الفصل الحادي والثمانون بعد المائة
أجاب يسوع : لقد قلت حسنا أيها الأخ ، فقل لي من خلق الإنسان من لا شيء ؟ ، من المؤكد أنه هو الله الذي وهبه العالم برمته لمنفعته ، ولكن الإنسان قد صرفه كله بارتكاب الخطيئة ، لأنه بسبب الخطيئة انقلب العالم ضدا للإنسان ، وليس للإنسان في شقائه شيء يعطيه لله سوى أعمال أفسدتها الخطيئة ، لأنه بإرتكابه الخطيئة كل يوم يفسد عمله ، لذلك يقـول إشعيا النبي : ( إن برنا هو كخرقة حائض ) ، فكيف يكون للإنسان استحقاق وهو غير قادر على الترضية ؟ ، لعل الإنسان لا يخطئ ؟ ، من المؤكد أن إلهنا يقول على لسان نبيه داود : ( إن الصدّيق يسقط سبع مرات في اليوم ) ، فكم يسقط الفاجر إذاً ؟ ، وإذا كان برنا فاسدا فكم يكون فجورنا ممقوتا ؟ ، لعمر الله أنه لا يوجد شيء يجب على الإنسان الإعراض عنه كهذا القول (( إني استحق )) ، ليعرف الإنسان أيها الأخ عمل يديه فيرى توا استحقاقه ، حقا إن كل عمل صالح يصدر عن الإنسان لا يفعله الإنسان بل إنما يفعله الله فيه ، لأن وجوده من الله الذي خلقه ، أما ما يفعله الإنسان فهو أن يخالف خالقه ويرتكب الخطيئة التي لا يستحق عليها جزاءا بل عذابا .
Powered by Backdrop CMS