الفصل الثامن والثلاثون بعد المائة

 

ولما طلع الصباح جاء باكرا رجال المدينة كلهم مع النساء والأطفال إلى البيت الذي كان فيه يسوع وتلاميذه ، وتوسلوا إليه قائلين : يا سيد ارحمنا لأن الديدان قد أكلت في هذه السنة الحبوب ولا نحصل في هذه السنة على خبز في أرضنا ، أجاب يسوع : ما هذا الخوف الذي أنتم فيه ؟ ، ألا تعلمون أن إيليا خادم الله لم ير خبزا مدة اضطهاد أخاب له ثلاث سنين مغتذيا بالبقول والثمار البرية فقط ؟ ، وعاش داود أبونا نبي الله مدة سنتين على الثمار البرية والبقول إذ اضطهده شاول حتى أنه لم يذق الخبز سوى مرتين ، أجاب القوم : إنهم كانوا أيها السيد أنبياء الله يغتذون بالمسرة الروحية ولذلك احتملوا كل شيء ، ولكن ماذا يصيب هؤلاء الصغار ؟ ثم أروه جمهور أطفالهم ، حينئذ تحنن يسوع على شقائهم وقال : كم بقي للحصاد ؟ ، فأجابوا : عشرون يوما ، فقال يسوع : يجب أن ننقطع مدة هذه العشرين يوما للصوم والصلاة لأن الله سيرحمكم ، الحق أقول لكم أن الله قد أحدث هذا القحط لأنه ابتدأ هنا جنون الناس وخطيئة إسرائيل إذ قالوا أنني أنا الله وابن الله ، وبعد أن صاموا تسعة عشر يوما شاهدوا في صباح اليوم العشرين الحقول والهضاب مغطاة بالحنطة اليابسة ، فأسرعوا إلى يسوع وقصوا عليه كل شيء ، فلما سمع يسوع ذلك شكر الله وقال : اذهبوا أيها الإخوة واجمعوا الخبز الذي أعطاكم إياه الله ، فجمع القوم مقدارا وافرا من الحنطة حتى أنهم لم يعرفوا أين يضعوه ، وكان ذلك سبب سعة في إسرائيل ، فتشاور الأهالي لينصبوا يسوع ملكا عليهم ، فلما عرف ذلك هرب منهم ، ولذلك اجتهد التلاميذ خمسة عشر يوما ليجدوه .