الفصل الثالث والسبعون


الحق أقول لكم أنه إذا حاول الشيطان أن يعرف هل أنتم أخلاء الله وتمكن من بلوغ مأربه منكم فإنه يسمح لكم أن تسيروا بحسب أهوائكم إذ لا يهاجم أحد مدنه ، ولكن لما كان يعلم أنكم أعداؤه فسيستعمل كل عنف ليهلككم ، ولكن لا تخافوا فإنه سيقاومكم ككلب مربوط لأن الله قد سمع صلاتي ، أجاب يوحنا : يا معلم أخبرنا كيف يقف المجرب القديم بالمرصاد للإنسان ليس لأجلنا نحن فقط بل لأجل الذين سيؤمنون بالإنجيل أيضا أجاب يسوع : إن ذلك الشرير يجرب بأربع طرق ، الأولى عندما يجرب هو نفسه بالأفكار ، الثانية عندما يجرب بالكلام والأعمال بواسطة خدمه ، الثالثة عندما يجرب بالتعليم الكاذب ، الرابعة عندما يجرب بالتخييل الكاذب ، إذاً يجب على البشر أن يحاذروا كثيرا ولا سيما لأن له عونا من جسد الإنسان الذي يحب الخطيئة كما يحب المحموم الماء ، الحق أقول لكم أنه إذا خاف الإنسان الله انتصر على كل شيء كما يقول داود نبيه : ( سيسلمك الله إلى عناية ملائكته الذين يحفظون طرقك لكيلا يعثرك الشيطان ، يسقط ألف عن شمالك وعشرة آلاف عن يمينك لكيلا يقربوك ، ووعد أيضا إلهنا بمحبة عظيمة على لسان داود المذكور أن يحفظنا قائلا : ( إني أمنحك فهما يثقفك وكيفما سلكت في طرقك أجعل عيني تقع عليك ) ولكن ماذا أقول ؟ ، لقد قال على لسان إشعيا : ( أتنسى الأم طفل رحمها ؟ ولكن أقول لك إن هي نسيت فإني لا أنساك ، إذاً قولوا لي من يخاف الشيطان إذا كانت الملائكة حراسه والله الحي حاميه ؟ ، ومع ذلك فمن الضروري كما يقول النبي سليمان أن : ( تسعد أنت يا بني الذي صرت تخاف الله للتجارب ) الحق أقول لكم أنه على الإنسان أن يحتذي مثال الصيرفي الذي يتحرى النقود ممتحنا أفكاره لكيلا يخطئ إلى خالقه .