الفصل الثاني والتسعون

 


ففي هذا الزمن ذهبنا ويسوع إلى جبل سينا عملا بكلمة الملاك الطاهر ، وحفظ هناك يسوع الأربعين يوما مع تلاميذه ، فلما انقضت اقترب يسوع من نهر الأردن ليذهب إلى أورشليم ، فرآه أحد الذين يؤمنون بأن يسوع هو الله فصرخ من ثم بأعظم سروره : ( إن إلهنا آت ) ، ولما بلغ المدينة أثارها كلها قائلا : ( إن إلهنا آت يا أورشليم تهيأي لقبوله ) وشهد أنه رأى يسوع على مقربة من الأردن ، فخرج من المدينة كل أحد الصغير والكبير ليروا يسوع ، حتى أصبحت المدينة خالية لأن النساء حملن أطفالهن على أذرعهن ونسين أن يأخذن معهن زادا للأكل ، فلما علم بهذا الحاكم ورئيس الكهنة خرجا راكبين وأرسلا رسول إلى هيرودس ، فخرج هو أيضا راكبا ليرى يسوع تسكينا لفتنة الشعب ، فنشدوه يومين في البرية على مقربة من الأردن ، وفي اليوم الثالث وجدوه وقت الظهيرة إذ كان يتطهر هو وتلاميذه للصلاة حسب كتاب موسى ، فانذهل يسوع لما رأى الجم الغفير الذي غطى الأرض بالقوم ، وقال لتلاميذه : لعل الشيطان أحدث فتنة في اليهودية ، لينـزع الله من الشيطان السيطرة التي له على الخطاة ، ولما قال هذا اقترب الجمهور ، فلما عرفوه أخذوا يصرخون : (( مرحبا بك يا إلهنا )) وأخذوا يسجدون له كما يسجدون لله ، فتنفس يسوع الصعداء وقال : انصرفوا عني أيها المجانين لأني أخشى أن تفتح الأرض فاها وتبتلعني وإياكم لكلامكم الممقوت ، لذلك ارتاع الشعب وطفقوا يبكون .