الفصل الثالث والأربعون بعد المائة

 

وجاء حينئذ بمشيئة الله كل التلاميذ إلى دمشق ، وتظاهر في ذلك اليوم يهوذا الخائن أكثر من غيره بمكابدة الحزن على غياب يسوع ، لذلك قال يسوع : ليحذر كل أحد من يحاول بدون سبب أن يقيم لك دلائل الحب ، وأخذ الله بصيرتنا حتى لا نعلم لأي غرض قال هذا ، وبعد مجيء كل التلاميذ قال يسوع : لنرجع إلى الجليل لأن ملاك الله (( قال ؟ )) لي أنه يجب علي أن أذهب إلى هناك ، وعليه جاء يسوع إلى الناصرة في صباح يوم سبت ، فلما تبين الأهالي أنه يسوع أحب كل أحد أن يراه ، حتى أن عشارا اسمه زكا كان قصير القامة بحيث لا يقدر أن يرى يسوع مع كثرة الجمع فتسلق جميزة حتى رأسها ، وتربص هناك حتى يمر يسوع في ذلك المكان وهو ذاهب إلى المجمع ، فلما بلغ يسوع ذلك الموضع رفع عينيه وقال : انزل يا زكا لأني سأقيم في بيتك ، فنـزل الرجل وقبَّله بفرح وصنع وليمة عظيمة ، فتذمر الفريسيون قائلين لتلاميذ يسوع : لماذا ذهب معلمكم ليأكل مع عشارين وخطاة ؟ ، أجاب يسوع : لأي سبب يذهب الطبيب إلى بيت المريض ؟ ، قولوا لي أقل لكم لماذا ذهبت إلى هناك ، أجابوا : ليشفي المرض ، أجاب يسوع : فقد قلتم الحق فإنه لا حاجة بالأصحاء إلى طبيب بل المرضى فقط .