الفصل الثامن والتسعون بعد المائة


حينئذ قال لعازر : يا معلم الحق أقول لك أني لا أقدر أن أدرك العقوبة التي يستحقها من يرى المرة بعد المرة الموتى تحمل إلى القبر ولا يخاف الله خالقنا ، فإن مثل هذا لأجل الأشياء العالمية التي يجب عليه تركها بالمرة يغضب خالقه الذي منحه كل شيء ، فقال حينئذ يسوع لتلاميذه : تدعونني معلما وتعملون حسنا لأن الله يعلمكم بلساني ، ولكن كيف تدعون لعازر ؟ ، حقا إنه هنا لمعلم كل المعلمين الذين يبثون تعليما في هذا العالم ، نعم إنني علمتكم كيف يجب أن تعيشوا حسنا ، وأما لعازر فيعلمكم كيف تموتون حسنا ، لعمر الله أنه نال موهبة النبوة فأصغوا إذاً لكلامه الذي هو حق ويجب أن تكونوا أشد إصغاء إليه بالأحرى لأن المعيشة الجيدة عبث إذا مات الإنسان ميتة رديئة ، قال لعازر : يا معلم أشكر لك أنك تجعل الحق يقدر قدره لذلك يعطيك الله أجرا عظيما ، حينئذ قال الذي يكتب هذا : يا معلم كيف يقول لعازر الحق بقوله لك ( ستنال أجرا ) مع أنك قلت لنيقوديموس إن الإنسان لا يستحق شيئا سوى العقوبة ؟ ، أفيقاصك الله إذا ؟ ، أجاب يسوع : عساني أن أنال من الله قصاصا في هذا العالم لأني لم أخدمه بإخلاص كما كان يجب علي أن أفعل ، ولكن الله أحبني برحمته حتى أن كل عقوبة رفعت عني بحيث أني أعذب في شخص آخر ، فإني كنت أهلا للقصاص لأن البشر دعوني إلها ، ولكن لما كنت قد اعترفت لا بأني لست إلها ، فقط كما هو الحق بل قد اعترفت أيضا أني لست مسيا فقد رفع الله لذلك العقوبة عني ، وسيجعل شريرا يكابدها بإسمي حتى لا يبقى منها لي سوى العار ، لذلك أقول لك يا برناباي أنه متى تكلم إنسان عما سيهبه الله لقريبه فليقل أن قريبه يستأهله ، ولكن لينظر متى تكلم عما سيعطيه الله إياه أن يقول : إن الله سيهب لي ، ولينظر جيدا أن لا يقول ( إني استأهل ) ، لأن الله يسر أن يمنح رحمته لعبيده متى اعترفوا أنهم يستأهلون الجحيم لأجل خطاياهم .