نفاق ولي العهد السعودي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يريد أن يهز المهلكة المغفلة . وقد أعلن بالفعل أنه سيسمح للنساء بقيادة السيارات واطلق حملة ضد الفساد وسمح بفتح صالات السينما في العام ابتداء من العام المقبل وفرض تقشفاً في الميزانية وكشف عن طموحات واسعة لتنويع الاقتصاد بعيداً عن الاعتماد على النفط . يبدو كل ذلك استجابة لجيل الشباب . لكن ولي العهد غلف رؤيته بطعم العظمة .

فقد ذكر انه قام بشراء قصر فاخر بأكثر من 300 مليون دولار في لوفيسيانس بفرنسا بالقرب من قصر فرساي وقام بشراء يخت يبلغ طوله 440 قدماً من ملياردير روسي عام 2015 مقابل 550 مليون دولار . هذه الاسعار تجعل الدموع تنهمر ، في حين تنفي الحكومة السعودية أن يكون ولي العهد قد دفع 450.3 مليون دولار مقابل أغلى لوحة فنية في التاريخ ، رسم لليوناردو دافنشي بيع مؤخراً في مزاد .

من المؤكد أن الحملة ضد الفساد ، والتي تم فيها اعتقال نحو 159 من أغنى رجال الاعمال والامراء والمسؤولين واحتجازهم في فندق الريتز كارلتون ذو الخمسة نجوم الشهر الماضي ، ليست اكثر من مجرد غبرة ثارت بسبب الاستيلاء على السلطة . مشكلة الفساد مشكلة حقيقية وكذلك نفاد صبر جيل  الشباب . لكن لا تنتظر محاكمات لأولئك المحتجزين في الاجنحة الفارهة . وبدلاً من ذلك يحاول ولى العهد اجبار الاثرياء على التنازل عن عشرات المليارات من الدولارات من الاصول لتجنب ملاحقتهم والحصول على حريتهم . هذه طريقة فجة لنظام استبدادي وليس دولة حديثة يسودها القانون .

لماذا لا يقف ولي العهد ضد اثراء الذات من قبل رفاقه وزملاءه وقرر هدر اكثر من نصف مليار دولار لشراء يخت ضخم وفيلا في فرنسا على مساحة 57 فدان ؟ وقد تم الانتهاء من بناء القصر عام 2009 بتصميم من القرن السابع عشر لكن بتقنية حديثة وفقاً للنيويورك تايمز . " النوافير ونظام الصوت والاضواء ومكيف الهواء الصامت يمكن التحكم بها عن بعد بواسطة الايفون " . حسناً ، ولكن الرمزية فظيعة وتشير إلى ان ولي العهد له رؤية لشعبه وأخرى لنفسه .

اذا كان مهتماً حقاً بإظهار قيادة متنورة وعصرية فعليه أن يفتح ابواب السجن التي كان اسلافه قد سجنوا وراءها المبدعين ظلماً ، لا سيما الكتاب الذين ينتقدون النظام والمتطرفين المتشددين . في الآونة الأخيرة ، اشرف على حملة اجتاحت رجال الدين المؤثرين والناشطين والصحفيين والكتاب بتهمة غامضة ، تعريض الأمن القومي للخطر . السماح لهذه الاصوات بالازدهار والظهور إلى العلن سيكون مساهمة حقيقية في نوعية المجتمع التي قال انه يريدها . على وجه الخصوص ، عليه ان يصدر عفواً فورياً عن المدون رائف بدوي ، الذي يقضي عقوبة بالسجن لمدة عشر سنوات في المهلكة بسبب جريمة التعبير الحر . المستر بدوي اغضب المتشددين عندما كتب أنه  يتطلع إلى مجتمع سعودي اكثر ليبرالية ، قائلاً " الليبرالية ببساطة  تعني أن تعيش وتدع غيرك يعيش " .

فتح باب   سجن رائف بدوي سيغير المهلكة السعودية أكثر من شراء يخت فاخر والعيش في فرنسا .

 

ادارة تحرير الواشنطن بوست 2017/12/24
رابط الموضوع :   https://www.washingtonpost.com/opinions/saudi-arabias-crown-prince-of-hypocrisy/2017/12/24/b331025a-dc3f-11e7-b1a8-62589434a581_story.html?utm_term=.c7cfbd1fae84