من أظهر الآيات على تحقق بعث الله تعالى لمهديه حرائق غابات الكفار ( بلاغ ) ٥
 
 
 
توعد المولى عز وجل هؤلاء العتاة الكفرة عند تعاظم قواتهم وتمكنهم من السيطرة على كل شعوب الأرض بجبروت كل تلك القوة ، والتي سيفعلون بها أشياء لم يقوى عليها أحد من قبلهم فهم فقط من سبقوا لذلك دون سائر البشر وأعني تحديدا بلوغهم السماء والمقدرة على النفاذ من أقطارها فغيرهم قط لم يكن يمكنهم ذلك ، دعوا عنكم بلوغهم قيعان المحيطات وأعماقها السحيقة أو أغوار الأرض تحت الجبال وما تحت السهول ، فتم لهم ذلك سواء من خلال الطائرات أو الصواريخ النفاثة عالية القوة ليتجاوزوا السماوات السبع وقد فعلوا وحين ذلك يحقق تعالى وعيده بإرسال شواظ النار والنحاس معلنا إبتداء المواجهة والكشف عن ساق حربه ضدهم ، يوم لا يمكن للبشر مواجهتهم بقواهم المتواضعة تلك ضد ما مكنوا بكل تلك القوة المتجبرة التي لن يقوم ضدها أحد إلا واحد وهو الإله الحق الفرد الصمد المتعال المتكبر الجبار سبحانه ، فأعلن عن حربه حين ذاك وابتدأت رحى حرب كتابه بالدوران عند تحقق ذلك منهم فيكون ذلك المقدمة أو النتيجة ؟!
 
والجواب بالعلم والهدى الرباني : أنها النتيجة ومقدمتها إرسال رسوله المهدي بالنذارة والبشارة وليس ثمة رسول لله آخر الزمان عند تحقق تأويل امر هؤلاء إلا المهدي ومن أنكر هذا فهو كذاب كافر لا يؤمن بآيات الله عز وجل ، وكان إعلان الله تعالى لحربه عليهم من بعد ما نفذوا للسماء أكبر البراهين والآيات على تحقق بعثه لرسوله المبشر المنذر فهو من حق على نفسه أن لا يعذب أحدا بعذاب عام قبل بعث الرسول : ﴿ وَما كُنَّا مَعَذّبِـينَ حتـى نَبْعَثَ رَسُولاً ﴾ ، وهو الذي حق على نفسه وسن لها ان لا يعذب قوما إلا ولهم نذير وكتاب معلوم وميعاد ينصب له الآيات والبينات ، ولما كان الحساب والعقاب في النهاية غير مختص بقوم دون قوم ولا أمة دون أمة كان المهدي خليفته ورسوله البشير النذير لكلهم مجتمعين : ﴿ وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ ، وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ﴾ .
فكان ربا واحدا ومبعوثا واحدا : ﴿ فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَٰذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ ، قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَن مَّعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَن يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ، قُلْ هُوَ الرَّحْمَٰنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا ۖ فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴾ .
 
كانت تلك المقدمة ضرورية بين يدي الكتابين التاليين :

فصل الخطاب في معنى أنباء حرائق الغاب /
http://www.al-mahdy.org/serv/fasl_elkhitab.pdf

البيان الثاني لرد فرية الجاني /
http://www.al-mahdy.org/serv/althani.pdf
 
 
 
تم نشره في 01‏/07‏/2018