الفصل الثاني

ما ورد في السنة وفيه ذكر هذا الأمر 


أولا : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الأولى والآخرة , فليس بيني وبينه نبي " واللفظ لمسلم (1) . وعند الطبراني قال : " ألا إنه خليفتي من بعدي " (2). والخليفة هو الذي يخلف من سبقه وعلى الفور حتى يصح أن يكون خليفة , وهو هنا محمول على الحقيقة لا كما ظن الكثير أنه على المعنى البعيد والمراد خلافته في الدين زعموا .

 

ألا تراه في حديث مسلم يقول : " أنا أولى الناس بعيسى في الأولى والآخرة , فليس بيني وبينه نبي" . ولو حمل قوله بالآخرة على الجنة وما قبلها في القيامة لما كان للولاية وجه مختص بعيسى دون غيره من الأنبياء كإبراهيم وموسى وغيرهم من رسل الله صلوات الله وسلامه عليهم جميعاً , وإنما يستقيم المعنى ويتوجه إذا كان مراده هنا بالأولى بعثه بالرسالة أول الأمر , وبالثانية بعثه بالشهادة مرة أخرى , وعلى هذا يستقيم المعنى بالكلام ويتضح المراد ويدرك كونه سيكون خليفته من بعده . والرسول صلى الله عليه وسلم متوسع جداً بالتورية في هذا الأمر , فقد روى أبو هريرة عنه أيضاً قوله : " والذي نفس أبي القاسم بيده لينزلن عيسى إماماً مقسطاً وحكماً عـدلاً , ثم لئن قام على قبري فقال : يا محمد لأجيبنه " (3) . ولا وجه عندي لهذه الرواية إلا أن تكون الإجابة على الحقيقة , ولو كان المراد التجاوب بالوحي لما كان هناك مزيد اختصاص لمكان القبر دون سواه إن كان في النداء أو الإجابة فافهم !! 

إذاً قوله في الآخرة المراد به بعثه مرة أخرى للشهادة كما وعد الله تعالى في قوله : ﴿  وجئنا بك شهيداً على هؤلاء ) وقوله : ﴿ (  لرادك إلى معاد ﴾ وهذا بعينه الذي فهمه عمر من الآية , أعني كون شهادته ستكون في الدنيا , وقد علل عليه الصلاة والسلام سبب ولايته بينهما بأنه ليس بينهما نبي في الأولى والآخره , وهذا أيضاً لا يستقيم أن يكون المراد به الآخرة المعني بها ما بعد البعث يوم القيامة إذ لا وجه حينها بحال للقول أنه ليس بينه و بين عيسى عليه السلام نبي ، وإنما يستقيم هذا مع بعثه للشهادة في المرة الأخرى ثم يخلفه عيسى عليه السلام فيصح عندها أن لا يكون بينهما نـبي في الأولى والآخرة , فافهم هذا أيضاً !! .

روى ابن أبي شيبة عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا "  (4). يريد آخر عمر الدنيا ففيها يعز الدين بسلطان أهل البيت وتكون لهم الرفعة والنوال . قال عكرمة : لما نزلت هذه الآية : ﴿  وللآخرة خير لك من الأولى ﴾ قال : العباس : لا يدع الله نبيه فيكم إلا قليلاً لما هو خير له (5) . وقال تعالى : ﴿  ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض . تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم ﴾ (6) يعرّض بالوعد المنتظر !! . والآخرة هنا وفي قوله : ﴿  فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا ﴾ (7)وقوله : ﴿ فإذا جاء وعد الآخرة ليسئُوا وجوهكم وليدخلوا المسجد ﴾ (8) سواء فافهم !! , فإنه وعد وحق لا مرية فيه .
     
ثانيا : روى الخطيب البغدادي في التاريخ عن أبي مويهبة مولى رسول الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله : " إني أعطيت أو  ـ خيرت ـ مـا فتح الله تعالى على أمتي من بعدي والجنة أو ـ لقاء ربي "  ـ قلت : يا رسول الله اخترنا , فقال : " لأن ترد على عقبيها مـا شاء الله , فاخترت لقاء ربي "  ، فما لبث بعد ذلك سبعا أو ثمانيا حتى قبض(9). ورواه الدارمي في السنن بلفظ :  " أقبلت كقطع الليل يتبع آخرها أولها والآخرة أشر من الأولى , أوتيت مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة " (10). وفي مصنف عبد الرزاق عن طاووس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " خيرت بين أن أبقى حتى أرى ما يفتح على أمتي وبين التعجيل ، فاخترت التعجيل " (11). 
وعند الدارمي عن عمر بن قيس : أن رسـول الله صلى الله عليه وسلم قال :" إن الله أدرك بي الأجل المرحوم ، واختصر لي اختصاراً فنحن الآخرون ، ونحن السابقون يوم القيامة " (12). 

وعلى وفق هذه الروايات يكون الأصل هو بقاؤه إلى وقت الوعد المنتظر , ليقوم بحق الشهادة مع إخوانه من الرسل الذين رفعوا إلى السماء لحين تحقق الوعد , وإجابة دعوته وتحقيق طلبه باختيار جوار ربه لا ينسخ هذا الأصل ويبطل حكمته بل هو الاستثناء والأصل بقاؤه لحين إدراك ما يفتح على أمته .

  والمراد بهذا ما يكون من ظهور ونصر وتمكين آخر الزمان بتمكين حفيده المهدي المنتظر , فافهم هذه أخي المؤمن وتمسك بها ولا يفزعك عنها أيَّاً كان , فكلهم في الجهل سواء وكلهم في الجهل خطباء . 

وما جاز له بقاء الرسول صلى الله عليه وسلم حياً حتى يدركه جاز له عودته بعد وفاته ليحققه , ومن قال بانتفاء الحكمة والتقدير عن ذلك بعد وفاته مع التسليم به قبل وفاته وإجابة اختياره , لا شك أنه بحاجة للبرهان على صدق دعواه وهيهات أن يمكّن فيها من إقامة الدليل .

وجاء عن عمر رضي الله عنه القطع بحضور النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الفتح آخر الزمان في ما رواه ابن سعد في الطبقات عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه قال : لمَّا حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم الوفاة وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إئتوني بدواة وصحيفة أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا "  فقال عمر : من لفلانة ! وفلانة ! ، ـ مدائن الروم ـ ؟!! إن رسول الله ليس بميت حتى نفتتحها ، ولو مات لانتظرناه !!!! كما انتظرت بنو إسرائيل موسى ! . فقالت زينب زوج النبي صلى الله عليه وسلم : ألا تسمعون النبي يعهد إليكم ؟ فلغطوا ، فقال : " قوموا " ! فلما قاموا قبض النبي صلوات الله وسلامه عليه مكانه(13). 

قلت : قوله بالانتظار هنا أكدَّه بعد ذلك حين قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان معه على ذلك أكثر الصحابة (14). وما دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بعد تسليمهم للصديق أنه قبض ، وبقى قولهم بالانتظار لا يدعي رجوعهم وابن الخطاب عنه إلا كاذب ، والثابت أن رجوعهم كان عن قولهم بعدم وفاته . 

وقد علل عمر في سبب الانتظار زيادة على ما ذكر في هذا الأثر ، تحقيق الله برسوله الإشهاد والظهور وقد أشير لذلك في الصحيح . ومما يشهد لهذا المعنى ما روى ابن اسحاق بإسناده عن عكرمة عن ابن عباس قال : والله إني لأمشي مع عمر في خلافته وهو عامد إلى حاجة له وفي يده الدرة وما معه غيري , قال : وهو يحدِّث نفسه ويضرب وحشيّ قدمه بدرته , قال : إذ التفتَ إليَّ فقال : هل تدري ما كان حملني على مقالتي التي قلت حين توفي رسول الله ؟ .  قلت : لا أدري يا أمير المؤمنين , أنت أعلم ! . قال : فإني والله إن كان الذي حملني على ذلك إلا أني كنت أقرأ هذه الآية : ﴿ وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ﴾ فوالله إن كنت لأظن الرسول صلى الله عليه وسلم سيبقى في أمته حتى يشهد عليها بآخر أعمالها , فإنه للذي حملني على أن قلت ما قلت(15). وقال في اعتذاره بين يدي الصديق في يوم أخذه البيعة لأبي بكر : كنت رجوت أن يعيش رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يكون آخرنا(16). 

وقد كان عمر رضي الله عنه يجد في عودة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلهاما وتحديثا وهو من أكثر الصحابة الذين نقل عنهم في هذا الباب ، وسبق ذكر الدليل على أن عمر من المحدثين في هذه الأمة الذين يقاربون في المنزلة ، منزلة الأنبياء على مـا جاء عن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب "  (17). 

هذا بخصوص عمر من محدثي هذه الأمة ، أما المحدث الآخر فهو المهدي الذي قطع القرآن بإرساله آخر الزمان والسنة كذلك ، ذلك في قوله تعالى : ﴿  أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين . ثم تولوا عنه وقالوا معلَّم مجنون ﴾ وعن أبي هريرة عن رسـول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله لم يبعث نبيا ولا خليفة .. " (18). وذكر البخاري في الصحيح معلقا عن أبي أيوب الأنصاري رفعه بلفظ : " ما بعث الله من نبي ولا بعده من خليفة .. " . جعله قرينا في البعث مع النبي صلى الله عليه وسلم  تعظيما لشأن هذا الخليفة ، ويعد بهذا لا كسائر الخلفاء . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أبشركم بالمهدي يبعث على اختلاف من الناس وزلازل " (19).

 وظن الكثير أن لا حصر للمحدثين في هذه الأمة وهم بهذه المنزلة وليس الأمر كذلك بل هم على الحصر اثنان لا ثالث لهما ! ، الأول عمر رضي الله عنه ولو لم يبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم لبعث هو ، والثاني المهدي وقد قطع القرآن بإرساله كما قلت في سورة الدخان ووصفه بأخص صفات المحدثين وهي التعليم من الله عز وجل فقال :  ﴿  معلَّم  ﴾ .

ومما يشهد لهذا الأمر ما رواه ابن سعد في الطبقات عن عبدالرحمن ابن أبي الزناد قال : سمعت ابن أبي عتيق يحدث عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما من نبي إلا في أمته معلَّم أو معلَّمان ، وإن يكن في أمتي أحد فابن الخطاب ، إن الحق على لسان عمر وقلبه " (20).

 وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم هما اثنان ، عمر والمهدي !! ، والمهدي أحق بهذا الوصف ، كيف لا وقد زيد له بما يعد أرفع مرتبة من مجرد التحديث وهي ( الرؤيا )!! ، وقد جاء عن رسولنا صلى الله عليه وسلم التصريح بأنها جزء من الوحي والنبوة المتبقية بعده آخر الزمان ، الذي هو زمان المهدي ، وهو المراد بالذكر في سورة الدخان ، قوله تعالى : ﴿  أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين . ثم تولوا عنه وقالوا معلَّم مجنون ﴾ (21) فمعلَّم هنا المراد به : المحدَّث ، المكلَّم ، المعلَّم ، كل هذا سواء . والمُعلَّم هو الذي يعلمه الله ويلهمه ويلقي في روعه ما يشاء من الحق كحال عمر رضي الله عنه ، وعلى هذا لو كان المراد بآيات سورة الدخان محمد صلى الله عليه وسلم لما ذكر المُعَلَّم في وصف ذاك الرسول ، لأن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أعظم وأجل من المهدي وعمر ، ومنزلته في النبوة أرفع بكثير من منزلة المُعَلَّم . وجاء في أول رواية عبدالرحمن بن أبي الزناد عن عبدالرحمن بن عوف أنه كان يقول إذا خطب عمر رضي الله عنه : أشهد أنك معلَّم (22). 

ثالثا :  عن أبي الوازع عن عبد الله بن بسر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ليدركنّ الدجال من رآني" (23). وعن أبي عبيدة قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " لعله سيدركه من قد رآني وسمع كلامي " (24). 

هذا وكنت سابقاً في كتابي ذكرت على وفق هذا الحديث أن فيه ما يبشر بإكرام الله تعالى الطائفة المنصورة التي تدرك الدجال , برؤية النبي صلى الله عليه وسلم بالمنام إذ لا يحمل ظاهر الحديث وهو من باب الخبر إلا على هذا الوجه , إذ كيف يمكن لمن يدرك الدجال وهو من الأمور التي تقع آخر الزمان إلا على هذا الوجه , وقد قلت هذا في الكتاب من قبل من باب الإلزام وإثبات تعلق رؤية النبي صلى الله عليه وسلم بالمنام بأمر المهدي إذ هذا أوفق ما يحمل عليه ظاهر الحديث . 

وأزيد هنا ما لم أكن أرى الإفصاح عنه هناك , وهو أن المراد بهذه الأحاديث الإشارة إلى عودته عليه الصلاة والسلام آخـر الزمان , وأنه هو الذي سيدرك الدجال ويقتله مع عيسى عليهما الصلاة والسلام . ويكون على هذا من يدرك الدجال سيتمكن من إدراك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرؤية والسماع , وهذا هو المتبادر إلى الذهن عند سماع لفظ الحديث , والصحابة رضي الله عنهم قد اتفقوا على هذا الفهم وأجروا الحديث على ظاهره حتى اعتقدوا أن الذي يقتله الدجال هو عمر رضي الله عنه .

 وقد يقال : لعل هذا منه صلى الله عليه وسلم قبل أن يوحى له بأمر الدجال ويُفصل في أمره كما ورد مثل هذا القول على لسان ابن تيمية وابن كثير في أمر الدجال في غير ما نحن فيه هنا , وهذا وهم وتساهل منهما إذ الكلام منه في الإخبار لا يكون إلا من وحي والوحي لا يجوز فيه مثل ما قالوا , والمعتمد ما فهم الصحابة وعلى وفق ظاهره ظنوا ما ذُكر في عمر رضي الله عنه . 
    
رابعا : روى مالك ومسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه يوماً : " وددت أنّا قد رأينا إخواننا" (25). وروي عن أنس بلفظ : " متى ألقى إخواني " . وعن ابن أبي أوفى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم  قال : " يا عمر إني لمشتاق إلى إخواني" (26). وكل هذه الأحاديث وما في معناها إشارات منه لعودته عليه الصلاة السلام , والرؤية المطلوبة هنا رؤية خاصة اقتضى أمرها هذا التشوق والخصوص , ولو كانت رؤيا عامة تتحقق بعد البعث حين يجمع الله الخلائق لكان الأنبياء والرسل أحق بها من هؤلاء .
 

 

 

مواضيع الفصل الثاني

ما ورد في السنة في هذا الأمر

قـول رسـول الله عن عيسى : يريد استخلاف حقيقي
قول رسول الله عـن عيسى :" " إشارة لعودته
تخيير رسـول الله للخلود في الدنيا وإدراك الفتوح على أمتـه دليلا على جـواز بقائه حتـىيـدرك آخرها كما ظن ذلك عمر 
عمر يقطع بإدراك رسول الله للفتوح حتى لو مات , فإنه سيعود ليحضرها
وإشهاد رسول الله على أعمال آخر أمته من دواعي عودة رسول الله أو بقائه عند عمر
عمر كان يُحدَّث بعودة رسول الله آخر الزمان
لو لم يبعث رسول الله لبعث عمر
ثاني المحدثين في الأمة المهدي
القرآن والسنة نصا على إرسال المهدي
أخطأ من ظن أن التحديث سيقع لغير عمر والمهدي
الرؤيا أرفع مرتبة من الإلهام في الوحي
المعلَّم الذي يعلمه الله ويلهمه ويلقي في روعه مـا يشاء
لو كان المراد بسورة الدخان محمد رسـول الله لما وصف بالمعلَّم
عبدالرحمن بن عوف يشهد أن عمر معلَّم
قـول رسـول الله : إشارة لعودته
تمني رسول الله رؤيةإخـوانه الذين يكونون بعده وتشوقه لذلك من باب التلميح لعودته
 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( 1 ) مسلم شرح النووي ( 15 / 119 ) .

( 2 ) الطبراني في الصغير ( 2 / 30 ) .

( 3 ) رواه أبو يعلى ( 11 / 462 ) .

( 4 ) رواه في المصنف .

( 5 ) أخرجه ابن مردويه .

( 6 ) سورة الأنفال ( 67 ) .

( 7 ) سورة الإسراء ( 104 ) .

( 8 ) سورة الإسراء ( 7 ) .

( 9 )  التاريخ للخطيب البغدادي  ( 8 / 222 ) .

( 10 )  سنن الدارمي ( 1 / 36 ) .

( 11 )  المصنف ( 11 / 99 ) .

( 12 ) رواه الدارمي في سننه (1/200) . وأشار إلى هذا الحديث ابن كثير في تاريخه من وجه آخر عن هشام بن عمار وفي لفظه تحريف ، ومما ورد فيه : ( ..وأخذني لقربه ) . ومعنى الاختصار هنا صريح في عودة المصطفى صلى الله عليه وسلم  ولا وجه لاختصار المدة إلا أن يكون المراد بذلك عودته . البداية والنهاية (3/275) .

( 13 ) الطبقات لابن سعد (2/118) . في اسناد هذه الرواية كلام والقصة المذكورة فيه رويت في الصحيح ما عدا قول عمر : ليس بميت ، ولو مات لانتظرناه كما انتظرت بنو إسرائيل موسى . وهو عين ما قاله والكثير من الصحابة بعد قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وليس هذا ما ينكر في الرواية المذكورة بما أنه ذكر في غيرها ، وإنما الأهم عندي أن عمر رضي الله عنه ذكر ما ذكر على حسب هذه الرواية ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع !! ، ولئن كانت هذه الرواية وقعت فعلا ، فلا شك أن في ذلك إقرارا من النبي صلى الله عليه وسلم ، خصوصا أنه جاء عن رسول الله أنه لم يقبض إلا بعد ذلك بثلاثة أيام ، ولا يجوز تأخير البيان والحاجة مقتضية له . ومما يثبت سكوت النبي صلى الله عليه وسلم عما قال عمر رضي الله عنه في ذلك المجلس ، أن عمر بقى عليه وقاله بعد قبضه . وكما عد سكوت النبي عن عمر رضي الله عنه لما قال في تلك القصة يكفينا كتاب الله ـ يريد عما كان سيكتبه رسول الله ـ إقرارا ، فلا شك أن ما قلته في شأن الانتظار يعد إقرارا كذلك لأنه صلى الله عليه وسلم سكت ولم يعقب .        

( 14 )  ذكره ابن سعد عن أبي سلمة بن عبدالرحمن عن بعض الصحابة . الطبقات لابن سعد (2/271) . وأبو الأسود في المغازي ذكره عنه في الفتح .

( 15 ) السيرة لابن هشام ( 4/ 286 ) .

( 16 ) رواه البخاري ، وابن سعد ، والبيهقي في الاعتقاد (343) ، وغيرهم .

( 17 ) رواه أحمد في المسند (28/624) ، والترمذي وحسنه (5/578) ، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي

( 18 ) رواه البخاري في الأدب المفرد وعنه الترمذي في سننه وصححه .

( 19 ) رواه أحمد في المسند عن أبي سعيد .

( 20 ) الطبقات لابن سعد (2/255) .

( 21 ) سورة الدخان (13-14) .

( 22 ) الطبقات لابن سعد (2/255) .

( 23 ) راجع نهاية الفتن لابن كثير  ( 1 / 98 ) .

( 24 ) رواه الترمذي وأبو داود وأبو يعلى والعقيلي . راجع تعليقي على هذه الأحاديث في كتاب ( وجوب الاعتزال 2/154) .

( 25 ) الموطأ ( 29 ) , ومسلم ( 3 / 138 ) , وأحمد ( 2 / 408 ) .

( 26 ) راجع تخريج هذه الآثار والتعليق عليها في كتاب ( وجوب الاعتزال 2/170) .