الفصل الثالث عشر بعد المائة


ولما جاء التلاميذ أحضروا حق صنوبر ووجدوا بإذن الله مقدارا ليس بقليل من الرطب ، وبعد صلاة الظهر أكلوا مع يسوع ، فلما رأى من ثم الرسل والتلاميذ من يكتب كالح الوجه خشوا أن يكون قد وجب على يسوع الانصراف من العالم سريعا ، فعزاهم من ثم يسوع قائلا : لا تخافوا لأن ساعتي لم تحن حتى الآن لكي أنصرف عنكم فسأمكث معكم زمنا يسيرا بعد ، فلذلك يجب أن أعلمكم الآن كما قد قلت وسط كل بني إسرائيل لتبشروا بالتوبة ليرحم الله خطيئة إسرائيل ، وليحذر كل أحد الكسل وخصوصا من يستعمل العقوبة البدنية ، لأن كل شجرة لا تثمر ثمرا صالحا تقطع وتلقى في النار ، وكان لأحد الأهالي كرم في وسطه بستان فيه شجرة تين ، ولما لم يجد فيها صاحبها ثمرا عندما كان يجئ مدة ثلاث سنين ولما كان يرى أن كل شجرة أخرى أثمرت قال لكرامه : ( إقطع هذه الشجرة الرديئة لأنها تثقل على الأرض ) ، فأجاب الكرام : ( ليس كذلك يا سيدي لأنها شجرة جميلة ) ، فقال له صاحب الأرض : (صه فإنه لا يهمني الجمال بغير جدوى ، وأنت يجب أن تعرف أن النخل والبلسان هما أجمل من التينة ، ولكني غرست سابقا في صحن داري فسيلا من النخل ومن البلسان وأحطتهما بجدران نفيسة ولكنهما لما لم يحملان ثمرا بل أوراقا تراكمت وأفسدت الأرض أمام الدار أمرت بنقلهما كليهما، أفأعفوا إذاً عن شجرة تين بعيدة عن الدار تثقل على بستاني وعلى كرمي حيث كل شجرة أخرى تحمل ثمراً ؟ إنني لا أحتملهما فيما بعد ) ، فقال حينئذ الكرام : ( يا سيد إن التربة لمخصبة جدا فانتظر إذا سنة أخرى ، فإني أشذب أغصان شجرة التين وأزيل عنها التربة المسمدة وأضع تربة فقيرة وحجارة فتثمر ) ، أجاب صاحب الأرض : ( فاذهب إذاً وافعل هكذا فاني منتظر وستحمل التينة ثمرا ) أفهمتم هذا المثل ؟ ، أجاب التلاميذ : كلا يا سيد ففسره لنا .