الفصل الثاني والستون بعد المائة

 


لو قال عاموس : (( ليس في المدينة من خير إلا كان الله صانعه )) لكان لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته قد ارتكب خطأ فاحشا ، لأن العالم لا يرى خيرا سوى الظلم والخطايا التي تصنع في سبيل الباطل ، وعليه يكون الناس أشد توغلا في الإثم لأنهم يعتقدون أنه لا يوجد خطيئة أو شر لم يصنعه الله وهو أمر تتزلزل لسماعه الأرض ، وبعد أن قال يسوع هذا حصل توا زلزال عظيم إلى حد سقط معه كل أحد كأنه ميت ، فأنهضهم يسوع قائلا : انظروا الآن إذا كنت قد قلت لكم الحق ، فليكفكم هذا إذاً ، أنه لما قال عاموس (( إن الله صنع شرا في المدينة )) مكلما العالم فهو إنما تكلم عن البلايا التي لا يسميها شر إلا الخطاة ، ولنأت الآن على ذكر ما سبق الاصطفاء الذين تريدون أن تعرفوه والذي سأكلمكم عنه غدا على مقربة من الأردن على الجانب الآخر إن شاء الله .