هل يرسل الله المحدث مثل ما يرسل النبي والرسول ؟! *

 

 

 

 

يردد الكثير من السفهاء الجهلة بغير إدراك إنكار أن يرسل الله تعالى المحدث مثل ما يرسل النبي والرسول ، وما درى هؤلاء الضلال أنهم بهذا الإنكار إنما يجحدون آية عظيمة من كتاب الله تعالى دلت على جواز تحقق هذا في أمة محمد صلى الله عليه وسلم وذلك بانطباقها على نبأ إرسال المهدي عليه السلام وبعثه كما أخبر بذلك رسول الله المصطفى عليه الصلاة والسلام وذلك في قوله عن المهدي : ( ثم يبعث الله ) . وغير هذا مما ورد في الأخبار .

 

وهنا ومن خلال هذا المنتدى المنتمي لطلب العلم نسعى لرد جهالة الجاحدين عن دلالة الآيات الدالة على جواز تحقق هذا من كتاب الله تعالى .

 

من ذلك ما أورده البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه في تفسير قوله تعالى : ﴿ وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدَّث ﴾ ذكر أن قوله تعالى : ﴿ ولا محدث ﴾ قراءة عن ابن عباس ، ولم يذكر الإسناد إنما أوردها معلقة بصيغة الجزم ، قال ابن حجر رحمه الله تعالى : إسناده صحيح .

 

وأيضا قرأ بها أبي بن كعب ، أشـار لها البيهقي في الاعتقاد (1).

 

والآن نقول لهؤلاء الجهلة كيف يصح إنكاركم أن يرسل المهدي من الله تعالى وهؤلاء الصحابة الكرام يقرأون آية من كتاب ربنا تدل على جواز إرسال من ليس بنبي ولا رسول ، بمعنى آخر : الله يخبر عن إرساله للمحدث في السابقين والمحدث بين المصطفى جواز وجوده في أمته ألم يصف عمر الفاروق رضي الله عنه بأنه محدث !! ، فكيف يسعكم إنكار قول إرساله المهدي عليه السلام على أنه يقينا أولى من عمر بالتحديث !! ، وبما أنه صح إرسال المحدث في السابقين فعلى من ينكر جواز إرساله في هذه الأمة أن ينص على دليل إنكار ذلك من غير لبس ولا عماية ليتضح الحق من الباطل .

 

وبهذا يتبين بطلان قول كل من أنكر اعتقاد من اعتقد أن المهدي لن يكون أمره إلا إرسالا من المولى عز وجل ، وبهذا يعرف أن الحق مع من قال أن آيات سورة الدخان هي في إرسال المهدي آخر الزمان لإخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الدخان من علامات الساعة الكبرى .

 
 
 
 

 

* نشرت هذه المقالة في موقع المهدي بتاريخ 2/7/1424 هـ الموافق 29/8/2003 .

(1) كتاب الاعتقاد للبيهقي ( ص 315 ) .