الفصل الخامس بعد المائتين
وبينما كان يسوع على العشاء مع تلاميذه في بيت سمعان الأبرص إذا بمريم أخت لعازر قد دخلت البيت ، ثم كسرت إناءا وسكبت الطيب على رأس يسوع وثوبه ، فلما رأى هذا يهوذا الخائن أراد أن يمنع مريم من القيام بعمل كهذا قائلا : اذهبي وبيعي الطيب وأحضري النقود لكي أعطيها للفقراء ، قال يسوع : لماذا تمنعها ؟ دعها فإن الفقراء معكم دائما أما أنا فلست معكم دائما ، أجاب يهوذا : يا معلم كان يمكن أن يباع هذا الطيب بثلاث مائة قطعة من النقود ، فانظر إذاً كم فقير يمكن مساعدته به ، أجاب يسوع : يا يهوذا إني لعارف قلبك فاصبر إعطك الكل ، فأكل كل أحد بخوف ، وحزن التلاميذ لأنهم عرفوا أن يسوع سينصرف عنهم قريبا ، ولكن يهوذا حنق لأنه علم أنه خاسر ثلاثين قطعة من النقود لأجل الطيب الذي لم يبع ، لأنه كان يختلس العشر من كل ما كان يعطى ليسوع ، فذهب ليرى رئيس الكهنة الذي كان مجتمعا في مجلس مشورة من الكهنة والكتبة والفريسيين ، فكلمهم يهوذا قائلا : ماذا تعطوني وأنا أسلم إلى أيديكم يسوع الذي يريد أن يجعل نفسه ملكا على إسرائيل ؟ ، أجابوا : ألا كيف تسلمه إلى يدنا ، أجاب يهوذا : متى علمت أنه يذهب إلى خارج المدينة ليصلي أخبركم وأدلكم على الموضع الذي يوجد فيه ، لأنه لا يمكن القبض عليه في المدينة بدون فتنة ، أجاب رئيس الكهنة : إذا سلمته ليدنا نعطيك ثلاثين قطعة من الذهب وسترى كيف أعاملك بالحسنى .
Powered by Backdrop CMS