الفصل التاسع والتسعون
ولما خلا يسوع بكهف في البرية في تيـرو على مقربة من الأردن دعا الاثنين والسبعين مع الاثني عشر ، وبعد أن جلس على حجر أجلسهم بجانبه وفتح فاه متنفسا الصعداء وقال : لقد رأينا اليوم إثما عظيما في اليهودية وفي إسرائيل وهو إثم يخفق له قلبي في صدري من خشية الله ، الحق أقول لكم أن الله غيور على كرامته ويحب إسرائيل كعاشق ، وأنتم تعلمون أنه متى كلف شاب بامرأة لا تحبه بل تحب آخر ثار حنقه وقتل نده ، إني أقول لكم هكذا يفعل الله ، لأنه عندما أحب إسرائيل شيئا بسببه نسي الله ، أبطل الله ذلك الشيء ، أي شيء أحب إلى الله هنا على الأرض من الكهنوت والهيكل المقدس ؟ ، ومع هذا لما نسي الشعب الله في زمن إرميا النبي وفاخروا بالهيكل فقط إذ لم يكن له نظير في العالم كله أثار الله غضبه بواسطة نبوخذ نصر ملك بابل ومكَّنه وجيشه من المدينة المقدسة فأحرقها وأحرق الهيكل المقدس ، حتى أن الأشياء المقدسة التي كان أنبياء الله يرتجفون من مسها ديست تحت أقدام الكفار المملوئين إثما ، وأحب إبراهيم ابنه اسماعيل أكثر قليلا مما ينبغي لذلك أمر الله ابراهيم أن يذبح ابنه ليقتل المحبة الأثيمة في قلبه وهو أمر كان فعله لو قطعت المدية ، وأحب داود ابشالوم حبا شديدا لذلك سمح الله أن يثور الإبن على أبيه فتعلق بشعره وقتله أيوب ، ما أرهب حكم الله أن ابشالوم أحب شعره أكثر من كل شيء فتحول حبلا علق به ، وأوشك أيوب البر أن يفرط في حب أبنائه السبعة وبناته الثلاث فدفعه الله إلى يد الشيطان فلم يأخذ منه أبناءه وثروته في يوم واحد فقط بل ضربه أيضا بداء عضال حتى كانت الديدان تخرج من جسده مدة سبع سنين ، وأحب أبونا يعقوب ابنه يوسف أكثر من أبنائه الآخرين لذلك قضى الله ببيعه وجعل يعقوب يخدع من هؤلاء الأبناء أنفسهم حتى أنه صدّق أن الوحش افترس ابنه فلبث عشر سنوات نائحا .
Powered by Backdrop CMS