الفصل الحادي والستون

ولما قال يسوع هذا اغتسل هو وتلاميذه طبقا لشريعة الله المكتوبة في كتاب موسى ، ثم صلوا ولما رآه التلاميذ كئيبا بهذا المقدار لم يكلموه ذلك اليوم مطلقا بل لبث كل منهم جزوعا من كلامه ، ثم فتح يسوع فاه بعد صلاة العشاء وقال : أي أبي أسرة ينام وقد عرف أن لصا عزم على نقب بيته ؟ ، لا أحد البتة ، بل يسهر ويقف متأهبا لقتل اللص ، أفلا تعلمون إذاً أن الشيطان أسد زائر يجول طالبا من يفترسه هو ، فهو يحاول أن يوقع الإنسان في الخطيئة ، الحق أقول لكم أن الإنسان إذا تحدى التاجر لا يخاف في ذلك اليوم لأنه يكون متأهبا جيدا ، كان رجل أعطى جيرانه نقودا ليتاجروا بها ويقسم الربح على نسبة عادلة ، فأحسن بعضهم التجارة حتى أنهم ضاعفوا النقود ولكن بعضهم استعمل النقود في خدمة عدو من أعطاهم النقود وتكلموا فيه بالسوء ، فقولوا لي كيف تكون الحال متى حاسب المديونين ؟ ، إنه بدون ريب يجزي أولئك الذين أحسنوا التجارة ، ولكنه يشفي غيظه من الآخرين بالتوبيخ ، ثم يقتص منهم بحسب الشريعة ، لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته أن الجار هو الله الذي أعطى الإنسان كل ماله مع الحياة نفسها ، حتى أنه إذا أحسن المعيشة في هذا العالم يكون لله مجد ويكون للإنسان مجد الجنة ، لأن الذين يحسنون المعيشة يضاعفون نقودهم بكونهم قدوة ، لأنه متى رآهم الخطاة قدوة تحولوا إلى التوبة ، ولذلك يجزي الذين يحسنون المعيشة جزاءا عظيما ، ولكن قولوا لي ماذا يكون قصاص الخطاة الآثمة الذين بخطاياهم ينصَّفون ما أعطاهم الله بما يصرفون حياتهم في خدمة الشيطان عدو الله مجدفين على الله ومسيئين إلى الآخرين ؟ ، قال التلاميذ : إنه سيكون بغير حساب .