الفصل الثاني بعد المائتين


قولوا لي من هو أشد حبا للطبيب أألذين لم يمرضوا مطلقا أم الذين شفاهم الطبيب من أمراض خطرة ؟ ، قال له الفريسيون : وكيف يحب الصحيح الطبيب ؟ حقا إنما يحبه لأنه ليس بمريض ولما لم تكن له معرفة بالمرض لا يحب الطبيب إلا قليلا ، حينئذ تكلم يسوع بحدة الروح قائلا : لعمر الله أن لسانكم يدين كبرياءكم ، لأن الخاطئ التائب يحب إلهنا أكثر من البار لأنه يعرف رحمة الله العظيمة له ، لأنه ليس للبار معرفة برحمة الله ، لذلك يكون الفرح عند ملائكة الله بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين بارا ، أين الأبرار في زمننا ؟ ، لعمر الله الذي تقف نفسي بحضرته أن عدد الأبرار غير الأبرار لعظيم ، لأن حالهم شبيهة بحال الشيطان ، أجاب الكتبة والفريسيون : إننا خطاة لذلك يرحمنا الله ، وهم إنما قالوا هذه ليجربوه ، لأن الكتبة والفريسيون يحسبون أكبر إهانة أن يدعوا خطاة ، فقال حينئذ يسوع : إني أخشى أن تكونوا أبرارا غير أبرار ، فإنكم إذا كنتم قد أخطأتم وتنكرون خطيئتكم داعين أنفسكم أبرارا فأنتم غير أبرار ، وإذا كنتم تحسبون أنفسكم في قلوبكم أبرارا وتقولون بلسانكم أنكم خطاة فتكونون إذا أبرارا غير أبرار مرتين ، فلما سمع الكتبة والفريسيون هذا تحيروا وانصرفوا تاركين يسوع وتلاميذه في سلام فذهبوا إلى بيت سمعان الأبرص الذي كان أبرأه من البرص ، فجمع الأهلون المرضى إلى بيت سمعان وضرعوا إلى يسوع لإبراء المرضى ، حينئذ قال يسوع وهو عالم أن ساعته قد اقتربت : ادعوا المرضى ما بلغوا لأن الله رحيم وقادر على شفائهم ، أجابوا : لا نعلم أنه يوجد مرضى آخرون هنا في أورشليم ، أجاب يسوع باكيا : يا أورشليم يا إسرائيل إني أبكي عليك لأنك لا تعرفين ( يوم ) حسابك ، فإني أحببت أن أضمك إلى محبة الله خالقك كما تضم الدجاجة فراخها تحت جناحيها فلم تريدي ، لذلك يقول الله لك هكذا .