الفصل الأول بعد المائتين
وبعد أن دخل يسوع الهيكل أحضر إليه الكتبة والفريسيون امرأة أخذت في زنى ، وقالوا فيما بينهم : إذا خلصها فذلك مضاد لشريعة موسى فيكون عندنا مذنبا وإذا دانها فذلك مضاد لتعليمه لأنه يبشر الرحمة ، فتقدموا إلى يسوع وقالوا : يا معلم لقد وجدنا هذه المرأة وهي تزني ، وقد أمر موسى أن ( مثل هذه ) ترجم ، فماذا تقول أنت ؟ ، فانحنى من ثم يسوع وصنع بإصبعه مرآة على الأرض رأى فيها كل إثمه ، ولما ظلوا يلحون بالجواب انتصب يسوع وقال مشيرا بإصبعه إلى المرآة : من كان منكم بلا خطيئة فليكن أول راجم لها ، ثم عاد فانحنى مقلبا المرآة ، فلما رأى القوم هذا خرجوا واحدا فواحدا مبتدئين من الشيوخ لأنهم خجلوا أن يروا رجسهم ، ولما انتصب يسوع ولم ير أحدا سوى المرأة قال : أيتها المرأة أين الذين دانوك ؟ ، فأجابت المرأة باكية : يا سيد قد انصرفوا فإذا صفحت عني فإني لعمر الله لا أخطئ فيما بعد ، حينئذ قال يسوع : تبارك الله ، اذهبي في طريقك بسلام ولا تخطئي فيما بعد لأن الله لم يرسلني لأدينك ، حينئذ اجتمع الكتبة والفريسيون فقال لهم يسوع : قولوا لي لو كان لأحدكم مائة خروف وأضاع واحدا منها ألا ينشده تاركا التسعة والتسعين ؟ ، ومتى وجدته ألا تضعه على منكبيك ، وبعد أن تدعو الجيران تقول لهم : ( افرحوا معي لأني وجدت الخروف الذي فقدته ) ، حقا إنك تفعل هكذا ، ألا قولوا لي أيحب الله الإنسان أقل من ذلك وهو لأجله قد خلق العالم ؟ ، لعمر الله هكذا يكون فرح في حضرة ملائكة الله بخاطئ واحد يتوب لأن الخطاة يظهرون رحمة الله .
Powered by Backdrop CMS