الفصل الأول

نسبة الطي في قوله تعالى ﴿ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء لأقمارهم الصناعية عن وجه السماء

 

من المعلوم انه في جملة اعتقادات عباد الصليب من المؤمنين بالمسيح ممن يعتقد فيه الألوهية ، أنه آخر الزمان سيرفعهم للسماء وهناك يكون اجتماعهم به ، وأنهم سيورثون السماء والأرض ، وقد أخذ يهذي في ذلك مؤخرا الكثير من دعاة كنائسهم ، خصوصا بعد انتشار القنوات التلفزيونية وتعددها كثير جدا والمخصصة للتبشير بدينهم الباطل وعقائدهم المبنية على الكذب والتلبيس .

 

والكثير من أولئك هم على يقين تام في وقتنا بقرب تحقق ذلك المعتقد وصرحوا به في أكثر من مناسبة وموقع من تلك القنوات التبشيرية ، واعتبروا لقرب ذلك عدة علامات واستكشافات ، ونحن نوقن بذلك ونؤمن به لكن لا على الوجه الذي زعم هؤلاء الدجاجلة المشركين وعمر ما يكون عباد الصليب الخشبي والحديدي الأقرب لهذا الإيمان الحق والتصديق الحق وذاك الخلاص والتوفيق من الله تعالى ، بل هم أبعد الناس وألعنهم بلعنات الله تعالى التامات عن كل حق نادى به الأنبياء والرسل وعن كل عقيدة بينوها وبشروا الناس بها .

 

واليوم دعاتهم يصيحون بأن السماء ستورث وسينتقل لها أقذر بشر لعنهم المسيح نفسه عليه الصلاة والسلام وخصهم بتلك اللعنة من دون الناس ، ووصفهم بأخص ما يميزهم عن سائر الخلق بأنهم يدعون أنه ابن الله وأنهم مؤمنون حقا بكلمات من نجسوا انجيله ولم يفعل ذلك غيرهم ، مستمسكون بذلك للنهاية .

 

وتعالوا للمهديين ليحدثوكم بالإرث الحقيقي للسماء والذي لم يؤمن به ولم يعرفه سائر الخلق إلا المهدي ومن آمن معه وصدق ببعثه الحق من الله عز وجل ، وتلك من اسرارهم من الله تعالى التي لم يهب العلم بها إلا لهم دون سائر هذه الأمة والخلق ، وسنعلمكم عن ذلك هنا ، قال تبارك وتعالى : ﴿ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ . وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ . إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ . وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ . قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ ، فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنتُكُمْ عَلَى سَوَاء وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَم بَعِيدٌ مَّا تُوعَدُونَ . ألم يسأل أحد نفسه كيف بدأ الرب تعالى خلق السماوات والأرض ، وما علاقة ذلك بتوريث الأرض للمؤمنين الصالحين ؟

 

نعم وربي إن التوريثين هنا علاقتهما وثيقة جدا .

 

أما توريث الأرض للصالحين من عباده فهو مبسوط بالزبور على الخصوص سبق ونص على تفسيره بأكثر من مكان سواء في كتبي ، أو مقالاتي ومقالات بعض الأتباع .

 

لكن تخصيص الكلام هنا بالنسبة لتوريث السماء وعلاقة ذلك بالأرض لا كما يهذي به عباد الصليب ، فأقول : خلق الله تعالى الأرض والسماء كما قال : ﴿ أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ ، ومن الابتداء افطنوا إلى أن هذه الآيات والتي ذكرت قبلها أساس الشرح هنا وردتا في القرآن في السورة ذاتها سورة " الأنبياء " وذلك بحد ذاته لحكمة جليلة حتى يدرك من يهديه الله تعالى لفرق معنى التأويلين ، ولا أعتقد سيؤمن عاقل أن الله تعالى وفق معنى الآيات الأول ، أنه سيعيد الهيئة كما في الآيات الأخيرة ، لأن ذلك غير معقول ومجاف للحقيقة بالتمام وعليه سيحشر الخلق وسط مياه المحيطات والأنهار والبحار لما تعود الخلقة كما كانت بالأول ، فكيف سيرجع الخلق للأرض ثم الماء يحيط بها بالكامل ؟!

 

لأنه كان كذلك الخلق الأول ففتق الله عز وجل القادر على كل شيء ما بينهما فكون من البخار السماوات وزوى المياه كما ترون اليوم لمحيطات وأنهار وبحار تنتشر متفرقة على وجه الأرض ثم ضرب الأرض بالجبال الرواسي حتى ما تميد بالناس ، وهو نص هناك بأن يعيد الخلق كما كان ، إذن ليس الذي ذهبوا إليه من التأويل للآيات الأول صحيحا ، بل خطأهم في ذلك يقيني الآن لمن له ذرة من عقل ثم وقف على هذا التفسير المعلن الحق الآن [1] .

 

 

       فلا يجوز على هذا ضرب كلام الله تعالى بعضه ببعض وتوجيهه ليتضاد بعضه مع بعض ، ثم لا يجوز التوهم على أخبار الله تعالى بالكذب سبحانه ، ولا بالتضاد والتناقض .

 

وهكذا كان بدأ الخلق ، وهناك وعد منه عز وجل أن يعيد السماء كما خلقها أول مرة أي لابتداء الخلق ومراده عز وجل ، أن خلقها سيعاد لا لما قبل الفتق ، بل لما قبل تدنيسها بأقمار أولئك الكفرة للاتصالات والتجسس على الأرض ، فلا إرث رباني للسماء كما وعد إلا بما قيل هنا ، ومن تحمل خلافه تناقض مع الآيات الأخر ولزمه نسبة الكذب لله تعالى أو التناقض والتضاد بين أخباره عز وجل ، سبحانه وتعالى عما يشركون ويجهلون .

 

وبعد أن تم لهم الارتقاء وبلوغ السماء ونشر أقمارهم الصناعية ومركباتهم الأممية هناك ، سيتم له عز وجل الدور بما تعهد بأن يطوي وجه السماء من كل تلك المصنوعات البشرية فيعيدها لأول خلقه لها خالية من كل ذلك ، وهم اليوم مثلا يرون محطة الفضاء الدولية وهي بالسماء من الأرض تلمع كلمعان أقرب نجم للأرض ، فتلك وأخواتها قطع الله تعالى بأن يزيلها من السماء ويعيد خلقها كما كانت قبل ذلك خالية منها .

 

أما نجوم السماء التي خلق هو تعالى فتلك باقية باستثناء من ثبت النص بزوالها لزوال الحاجة إليها أما ما عدى ذلك فباقية بقاء العزيز العظيم آمرا خالقا متعهدا كذلك بتوسيع رقعتها وانتشار منظومتها التي لا يحصيها كثرة إلا من خلقها من العدم ، فبدوام تلك دوام الله عز وجل آمرا خالقا وهو القائل بمحكم تنزيله : ﴿ وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ . أخبر بتوسيع خلقه هناك لا بإنهائه للأبد فتنبه ومن لم يفقه هنا مراده تعالى حتما سيخلط ويدخل بالتقول بجهل على الله تعالى ودوام كونه لا زال خالقا آمرا ناهيا وسيكون كذلك إلى ما لا نهاية ، ولم يوقف عظمته وعظمة صفاته سبحانه على الجنس البشري الذي قدر تواجدنا الآن بينهم ، فما هم وأرضهم وسمائهم في بحر خلق الله تعالى المترامي إلا كحبة رمل واحدة وسط كل ذلك بل أصغر ، والله أعظم من تقدير وتصور أي مخلوق من مخلوقاته ، سبحانه وتعالى عما يجهل الجاهلون .

 

أقول : هذا بالنسبة لما صنع أولئك الكفرة ونشروا في سماء الدنيا التي تحيط بأرض الله عز وجل ، أما بالنسبة لما خلق هو عز وجل فقد قال على لسان أحد الأنبياء وهو اشعيا عليه الصلاة والسلام ما يلي : ﴿ ارْفَعُوا عُيُونَكُمْ إِلَى الْعَلاَءِ وَانْظُرُوا ، مَنْ خَلَقَ هَذِهِ ؟ وَمَنْ يُبْرِزُ كَوَاكِبَهَا بِمَجْمُوعَاتٍ وَيَدْعُوهَا بِأَسْمَاءَ ؟ إِنَّ وَاحِدَةً مِنْهَا لاَ تُفْقَدُ لأَنَّهُ يُحَافِظُ عَلَيْهَا بِعَظَمَةِ قُدْرَتِهِ ، وَلأَنَّهُ شَدِيدُ الْقُوَّةِ ﴾ وفي الزبور : ﴿ سبحيه يا جميع كواكب النور سبحيه يا سماء السماوات ويا أيتها المياه التي فوق السماوات ، لتسبح اسم الرب لأنه أمر فخلقت ، وثبتها إلى الدهر والأبد . فكواكب الله عز وجل ونجومه باقية خالدة لا تزول ولا تطوى أبدا .

 

 وعليه أقول : من توهم على تفسير قوله تعالى ﴿ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ، خلاف ما تقرر هنا ، وأن ذلك يشمل الكون كله وما بدأ الخلق يطلعون عليه من اتساع الكون ومنثور تلك المجرات العظيمة الرهيبة وما رأوه لعله لا يبلغ شيئا يذكر مما لم يروه بعد ، فمن اعتقد تدمير كل ذلك والذهاب به كأنه لم يخلق لهو كاذب قائل بما يجهل حقيقته عقله القاصر ، وإنه ناسب لا محالة لله تعالى العبثية والله منزه عز وجل من العبث ، لا يخلق إلا لحكمة وما لم يكن يراه الخلق من قبل أو بعضه وصار يراه اليوم الناس بما بلغوا من سلطان العلم بإذنه تعالى من كل تلك المجرات ويقينهم اليوم بمدى سعة الكون من فوقهم بحسب ما بلغهم من علم ورؤية ، ثم هناك من لا زال بجهل يعتقد ان ذلك سيطوى كله بمعنى يفنيه الله تعالى ، فهو كاذب كما قلت وناسب لله عز وجل العبث ، بل هو مكذب لقوله تعالى المذكور قبل : ﴿ وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ، فينسبون له العبثية وتدمير ما خلق ولا زال يوسع فيه مما لم يشاهده أحد من قبل اليوم لمحدودية الرؤية بالعين المجردة ، عكس ما بلغه هؤلاء اليوم من سلطان العلم على ما بلغ الجميع العلم به .

 

وحتى على تفسير من فسر اعادة الخلق مثل ما بدأه بالنسبة للأرض نفسها وسمائها ، فقولهم نسبته للعبثية هو الحق ما يدل على أن تفسيرهم هذا باطل من القول منزه عنه الرب عز وجل ، لأن أي معنى حق وراء تدميره لخلق الأرض ثم اعادته على المثل الأول فهذه عبثية منزه عنها الله تبارك وتعالى ، وتبديل الأرض غير الأرض والسماوات هذا أمر آخر ليس هو في ما نحن فيه هنا ، أما اعادة الخلق للأرض والسماء على ما كانت عليه بالابتداء فهذا مختلف وقولهم في تفسيره باطل بل محال كما قلت لاستحالة عودة البشر من قبورهم من وسط المياه بلا يابسة يقفون عليها .

 

ولا حجة لهم كذلك بدعوى تدميرها ودكها لأن في ذلك خلاف التفسير والتأويل الحق المخالف لما ذهبوا إليه في فهم معنى تلك الآيات ، لأن ذلك مقدمة لتبديل هيئتها لا إعادتها لسابق عهدها الأول ، وهذا أمر مختلف لا مجال لهم لتبرير تفسيرهم الباطل وحمله على هذا ، فالتبديل شيء واعادة خلق الأرض والسماء لما كانت عليه قبل شيء آخر فتنبهوا للفرق هنا .

 

وهذا بخصوص ما خلق الله سبحانه ، أما ما صنع البشر فانظروا تحت العنوان التالي :

 

اقتباس 

 
 
 

    موسكو (رويترز) 26/10/2010

 
   

 

     

 

 

محطة الفضاء الدولية تغير مدارها لتفادي قطعة حطام في الفضاء



صرح مسؤولون بأن قيادة الفضاء الروسية أمرت محطة الفضاء الدولية يوم الثلاثاء بتغيير مدارها قليلا لتجنب الاصطدام بقطعة حطام سابحة في الفضاء مما قد يسبب لها أضرارا جسيمة.

وقال مركز التحكم ان المسؤولين أمروا باطلاق الصواريخ لمدة 180 ثانية في تمام الساعة 1025 بتوقيت جرينتش لابعاد المدار 700 متر . وسيسمح المدار الجديد للجسم غير المحدد بالمرور على بعد 1.5 كيلومتر من المحطة.

وقالت متحدثة باسم مركز التحكم عبر الهاتف " فرصة حدوث تصادم واحد في الالف لكننا رأينا هذا الصباح أن حتى هذه الفرصة تعد كبيرة" .

ويوجد على متن محطة الفضاء الدولية ثلاثة رواد روس وثلاثة أمريكيين في مشروع قيمته 100 مليار دولار تشارك فيه 16 دولة .

وأخلى رواد الفضاء المحطة لفترة قصيرة العام الماضي بسبب خطر تصادم قطعة حطام لا يتعدى طولها سنتيمترا واحدا بالمحطة . ويقول الخبراء ان الاجسام الصغيرة قد تحدث ضررا كبيرا في أي سفينة فضاء لانها تتحرك بسرعة نحو 7.5 كيلومتر في الثانية.

 
     

 

واليوم يتجنبون الإسقاط لأن لأجلهم أمد بعد ، لكنهم حين يبلغون

الأجل سيكون ما توعدهم تعالى به : ﴿ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ   .

 

تمعنوا كيف جعلها وعدا عليه تبارك وتعالى وجعل ذلك مرهونا بوعده تعالى تمكين عباده الأرض وهو مما بسطه بكتابه الزبور وغيره من أسفار الأنبياء ، فهناك أخبرهم لمن سيكون الملك ولمن ستكون العاقبة .

 

ومركبات السماء بالوعيد سواء مع كل مركباتهم العظيمة على وجه الأرض ووجه البحار والمحيطات مثل مركباتهم فوق السماء ، كل ذلك مما توعده تبارك وتعالى بالهلاك والخزي ، والعار سيتجلل المركبات كلها ومن صنعها ، ومن دمرت وعطلت مركباته في الأرض فكيف ستبقى له التي في السماء ؟! : ﴿ أَنَا مُزْمِعٌ أَنْ أُزَلْزِلَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَأُطَوِّحَ بِعُرُوشِ مَمَالِكِ الأُمَمِ ، وَأُدَمِّرَ قُوَّتَهَا وَأَقْلِبَ الْمَرْكَبَاتِ وَفُرْسَانَهَا ، فَتَهْوِي الْخُيُولُ وَرُكَّابُهَا وَيَلْقَى كُلُّ وَاحِدٍ حَتْفَهُ بِسَيْفِ صَاحِبِهِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَقُولُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ أَصْطَفِيكَ يَا عَبْدِي ، وَأَجْعَلُكَ كَخَاتَمٍ فِي إِصْبَعِي لأَنِّي اخْتَرْتُكَ يَقُولُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ " حجي عليه الصلاة والسلام "

 

     
   

 

 

اقتباس

 

 

 

 

واشنطن (رويترز)12/2/2009

 

 

 

     

 

 

 

     
 

 

تصادم بين قمر اصطناعي امريكي واخر روسي في الفضاء


قال متحدث عسكري امريكي يوم الاربعاء ان قمرا اصطناعيا امريكيا للاتصالات اصطدم بقمر اصطناعي روسي في أول حادث تصادم من نوعه في الفضاء  .

واضاف اللفتنانت كولونيل لس كودليك المتحدث باسم القيادة الاستراتيجية الامريكية ان التصادم وقع بين قمر اصطناعي مملوك لشركة ايريديوم ساتلايت ال. ال.سي. وقمر اصطناعي روسي للاتصالات توقف عن العمل.

وقال كودليك " نعتقد ان هذه هي المرة الاولى التي يصطدم فيها قمران اصطناعيان في مدار حول الارض " .


واضاف ان التصادم وقع في مدار على ارتفاع يبلغ حوالي 780 كيلومترا وهو ارتفاع تستخدمه في الغالب الاقمار الاصطناعية التي ترصد الاحوال الجوية او تحمل معدات للاتصالات الهاتفية.

ومضى قائلا " انه مدار مهم جدا للكثير من الاقمار الاصطناعية  ".

وقال كودليك ان المحطة الفضائية الدولية تطير على ارتفاع أقل وهي تمثل الاولوية رقم واحد للقيادة الاستراتيجية في محاولة منع حوادث التصادم .

 

 

 

 

وقال النبي هوشع عليه الصلاة والسلام : ﴿ وَلاَ أُخَلِّصُهُمْ بِقَوْسٍ وَبِسَيْفٍ وَبِحَرْبٍ وَبِخَيْل وَبِفُرْسَانٍ ... وَأَكْسِرُ الْقَوْسَ وَالسَّيْفَ وَالْحَرْبَ مِنَ الأَرْضِ ﴾ .

ويقول عاموس النبي عليه الصلاة والسلام : ﴿ وَمَاسِكُ الْقَوْسِ لاَ يَثْبُتُ ، وَسَرِيعُ الرِّجْلَيْنِ لاَ يَنْجُو، وَرَاكِبُ الْخَيْلِ لاَ يُنَجِّي نَفْسَهُ ﴾ .

ويقول أيوب عليه الصلاة والسلام : ﴿ يَفِرُّ مِنْ سِلاَحِ حَدِيدٍ تَخْرِقُهُ قَوْسُ نُحَاسٍ ﴾ .

 

وعند زكريا عليه الصلاة والسلام : ﴿ عَلَى الرُّعَاةِ اشْتَعَلَ غَضَبِي فَعَاقَبْتُ الأَعْتِدَةَ ، لأَنَّ رَبَّ الْجُنُودِ قَدْ تَعَهَّدَ قَطِيعَهُ ، وَجَعَلَهُمْ كَفَرَسِ جَلاَلِهِ فِي الْقِتَالِ ﴾ .

 

وحتى الطائرات التي كانت توصف على ألسنة رسله من قبل بوحوش السماء ، كل ذلك مما توعد تبارك وتعالى بتحطيمه : ﴿ أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ ، وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ ، أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ ﴾ . ونسبهم كلهم للظلام ، وقطع بالوعيد على انتصار أصحاب النور ، إنها المعركة الخالدة ما بين اتباع الظلام واتباع النور ، أتباع الرب الحق تعالى وتبارك واتباع الشيطان المارد الذي يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب الخزي والعار والنار .

 

وعلى هذا لا يستثنى من ذلك مركبة سماوية ولا أرضية ولا بحرية ، وكل ذلك من أجل ماذا ؟

 

من أجل المصطفى الخاتم وتمكينه في وسط أعدائه ليقيم الحق ويجري العدل ويزيل الباطل وكل الأكاذيب ، ويفرح الأتقياء من وسط الشعوب ، وتبتهج القلوب الصالحة كلها في كل مكان ، ويتم التمهيد لعودة الأنبياء ، وعلى وفقه يقول النبي اشعيا صلوات ربي وسلامه عليه ما يلي : ﴿ ها أَنَا قَدْ جَعَلْتُهُ شَاهِداً لِلشُّعُوبِ زَعِيماً وَقَائِداً لِلأُمَمِ ، انْظُرْ ، إِنَّكَ تَدْعُو أُمَماً لاَ تَعْرِفُهَا ، وَتَسْعَى إِلَيْكَ أُمَمٌ لَمْ تَعْرِفْكَ ، بِفَضْلِ الرَّبِّ إِلَهِكَ ، وَمِنْ أَجْلِه ..َ لأَنَّهُ قَدْ مَجَّدَكَ .

 

وفي الزبور قال عنه : ﴿ معه أمانتي ورحمتي و باسمي قرنهُ يرتفع ، فأجعل على البحر يده وعلى الأنهار يمينه ، يدعوني إلهي وصخرةُ خلاصي ، وأنا أجعله بكرا عليا فوق ملوك الأرض ، إلى الأبد أحفظ له رحمتي ويبقى له عهدي أكيدا .. مثل القمر يكون راسخا إلى الأبد وشاهدا في الغيوم أمينا ، وعلى لسان اشعيا عليه الصلاة والسلام قال عنه أيضا : ﴿ قَدْ دَعَانِي الرَّبُّ وَأَنَا مَازِلْتُ جَنِيناً ، وَذَكَرَ اسْمِي وَأَنَا مَا بَرِحْتُ فِي رَحِمِ أُمِّي ، جَعَلَ فَمِي كَسَيْفٍ قَاطِعٍ ، وَوَارَانِي فِي ظِلِّ يَدَيْهِ ؛ صَنَعَ مِنِّي سَهْماً مَسْنُوناً وَأَخْفَانِي فِي جَعْبَتِهِ ، وَقَالَ لِي : أَنْتَ عَبْدِي الَّذِي بِهِ أَتَمَجَّدُ .

 

لَكَمْ هُوَ يَسِيرٌ أَنْ تَكُونَ لِي عَبْداً لِذَلِكَ سَأَجْعَلُكَ نُوراً لِلأُمَمِ لِتَكُونَ خَلاَصِي إِلَى أَقْصَى الأَرْضِ يَرَاكَ الْمُلُوكُ وَيَنْهَضُونَ ، وَيَسْجُدُ لَكَ الرُّؤَسَاءُ مِنْ أَجْلِ الرَّبِّ الأَمِينِ الَّذِي اصْطَفَاكَ .

 

فهذا ما سيكون لكن الآن وقبل أن يقع ذلك ، بماذا أمر ؟

 

أمر بقوله على لسان نبيه اشعيا صلى الله عليه وسلم : ﴿ ادْخُلُوا إِلَى مَخَادِعِكُمْ ، وَأَوْصِدُوا أَبْوَابَكُمْ خَلْفَكُمْ . تَوَارَوْا قَلِيلاً حَتَّى يَعْبُرَ السَّخَطُ ، وَانْظُرُوا فَإِنَّ الرَّبَّ خَارِجٌ مِنْ مَكَانِهِ لِيُعَاقِبَ سُكَّانَ الأَرْضِ عَلَى آثَامِهِمْ. وقال أيضا : ﴿ وَلَيْسَ مَنْ يَفْطَنُ بِأَنَّهُ مِنْ وَجْهِ الشَّرِّ يُضَمُّ الصِّدِّيقُ .

 

ومن أجل هذا كان أمر المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه عند الفتن بأن يعتزل المؤمن لأنه هكذا قدر الله عز وجل وأراد ، فهو الذي سيخرج بذاته تعالى لكثرة الأشرار وعظيم قوتهم وشديد كفرهم وتوافقهم عليه ، فلا يكون قادرا وقاهرا لهم إلا هو تبارك وتعالى بجنده العظيمة ، لهذا كانت حكمته لعباده بالانتظار لحين يمضي المقدر ويعد الله تعالى لأمره بما كتب وشاء من مقادير حتمية الوقوع ، ومنها قلب كل تلك القوى التي يفتخر بها أهلها اليوم وسيأتي يوم تكون وبالا عليهم وخزيا وعارا ، واضحوكة للعقلاء لما يبدي الرب تعالى أمامها قوته الجبارة ، وقد ذاقوا بعضا من ذلك كمثل الذي حصل على اليابان وورطتهم بقواهم النووية هذا غير الدمار شبه الشامل نتيجة ذلك الزلزال وافاضة البحر الغاضب الهادر عليهم ، وما هو آت أكبر وأعظم ، فكم من عاصمة لأولئك الكفرة هي على ساحل بحاره ، فكم أنت ضعيف يا مغرور وتافه أمام قدرة من خلقك .

أما عاصمة عباد الله تعالى فانظروا ماذا قال تعالى عنها على لسان نبيه اشعيا : ﴿ لاَ يُحَالِفُ التَّوْفِيقُ أَيَّ سِلاَحٍ صُنِعَ لِمُهَاجَمَتِكِ ، وَكُلُّ لِسَانٍ يَتَّهِمُكِ أَمَامَ الْقَضَاءِ تُفْحِمِينَهُ ، لأَنَّ هَذَا هُوَ مِيرَاثُ عَبِيدِ الرَّبِّ ، وَبِرُّهُمُ الَّذِي أَنْعَمْتُ بِهِ عَلَيْهِمْ ، يَقُولُ الرَّبُّ . وإن كان قال الرب تعالى على لسان نبيه اشعيا ما قال في حفظ نجومه وكواكبه التي خلق ، فقد قال كذلك على لسانه في تدمير نجوم وكواكب هؤلاء الكفرة يوم تحقق الوعيد الحق ما يلي : ﴿ لأَنَّ لِلرَّبِّ سَخَطًا عَلَى كُلِّ الأُمَمِ ، وَحُمُوًّا عَلَى كُلِّ جَيْشِهِمْ ، قَدْ حَرَّمَهُمْ ، دَفَعَهُمْ إِلَى الذَّبْحِ ، فَقَتْلاَهُمْ تُطْرَحُ ، وَجِيَفُهُمْ تَصْعَدُ نَتَانَتُهَا ، وَتَسِيلُ الْجِبَالُ بِدِمَائِهِمْ.

 

وَيَفْنَى كُلُّ جُنْدِ السَّمَاوَاتِ ، وَتَلْتَفُّ السَّمَاوَاتُ كَدَرْجٍ ، وَكُلُّ جُنْدِهَا يَنْتَثِرُ كَانْتِثَارِ الْوَرَقِ مِنَ الْكَرْمَةِ وَالسُّقَاطِ مِنَ التِّينَةِ ، لأَنَّهُ قَدْ رَوِيَ فِي السَّمَاوَاتِ سَيْفِي ﴾ .

 

وهذا لفظ نسخة العهد القديم لدى الأرثوثكس ، وحتى نسخة البروتستنت فهي بلفظ " وَتَلْتَفُّ السَّمَاوَاتُ كَدَرْجٍ " كما نسخة الأرثوثكس ، أما نسخة الكاثوليك فهي على التوافق مع ما ورد بكتاب الله عز وجل القرآن إذ هناك وردت بهذا اللفظ : ﴿ والسماوات تطوى كدرج ويسقط جندها كافة سقوط الورق من الكرم والسقاط من التين , وفي القرآن كما مر معنا قال تعالى في ذلك : ﴿ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ﴾ , فانظروا كيف وضوح الأمر وجلائه باقتران الوعيد بإسقاط جند السماء التي هي نجوم وكواكب هؤلاء ببطش سيفه ، واقتران أثر سيفه عز وجل كما على الأرض في السماء كذلك ليوقن المؤمن العاقل هنا بمقصده وأن مراده بهذا الوعيد تواجد الأشرار هؤلاء بمصنوعاتهم هناك ، لا أنه يعني ما خلق هو تبارك وتعالى ، فما خلقه لا سيف عليه إنما سيفه سيسل على هؤلاء الكفرة الملاعين ومصنوعاتهم ولن يتركهم من غير حسيب ولا رقيب ولا معترض قاهر فوقهم يردعهم ويمنعهم عن التمادي بالغي والعدوان والكفران ، ويقول لهم في يوم : ﴿ وَقَالُواْ إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ . وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُواْ عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُواْ بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُواْ العَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ ، قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُواْ يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ ، وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ .

 

قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ ، وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ وَلَقدْ جَاءكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ ، وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّمَاء فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾ .

 

إنها مرحلة حاسمة فاصلة وعلامة لا يداخلها التباس ، حين يبلغون السماء ويضعون تلك النجوم والكواكب هناك ، لكن الناس أكثرها عميت عن الحق وما قاله تعالى في هذا الخصوص ، لقد فصل ذلك تفصيلا لم تغادر كتبه ولا أسفار رسله صغيرة ولا كبيرة من ذلك إلا أحصيت : ﴿ وَلَقدْ جَاءكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ ﴾ .

 

      ومن مواعيد الله تعالى في ذلك بكتابه القرآن قوله عز وجل التالي : ﴿ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إِلا بِسُلْطَانٍ .. يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنتَصِرَانِ ﴾ , ﴿ وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ ، لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبَقٍ .. فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ، إِلا الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ﴾ , ﴿ أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما فليرتقوا في الأسباب جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب . ويجب أن تتم هزيمتهم من السماء أولا ، فغير معقول أن يهزمهم على الأرض ولهم قوة في السماء ، بل تتم هزيمتهم من الأعلى أولا فلله تبارك وتعالى السمو والعلو ، وقد كان ذلك صريحا في الأنبياء فاقرأوا معنا هنا ما قاله النبي اشعيا كذلك في هذا الشأن : ﴿ كيف سقطت من السماء أيتها الزهرةُ بنتُ الصبح ، كيف قطعت إلى الأرض أيها القاهر الأمم ، قد قلت في قلبك إني أصعد إلى السمآء أرفعُ عرشي فوق كواكب الله ... أصعد فوق أعالي السحب وأكون شبيها بالعلي ﴾ . أو قول نبي الله عوبديا عليه الصلاة والسلام : ﴿ الْقَائِلُ فِي قَلْبِهِ : مَنْ يَهْوِي بِي إِلَى الأَرْضِ ؟ وَلَكِنْ إِنْ كُنْتَ تُحَلِّقُ كَالنَّسْرِ وَمَنَازِلُكَ مَبْنِيَّةً بَيْنَ الْكَوَاكِبِ ، فَإِنِّي سَأَهْوِي بِكَ إِلَى الْحَضِيضِ يَقُولُ الرَّبُّ , يَوْمَ الرَّبِّ قَرِيبٌ آتٍ عَلَى كُلِّ الأُمَمِ ﴾ .

 

أما على لسان نبيه عاموس عليه الصلاة والسلام فيتوعدهم بذلك فيقول : ﴿ وَإِنْ صَعِدُوا إِلَى السَّمَاءِ فَمِنْ هُنَاكَ أُنْزِلُهُمْ ﴾ ، وفي نسخة أخرى بلفظ : ﴿ وَإِنْ نَقَبُوا لأَنْفُسِهِمْ مَلْجَأً فِي أَعْمَاقِ الْهَاوِيَةِ فَإِنَّ يَدِي تَطُولُهُمْ هُنَاكَ ، وَإِنِ ارْتَقَوْا إِلَى السَّمَاوَاتِ فَمِنْ هُنَاكَ أُنْزِلُهُمْ ، كما القرآن تماما :﴿ فليرتقوا في الأسباب . وصعودهم لها اليوم بما ترونه من ارسال المكوك لتجميع مركبتهم الفضائية الأممية وارسال اقمارهم الصناعية الكثيرة جدا ، إنها فيهم أخبار مؤكدة وفعل أوحد مؤكد فما لهم لا يؤمنون بهذا القرآن وتلك النبوءات ويخشون الله تعالى الذي توعدهم ، ﴿ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبَقٍ ، فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ، وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ ، بَلِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُكَذِّبُونَ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ ، فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ . إنهم زنادقة ويقصدون تحدي الله تعالى في ذلك طاعة لإبليس العدو ، وقد أرسلوا في ذلك المعنى أكثر من رسالة معلومة لدينا مصادرها جيدا .

          وتمعنوا للوصف الرباني لما هم عليه اليوم بكتابه تعالى الزبور : ﴿ يجعَلُونَ أفواهَهُمْ في السماء وألسنتهم تسعى في الأرض ، وهذا صريح في أقمارهم الصناعية وما تبثه من خلال تلك التلفازات واللواقط في كل زاوية من أركان الأرض ، إن الأمر صريح جدا جدا .

 

        ويوعظون بالنهي عن ذلك على لسان نبيه داود عليه الصلاة والسلام ويجعل في ذلك موعدة لهم كما القرآن ، فلم يفد ذلك لتكبرهم وشقاقهم مع الله عز وجل ، فيقول في زبوره ما يلي : ﴿ وَاسْمُكَ قَرِيبٌ ، يُحَدِّثُونَ بِعَجَائِبِكَ لأَنِّي أُعَيِّنُ مِيعَادًا ، أَنَا بِالْمُسْتَقِيمَاتِ أَقْضِي .. قلت للسفهاء لا تسفهوا وللمنافقين لا ترفعوا القرون لا ترفعوا إلى العلاء قرنا ، لاَ تَرْفَعُوا إِلَى الْعُلَى قَرْنَكُمْ .. اللهَ هُوَ الْقَاضِي هذَا يَضَعُهُ وَهذَا يَرْفَعُهُ لأَنَّ فِي يَدِ الرَّبِّ كَأْسًا وَخَمْرُهَا مُخْتَمِرَةٌ مَلآنةٌ شَرَابًا مَمْزُوجًا وَهُوَ يَسْكُبُ مِنْهَا لكِنْ عَكَرُهَا يَمَصُّهُ يَشْرَبُهُ كُلُّ أَشْرَارِ الأَرْضِ ، وَكُلَّ قُرُونِ الأَشْرَارِ أَعْضِبُ ، قُرُونُ الصِّدِّيقِ تَنْتَصِبُ ﴾ ، ﴿ فليرتقوا في الأسباب جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب ، ﴿ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُكَذِّبُونَ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ ، فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ، ﴿ لا تَنفُذُونَ إِلا بِسُلْطَانٍ .. يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنتَصِرَانِ ، وسبق نقل ما قاله على لسان نبيه عوبديا وعاموس عليهما الصلاة والسلام في وعيد هؤلاء حين يصعدون للسماء .

 

      أما نبي الله تعالى أيوب عليه الصلاة والسلام فاقرأوا ماذا قال تعالى على لسانه في هذا الخصوص : ﴿  الشرير يبقى إلى يوم العطب وإلى يوم النقم يُساقون ، فمن الذي يبين له طريقه ومن الذي يكافئه على ما صنع .. فإنه ولو بلغ السماء ارتفاعا ولطمت هامته السحاب ، يهلك إلى الأبد كعذرته فيقول الذين يرونه أين هو ، يطير كالحلم فلا يوجد ويضمحل كرؤيا الليل ، والعين التي لمحته لا تعود تلمحه ولا يراه مكانه من بعد ﴾ .

 

    ويبقى تقرير الكلام في السر وراء التشبيه بطي السجل للكتب بالقرآن في ذلك النبأ ، وبالكشف عن هذا السر الكشف عن زيادة في القرآن على ما تقرر بتلك النبوءة عند اشعيا عليه الصلاة والسلام ما يدل دلالة  قاطعة على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوحى إليه بنبوته ورسالته من الله تعالى لا مثل ما زعم عليه الكفرة عباد الصليب الزنادقة أنه غير ذلك ، وإلا من أين له تلك الزيادة بالبيان والهيمنة على ايضاح معنى تلك النبوءات .

 

       والعجيب أن ذلك الكشف ورد بعد ذكر تلك النبوءة على لسان النبي اشعيا عليه الصلاة والسلام قريبا بحسب المطبوعات للعهد القديم بين أيديهم الآن ، فكان الخبر هناك عن قدوم ملك أشور لأرض اليهود غازيا ولما حاصرها وجدف بصوته وأصوات عسكره على الرب تعالى وعلى بني إسرائيل وأرسل إليهم قائدا للتفاوض ، فارتبك ملك اليهود وشعبه فصاحوا للرب تعالى باستغاثة ولاذوا بنبي الله تعالى اشعيا صلوات ربي وسلامه عليه ، فطمنهم النبي وخرج ملك اليهود برفقة شخصين وهما : شبنا الكاتب ويواح بن آساف المسجل .

 

وكان الوحي من الله تعالى ضد ملك أشور بطي ملكه وكتب سجلا بذلك ينقل إليه وبه تفصيل الوعيد ، ولما كان ذلك أثناء ذلك اللقاء وتلك المفاوضات وبوحي من الله تعالى ، وتم ارسال ذلك الكتاب للملك الأشوري بعد أن طوى ذلك الكتاب الكاتب يواح بن آساف المعروف بالمسجل ، كان تشبيه الله تعالى لمصير طغاة اليوم بما جرى لطاغية الزمان بوقت النبي اشعيا عليه الصلاة والسلام ، وأن مصيرهم وقوتهم كما بُلِغَ سنحاريب ملك أشور بما طوى كتابه بذلك ، المسجل ابن آساف ، فهذا هو سر التشبيه بطي نجومهم وكواكبهم من السماء كما طوى المسجل هناك على ملك أشور سنحاريب ما أوحى الله تعالى لنبيه اشعيا عليه الصلاة والسلام في شأن سنحاريب ، كتب له هناك بالأمر وانعقد الخبر على هلاكه قطعا ربانيا لا فكاك لمصير سنحاريب منه ، وبالمثل هؤلاء كتب قدرهم والخبر بتحطيم قوتهم وتسلطهم وتملكهم رقاب الناس وخصوصا منهم عباده المؤمنين اليوم ، كسنحاريب ملك أشور لما أراد التعدي على بني إسرائيل في زمانه وكان بوسطهم نبي الله تعالى اشعيا عليه الصلاة والسلام ، وكان ذاك يوما عظيما مشهودا نام من عسكر سنحاريب مائة وثمانون ألفا وما أفاقوا من نومتهم ، وأمهل ملكهم لحين يرجع لدياره وهناك قضي عليه بالهلاك .

 

وأختم بالقول : لما كان التأويل الحق ما ذكر هنا فتمعنوا معي هنا بسياق تلك الآيات ليفقه من آمن وهدي أكثر : ﴿ حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ . وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ .. إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ ، لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ ، لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ، يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ، وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ، افتتح تلك الآيات بهذا السياق عن خبر يأجوج ومأجوج وأمرهم مما يكون آخر الزمان والذي بعده يكون قرب تحقق الوعد الحق ﴿ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ، فالوعيد علامة قرب تحققه فتح يأجوج ومأجوج وبتحققه تطوى اقمارهم الصناعية ومحطاتهم الفضائية ، ويكون ذلك إيذانا بتمكين المؤمنين وتوريثهم كل الأرض من أولئك ، وحين ذاك يلف العالم فزع وصفه تعالى بالأكبر ومراده الصيحة والنداء بتمكين خليفة الله تعالى ورسوله وسيؤمر عباد الله تعالى بالذهاب إليه ، ويفزع حينئذ كل الكفرة وكل أهل النفاق إلا من آمن بهذه الدعوة ورجى الله تعالى وهو متوجه إليه بقلب سليم يعلم الله تعالى منه ذلك ، فكل هؤلاء يقبلون ولا يفزعون يومئذ وتبيض وجوههم ، وما عداهم يفزعون وتسود وجوههم .

 

وهذا هو المفهوم الحق من سياق تلك الآيات ، أما وعيدهم وآلهتهم بجهنم وتبشير المؤمنين بالنجاة من شرها فهو منفصل عما أراد تعالى بذكر يأجوج ومأجوج وطي السماء وتمكين المؤمنين الأرض والفزع من صيحة يومئذ ، فذاك خبر عما يكون بعد يوم القيامة حين يبعث الخلق من التراب ويجد الأشرار قصادهم أبواب جهنم مفتحة ، أما حين تحقق تأويل أمر يأجوج ومأجوج وطي أقمارهم عن السماء ومراكبهم الفضائية وتمكين المؤمنين فهذا مما يكون قبل ذلك وهم بالدنيا ، ولو وقع ذلك بالسياق جميعه ، فمنه منفصل ومنه متصل على ما فصل هنا والله ولي التوفيق والهدى ليس إلا منه عز وجل .

 


[1]  يراجع : فصل " أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا " من كتابي : ( التفسيرات المهدية لبعض آيات من القرآن المجيد الخبرية ) .