الفصل المائتان


حينئذ التفت يسوع إلى لعازر وقال : يجب علي أيها الأخ أن أمكث في العالم هنيهة ، فمتى كنت على مقربة من بيتك لا أذهب إلى محل آخر قط لأنك تخدمني لا حبا فيّ بل حبا في الله ، وكان فصح اليهود قريبا لذلك قال يسوع لتلاميذه : لنذهب إلى أورشليم لنأكل حمل الفصح ، وأرسل بطرس ويوحنا إلى المدينة قائلا : تجدان أتانا بجانب باب المدينة مع جحش ، فحلاها وأتيا بها إلى هنا لأنه يجب أن أركبها إلى أورشليم ، فإذا سألكما أحد قـائلا : ( لماذا تحلانها ؟ ) فقولا لهم : المعلم محتاج إليها ، فيسمحان لكما بإحضارها ، فذهب التلميذان فوجدا كل ما قال لهما يسوع عنه ، فأحضرا الأتان والجحش ، فوضع التلميذان رداءيهما على الجحش وركب يسوع ، وحدث أنه لما سمع أهل أورشليم أن يسوع الناصري آت فرح الناس مع أطفـالهم متشوقين لرؤية يسوع ، حاملين في أيديهم أغصـان النخل والزيتون مرنميـن ( تبـارك الآتي النبأ بإسم الله مرحبا بإبن داود ) ، فلما بلغ يسوع المدينة فرش الناس ثيابهم تحت أرجل الأتان مرنمين : ( تبارك الآتي النبأ بإسم الرب الإله مرحبا بابن داود ) ، فوبخ الفريسيون يسوع قائلين : ألا ترى ما يقول هؤلاء ؟ مُرهم أن يسكتوا ، حينئذ قال يسوع : لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته لو سكت هؤلاء لصرخت الحجارة بكفر الأشرار الأردياء ، ولما قال يسوع هذا صرخت حجارة أورشليم كلها بصوت عظيم : تبارك الآتي إلينا بإسم الرب الإله ، ومع ذلك أصر الفريسيون على عدم إيمانهم ، وبعد أن التأموا ائتمروا ليتسقطوه بكلامه .