الفصل الثالث والتسعون
حينئذ رفع يسوع يده إيماءا للصمت ، وقال: إنكم لقد ضللتم ضلالا عظيما أيها الإسرائيليون لأنكم دعوتموني إلهكم وأنا إنسان ، وإني أخشى لهذا أن ينـزل الله بالمدينة المقدسة وباءا شديدا مسلما إياها لإستعباد الغرباء ، لعن الشيطان الذي أغراكم بهذا ألف لعنة ، و لما قال يسوع هذا صفع وجهه بكلتا كفِّيه ، فحدث على أثر ذلك نحيب شديد حتى لم يسمع أحد ما قال يسوع ، فرفع من ثم يده مرة أخرى إيماءا للصمت ، ولما هدأ نحيب القوم تكلم مرة أخرى : أشهد أمام السماء وأشهد كل شيء على الأرض أني بريء من كل ما قد قلتم ، لأني إنسان مولود من امرأة فانية بشرية وعرضة لحكم الله مكابد شقاء الأكل والمنام وشقاء البرد والحر كسائر البشر ، لذلك متى جاء الله ليدين يكون كلامي كحسام يخترق كل من يؤمن بأني أعظم من إنسان ، ولما قال يسوع هذا رأى كوكبة من الفرسان فعلم من ثم أن الوالي مع هيرودس ورئيس الكهنة كانوا قادمين ، فقال يسوع : لعلهم هم قد صاروا مجانين أيضا ، فلما وصل الوالي مع هيرودس ورئيس الكهنة إلى هناك ترجلوا جميعا ، وأحاطوا بيسوع حتى أن الجنود لم يتمكنوا من دفع الجمهور الذين كانوا يودون أن يسمعوا يسوع يكلم الكاهن ، فاقترب يسوع من الكاهن بإحترام ولكن هذا كان يريد أن يسجد ليسوع ، فصرخ يسوع : حذار ما أنت فاعل يا كاهن الله الحي لا تخطئ إلى الله ، أجاب الكاهن : إن اليهودية اضطربت لآياتك وتعليمك حتى أنهم يجاهرون بأنك أنت الله فاضطررت بسبب الشعب إلى أن آتي إلى هنا مع الوالي الروماني والملك هيرودس ، فنرجوك من كل قلبنا أن ترضى بإزالة الفتنة التي ثارت بسببك ، لأن فريقا يقول أنك الله وآخر أنك ابن الله ويقول فريق أنك نبي ، أجاب يسوع : وأنت يا رئيس كهنة الله لماذا لم تخمد الفتنة ؟ ، هل جننت أنت أيضـا ؟ ، هل أمست النبوات وشريعة الله نسيا منسيا أيتها اليهودية الشقية التي ضللها الشيطان ؟ .
Powered by Backdrop CMS