إلا من عذر ، وليس في خروج أكثرهن اليوم أي عذر ، بل هو كفر وعناد ممن فعله منهن ورد لأحكام العزيز الحكيم الذي ما شرع لهن بالدين إلا السكينة والستر والإستقرار بعيدا عن أعين الرجال وأيديهم ، وجعل من الواجب الصرف عليهن وأداء ما يخدمهن بحسب الوسع والطاقة ، فلهن الإستقرار بالستر وعلى أولياؤهن مسؤولية القيام بشؤونهن ، هذا مناط الشرع للجميع ومن كفر منهم فعليه كفره وذنب من تعدى شرهن له ، وعلى كل ولي هن تحت سلطته الإثم الأكبر من ذلك حين لم يمنعهن من المنكر الحرام وهو قادر .

قال سعيد بن عمرو القرشي عن أمِّ كبشة أنها قالت : يا رسول الله ائذنْ لي أن أخرج مع جيش كذا وكذا ، قال : " لا " ، قالت : يا نبي الله إني لا أريد القتال ، إنما أريد أداوي الجريح والمريض ، قال :

لولا أن تكون سنة ، يقالُّ : خرجت فُلانَةٌ ، لأذنت لك " .

زاد ابن أبي عاصم في لفظه : " ولكن اجلسي " . " الطبراني في الأوسط 4/363 والآحاد والمثاني ص 680 "

وعن حشرج بن زياد الأشجعي عن جدته أم أبيه : أنها غزت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر سادسة ست نسوة فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فبعث إليها ، فقال :

بإذن من خرجتن ورأينا فيه الغضب ؟ فقلنا :

يا رسول الله خرجنا ومعنا دواء نداوي به الجرحى ونناول السهام ونسقي السويق ونغزل الشعر ونعين في سبيل الله ، فقال لنا : " أقمن " .

فلما أن فتح الله عليه خيبر قسم لنا كما قسم للرجال ، فقالت : وما كان ذلك ؟ قالت ، تمرا . " الآحاد والمثاني 645 "

وقوله في هذا الخبر : " أقمن " . دليل على أنه لم يرخص لهن في تلك الخدمة ، وأمرهن بالقرار في مكانهن بعد أن علم بامرهن ، ومن أخذ من هذا الرخصة لهن للعمل خارج البيوت ولم يلتفت لنهية الصريح في خروجهن كما مر ، أو لكراهته لخروج تلك النسوة لمَّا علم ، فاعلموا أنه ملبس مضاد لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، راغب في إخراج النساء إما لرغبة الشيطان المستقرة فيه بامتهان المرأة ، أو لأنه من المفتونين بتقليد الغرب الكافر والذي لا يرى للمرأة إلا مطلق الحرية تفعل ما تشاء من حرام ، وترغب لنفسها ما تشاء من منكر عظيم ، حتى تعدى أمرهم وتجاوزوا حدهم لما يسمى برابطة المثلية ، أي كلن وحريته المرأة مع المرأة والرجال مع الرجال وهو عين ما أخبر عنه صلوات ربي وسلامه عليه أنه سيكون من أشراط الساعة ! .

وكان من تلك النسوة أم الضحاك بنت مسعود روى الخبر عنها ابن أبي عاصم ( ص 681 ) باختصار مخل ولفظه السابق من طريق حشرج بن زياد أتم يفيد أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلم بأمرهن إلا بعد ما وصل لليهود ، ولذا كان لما علم بأمرهن كره ذلك حتى بدا على وجهه ، وهذا ينافي لو كان علمه من ابتداء خروجه وإلا لردهن ومنعهن مثل الأخريات خشية أن يكون ذلك سنة منه بالإقرار ، ولا يمكن يفرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يكره إلا من قبل فهم الجهال والضلال الذي يلبسون ببعض أخبار مختصرة لتحقيق مآرب سوء أو تأييد أفهام سقيمة لا تبنى على تقصي جميع أخباره في الباب الواحد ليعرف وجه الحق من المكروه أو المحرم للشارع .

كذلك كانت غزاة خيبر بعد ما رأى عليه الصلاة والسلام وجودهن بحكم الأمر الواقع ، فحين ذاك لا يصلح أمرهن بالرجوع ولا تكليف من يرجعهن ، ولم يحصل بتلك الغزاة قتال ولم يكن خطر عليهن ، فأقرهن لذلك مع إبداء كراهته لما فعلن من غير علمه صلوات ربي وسلامه عليه .

وعن الوليد بن جميع قال : حدثتني جدتي وعبدالرحمان بن خلاد الأنصاري عن أم ورقة بنت نوفل أن النبي صلى الله عليه وسلم لما غزا بدرا قلت له :

يا رسول الله ائذن لي أن أغزو معك أداوي جرحاكم وأمرض مرضاكم لعل الله يرزقني الشهادة ، فقال :

قري في بيتك فإن الله تعالى يرزقك الشهادة ". قال عبدالرحمان : وكانت تسمى الشهيدة . " المرجع السابق ص 659 "

وهذه من تعاليمه صلى الله عليه وسلم للنساء ولعل الله يقدرني لاحقا فأزيد بالباب نصحا لأخواتنا في الله تعالى وطلبا لزيادة علمهن ولينصحن من غرر بهن من معارفهن لعل الله تعالى ينجيهن من هذا السبيل الشيطاني المراد .

بعض الأحاديث في توجيه المرأة نبويا :

 * عن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إياكم والغلوُ والزَّهو فإن بني إسرائيل قد غلا كثير منهم حتى كانت المرأةُ القصيرة تتخذ خُفين من خشب تحشوهما ، ثم تولج فيهما رجليها ، ثم تعمد إلى المرأة الطويلة فتمشي معها ، فإذا هي قد ساوت بها أو كانت أطول منها " . " الطبراني في الكبير 7/267 "

 * عن دحية الكلبي قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم قباطي فأعطاني قبطية فقال : " اصدعها صدعين فاقطع أحدهما قميصا واعط الآخر امرأتك لتختمرْ بها " . 

فلما أدبرت قال : " مُر امرأتك أن تَجعل تحت صَدْعَتِهاَ ثوبا لا تصفُها " . " الطبراني الكبير 4/225 " .

 * عن عبدالله بن مسعود قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره خلالا منها : التبرج بالزينة لغير محلها . " رواه أحمد بن حنبل في مسنده 6/29 "

 وقالت أخت حذيفة : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " يا معشر النساء ، أما لكن في الفضة ما تحلين ، أما إنه ما من امرأة تلبس ذهبا فتظهره إلا عذبت به " . " الآحاد والمثاني ص 644 "

وكان لم يبايع امرأة بيديها سوارين من ذهب . " المرجع السابق ص 647 "

مع أنه يحب للمرأة أن تخالف الرجال وتبدي الزينة مثل قصة المرأة التي لم يبايعها لمشابهة كفها كف الرجل بخلوه من الحناء ، فهذا تعليم وذاك تعليم ، والأصل فيه أن التزين مشروع للمرأة لكن في محله لا تبدي من ذلك ما يجب عليها أن تخفيه إلا للزوج أو محارمها ، وأن تفعل ما فيه مخالفة للرجال من زينة الملبس والحناء وغير ذلك بشرط عدم إبداء كل ذلك لغير محارمها ، ولما كان صلى الله عليه وسلم لا يصافح النساء ولا يقر لهن ابداء الزينة لكنه لما رأى كف المرأة حين مدت يدها تحسب أنه يصافح النساء في البيعة كما يصافح الرجال ، أرشدها بعدم جواز فعل ذلك وأمرها بذات الوقت بتغيير لون يدها مخالفة للرجال .

ومع أن لبس الذهب حل لهن لكن في ابدائه ينقلب الأمر للحرمة وكذلك غيره من زينة لا تبديها المرأة إلا وينقلب ذلك عليها محرم وستعذب به ، وكيف بمن أبدت نحرها وأطراف ثدييها أو جسمت قبلها ودبرها لتفتن الرجال ، ما أكفرهن عليهن اللعنة وسوء العذاب ، وكلهن من محبات طباع الغرب الكافر من متغربات أو مقلدات لهن يحبن دائما ابداء سوقهن وأذرعهن من غير خشية ولا حياء من الله تعالى والناس ، بنات الشر والشيطان لعنة الله تعالى عليهن ولعن من لا يمنعهن من ذلك وهو قادر فشرهن متعدي .

وقد بلغ من مكر أتباع ابليس أن تصدرت هيئة أمم الكفر تدعوا نساء العرب والمسلمين لزيادة حريتهن واكثار خروجهن للشر ، ﴿ وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَاء حَتَّىَ يُهَاجِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتَّمُوهُمْ وَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً ﴾ والهجرة اليوم لله تعالى ودينه ، فمن لم يهاجر لله تعالى ولدينه فهو عدو للمسلمين وحين المكنة سيتم قتلهم في سبيل الله تعالى ، لا فرق في حكم ذلك بين عربي ولا أعجمي ، فملة الكفر اليوم واحدة ودينهم المفارق للإسلام دين آخر يسمونه الإنساني وحقيقة شيطاني يخرجون الناس من ظلمات الجهل والضلال لعبادة الشيطان ، وشريعتهم وضعية لا يقر بها لامر الله تعالى ولا رسوله صلى الله عليه وسلم الذي امر باتباعه ورهن الخلاص والنجاة بطاعته .

 

بقلم الشيخ المهاجر حفظه الله تعالى 

بتاريخ 7 / 12 / 2006

موقع المهدي