الفصل السادس والسبعون بعد المائة
قال يسوع لتلاميذه : ماذا يجدي نفعا قوله يتلذذون ، حقا إن الله يتكلم جليا ، ولكن ما فائدة الأنهر الأربعة من السائل الثمين في الجنة مع ثمار وافرة جدا ؟ ، فمن المؤكد أن الله لا يأكل والملائكة لا تأكل والنفس لا تأكل والحس لا يأكل بل الجسد الذي هو جسمنا ، فمجد الجنة هو طعام الجسد ، أما النفس والحس فلهما الله ومحادثة الملائكة والأرواح المباركة ، وأما ذلك المجد فسيوضحه بأجلى بيان رسول الله الذي هو أدرى بالأشياء من كل مخلوق لأن الله قد خلق كل شيء حبا فيه ، قال برتولوماوس : يا معلم أيكون مجد الجنة لكل واحد على السواء ؟ ، فإذا كان على السواء فهو ليس من العدل ، وإذا لم يكن على السواء فالأصغر يحسد الأعظم ، أجاب يسوع : لا يكون على السواء لأن الله عادل ، وسيكون كل أحد قنوعا إذ لا حسد هناك ، قل لي يا برتولوماوس يوجد سيد عنده كثيرون من الخدمة ويلبس جميع خدمه هؤلاء لباسا واحدا ، أيحزن إذا الغلمان اللابسون لباس الغلمان لأنه ليس لهم ثياب البالغين ؟ ، بل بالعكس لو أراد البالغون أن يلبسوهم ثيابهم الكبيرة لتغيَّظوا لأنه لما لم تكن الأثواب موافقة لحجمهم يزعمون أنهم سخرية ، فارفع إذاً يا برتولوماوس قلبك لله في الجنة فترى أن للجميع مجدا واحدا ومع أنه يكون كثيرا لواحد وقليلا للآخر فهو لا يولد شيئا من الحسد .
Powered by Backdrop CMS