الفصل التاسع و الخمسون

يا تلاميذي إن الجحيم واحدة وفيها يعذب الملعونون إلى الأبد ، إلا أن لها سبع طبقات أو دركات الواحدة منها أعمق من الأخرى ، ومن يذهب إلى أبعدها عمقا يناله عقاب أشد ، ومع ذلك فان كلامي صادق في سيف الملاك ميخائيل لأن من لا يرتكب إلا خطيئة واحدة يستحق جحيما ومن يرتكب خطيئتين يستحق جحيمين ، فلذلك يشعر المنبوذون وهم في جحيم واحد بقصاص كأنهم به في عشر جحيمات أوفي مائة أوفي ألف ، والله القادر على كل شيء سيجعل بقوته وبعدله الشيطان يكابد عذابا كأنه في ألف ألف جحيم ، والباقين كلا على قدر إثمه ، أجاب حينئذ بطرس: يا معلم حقا إن عدل الله عظيم ولقد جعلك اليوم هذا الخطاب حزينا ، لذلك نضرع إليك أن تستريح وغدا أخبرنا أي شيء يشبه الجحيم ، أجاب يسوع : يا بطرس انك تقول لي أن أستريح وأنت لا تدري يا بطرس ما أنت قائل وإلا لما تكلمت هكذا ، الحق أقول لكم أن الراحة في هذا العالم إنما هي سم التقوى والنار التي تأكل كل صالح ، أنسيتم إذاً كيف أن سليمان نبي الله وسائر الأنبياء قد نددوا بالكسل ، حق ما يقول : ( الكسلان لا يحرث خوفا من البرد فهو لذلك يتسول في الصيف ) لذلك قال : ( كل ما تقدر يدك على فعله فإفعله بدون راحة ) وماذا يقول أيوب أبر أخلاء الله : (كما أن الطير مولود للطيران الإنسان مولود للعمل ) الحق أقول لكم أني أعاف الراحة أكثر من كل شيء .