الفصل الثاني والستون


ثم قال يسوع : من يرد أن يحسن المعيشة فعليه أن يحتذي مثال التاجر الذي يقفل حانوته ويحرسه ليلا ونهارا بجد عظيم ، وإنما يبيع السلع التي اشتراها التماسا للربح ، لأنه لو علم أنه يخسر في ذلك لما كان يبيع حتى ولا الشقيقة ، فيجب عليكم أن تفعلوا هكذا لأن نفسكم إنما هي في الحقيقة تاجر ، والجسد هو الحانوت ، فلذلك كان ما يتطرق إليها من الخارج بواسطة الحواس يباع ويشرى بها ، والنقود هي المحبة ، فانظروا إذاً أن لا تبيعوا وتشتروا بمحبتكم أقل فكر لا تقدرون أن تصيبوا منه ربحا ، بل ليكن الفكر والكلام والعمل جميعا لمحبة الله ، لأنكم بهذا تجدون أمنا في ذلك اليوم ، الحق أقول لكم أن كثيرين يغتسلون ويذهبون للصلاة ، وكثيرون يصومون ويتصدقون ، وكثيرون يطالعون ويبشرون الآخرين ، وعاقبتهم ممقوتة عند الله ، لأنهم يطهرون الجسد لا القلب ، ويصرخون بالفم لا بالقلب ، يمتنعون عن اللحوم ويملؤون أنفسهم بالخطايا ، يهبون الآخرين أشياء غير نافعة لهم أنفسهم ليظهروا بمظهر الصلاح ، يطالعون ليعرفوا كيف يتكلمون لا ليعملوا ، ينهون الآخرين عن الأشياء التي يفعلونها هم أنفسهم ، وهكذا يدانون بألسنتهم ، لعمر الله أن هؤلاء لا يعرفون الله بقلوبهم ، لأنهم لو عرفوه لأحبوه ، ولما كان كل ما للإنسان هبة من الله كان عليه أن يصرف كل شيء في محبة الله .