وجهة نظر الغارديان حول المهلكة السعودية : الابن السابع يصعد

 

كان صعود محمد بن سلمان كولي لعهد المهلكة السعودية بمثابة اختبار فوري لمراقبي الاوضاع في المهلكة الصحراوية .

 

هل هو إصلاحي عاقد العزم على جذب المهلكة، نظام قمعي يوقع شيكات رعاية اجتماعية باهظة، إلى القرن الحادي والعشرين ؟ أم  هو أمير صغير بلا خبرة قد يؤدي صعوده إلى السلطة إلى زعزعة استقرار المنطقة؟  

 

الأمير ، البالغ 31 عاما، بلا أدنى شك لديه الكثير من القوة والسلطة، ويهيمن على السياسة الاقتصادية والدبلوماسية والداخلية للبلاد.  ولي العهد ، المعروف بـ MBS ، هو ايضاً المخطط للمستنقع الدموي لحرب اليمن وللموقف المتشدد في الازمة الخليجية الحالية مع قطر المجاورة . ووالده سلمان ، 81 عام ، ليس في صحة جيدة ويمشي متكئاً على عصا ويعاني من اعتلال الدماغ في الاجتماعات . ومن خلال اعلانه لابنه السابع كأصغر وريث للعرش في تاريخ المهلكة فإن العاهل المريض يرسل اشارة إلى قطيعة حاسمة مع الماضي .

 

إذا كانت الأشهر القليلة الأولى مؤشراً موثوقاُ به فالمستقبل لا يبشر بخير . انقلاب القصر الذي افضى إلى استيلاء محمد بن سلمان على السلطة لم يكن دموياً . في لعبة العروش التي حدثت في الصيف ، فإن اعمامه الاقوياء ومنافسية إما تم اقصاءهم او وضعوا تحت الاقامة الجبرية .

 

ويمكن استخلاص الشعور بالكيفية التي يتمزق بها البيت الملكي السعودي من التقارير الصادرة من داخل القصر ، والتي تدعي أن المنافس الرئيسي الآخر للعرش كان لديه مشكلة مع المخدرات.  وفي الأسبوع الماضي ظهر أن السلطات السعودية  قامت بشن  حملة ضد المعارضة، واستهدفت المفكرين الإسلاميين، والنقاد العامين والمنافسين السياسيين . فقد تم القاء القبض على اثنين من رجال الدين البارزين لعدم دعمهم موقف ولي العهد من قطر . ولم يكن أي من رجال الدين الاثنين من المتشددين – احدهم اعلن على الملأ ان المثلية خطيئة لكنه اضاف انه لا ينبغي ان يعاقب بسببها في هذا العالم . وكلاهما مشهوران لدى الشعب السعودي ولديهما ملايين المتابعين على تويتر . صحفى آخر تم منعه من كتابة أعمدة الرأي ، في حين عوقب ناشطو حقوق الانسان بالسجن لمدة ثمان سنوات بسبب قبامهم بحملات سلمية .

 

مهما تكن الواجهة الشعبية  لمحمد بن سلمان ، فإن هذا التعصب ضد المعارضة هو جنون العظمة .

 

إذا كان هناك وقت للمجتمع السعودي ليتناقش حول كيفية المضي قدماً فمن المحتمل ان يكون الآن . العربية السعودية كانت مهد الحركات الجهادية لذا فإن استقرارها أمر ذو أهمية للعالم . في المصطلحات المحلية ، فإن العربية السعودية في حالة فوضى .

 

المهلكة هي أكبر مصدر للنفط في العالم ، باحتياطات تبلغ 260 مليار برميل – لكنها ذات اقتصاد احادي . اسعار النفط  انخفضت من اعلى مستوياتها عام 2014 ، مجبرة الرياض  على انفاق نحو 200 مليار دولار من الاحتياطات الخارجية لتغطية العجز . وكرد على ذلك قام ولي العهد بتبني برنامج تقشفي وخصخصة وتخفيض النفقات لتعديل الموازنة .  لكن هذه التحركات تهدد العقد الاجتماعي بين العائلة المالكة ومواطنيها واغلبيتهم تحت سن الخامسة والثلاثين .

 

على الصعيد العالمي ، اضطرت العربية السعودية على التراجع إلى الوراء بسبب الاحداث وعدم كفاءتها . الحرب في اليمن ، التي تزهق ارواح المدنيين ، والحصار المفروض على قطر ، هو نتيجة لحادثتين استنزافيتين : للحد من نفوذ ايران في العالم العربي والتخلي عن  أي نفحة للإسلام السياسي . ولم يسفر اي من ذلك عن نجاح كبير ، بل كان ذلك محرج لولي العهد .الرياض الآن تجتذب القيادة العراقية – لا سيما تلك القريبة من ايران . وقد انسحبت من سوريا وتركت مستقبل البلاد في ايدي موسكو وانقرة وطهران . وتواجه الرياض الآن خيارا  صعباً بخصوص افغانستان بين حليفتها باكستان ودونالد ترامب ، حيث يقوم ولي العهد بتسويق نفسه  بنفسه . ولي العهد لديه رؤية للشيء . لكن عدم تحليه بالحكمة وتهوره قد يحول ذلك إلى سراب .

 

صحيفة الغارديان ، 2017/9/18

رابط الموضوع :  https://www.theguardian.com/commentisfree/2017/sep/18/the-guardian-view-on-saudi-arabia-the-seventh-son-rises