الفصل الثامن و الخمسون
وبينما كان يتكلم يسوع بكى التلاميذ بمرارة ، وأذرف يسوع عبرات كثيرة ، وبعد أن بكى يوحنا قال : ( يا معلم نحب أن نعرف أمرين ، أحدهما كيف يمكن رسول الله وهو مملوء رحمة أن لا يشفق على هؤلاء المنبوذين في ذلك اليوم وهم من نفس الطين الذي هو منه ، والآخر ما المراد من كون ثقل سيف ميخائيل كعشر جحيمات ؟ هل هناك إذاً أكثر من جحيم ؟ ) أجاب يسوع : أما سمعتم ما يقول داود النبي كيف يضحك البار من هلاك الخطاة فيستهزئ بالخاطئ بهذه الكلمات قائلا : ( رأيت الإنسان الذي اتكل على قوته وغناه ونسي الله ) فالحق أقول لكم أن ابراهيم سيستهزئ بأبيه وآدم بالمنبوذين كلهم ، وإنما يكون هذا لأن المختارين سيقومون كاملين ومتحدين بالله ، حتى أنه لا يخالج عقولهم أدنى فكر ضد عدله ، ولذلك سيطلب كل منهم إقامة العدل ولا سيما رسول الله ، لعمر الله الذي أقف في حضرته مع أني الآن أبكي شفقة على الجنس البشري لأطلبن في ذلك اليوم عدلا بدون رحمة لهؤلاء الذين يحتقرون كلامي ، ولا سيما أولئك الذين ينجسون إنجيلي.
Powered by Backdrop CMS