الفصل الثالث والستون بعد المائة

 


وذهب يسوع مع تلاميذه إلى البرية وراء الأردن ، فلما انقضت صلاة الظهيرة جلس بجانب نخلة وجلس تلاميذه تحت ظل النخلة ، حينئذ قال يسوع : أيها الإخوة إن سبق الاصطفاء لسر عظيم حتى أني أقول لكم الحق أنه لا يعلمه جليا إلا إنسان واحد فقط ، وهو الذي تتطلع إليه الأمم الذي تتجلى له أسرار الله تجليا فطوبى للذين سيصيخون السمع إلى كلامه متى جاء إلى العالم ، لأن الله سيظللهم كما تظللنا هذه النخلة ، بلى إنه كما تقينا هذه الشجرة حرارة الشمس المتلظية هكذا تقي رحمة الله المؤمنين بذلك الإسم من الشيطان ، أجاب التلاميذ : يا معلم من عسى أن يكون ذلك الرجل الذي تتكلم عنه الذي سيأتي إلى العالم ؟ ، أجاب يسوع بابتهاج قلب : إنه محمد رسول الله ، ومتى جاء إلى العالم فسيكون ذريعة للأعمال الصالحة بين البشر بالرحمة الغزيرة التي يأتي بها ،كما يجعل المطر الأرض تعطي ثمرا بعد انقطاع المطر زمنا طويلا ، فهو غمامة بيضاء ملأى برحمة الله وهو رحمة ينثرها الله رذاذا على المؤمنين كالغيث .