الفصل الثامن والتسعون

 


ولما قـال هذا انصرف الجمهـور مع الكاهن والوالي مع هيرودس و هم يتحاجون في يسوع وتعليمه ، لذلك رغب الكاهن إلى الوالي أن يكتب بالأمر كله إلى رومية إلى مجلس الشيوخ ففعل الوالي كذلك ، لذلك تحنن مجلس الشيوخ على إسرائيل وأصدر أمرا أنه ينهى ويتوعد بالموت كل أحد يدعو يسوع الناصري نبي اليهود إلها أو ابن الله ، فعلق هذا الأمر في الهيكل منقوشا على النحاس ، وبعد أن انصرف الفريق الأكبر من الجمع بقي نحو خمسة آلاف رجل خلا النساء والأطفال ، لم يتمكنوا من الانصراف كالآخرين لان السفر أعياهم ولأنهم لبثوا يومين بدون خبز إذ كانوا لشدة تشوقهم لرؤية يسوع نسوا أن يحضروا معهم شيئا منه فكانوا يقتاتون بالعشب الأخضر ، فلما رأى يسوع هذا أخذته الشفقة عليهم وقال لفيلبس : أين نجد خبزا لهم لكيلا يهلكون من الجوع ؟ ، أجاب فيلبس : يا سيدي إن مئتي قطعة من الذهب لا تكفي لشراء ما يتبلغون به من الخبز ، حينئذ قال اندراوس : هنا غلام معه خمسة أرغفة وسمكتان ولكن ما عسى أن تكون بين هذا العدد الجم ؟ ، أجاب يسوع : أجلس الجمع ، فجلسوا على العشب خمسين خمسين وأربعين أربعين ، حينئذ قال يسوع : باسم الله ، وأخذ الخبز وصلى لله ثم كسر الخبز وأعطاه للتلاميذ والتلاميذ أعطوه للجمع ، وفعلوا كذلك بالسمكتين ، فأكلوا كلهم وشبعوا ، حينئذ قال يسوع : اجمعوا الباقي ، فجمع التلاميذ تلك الكسر فملأت اثنتي عشر قفة ، حينئذ وضع كل أحد يده على عينيه قائلا : أمستيقظ أنا أم حالم ؟ ، ولبثوا جميعهم مدة ساعة كأنهم مجانين بسبب الآية العظمى ، ثم بعد أن شكر يسوع لله صرفهم ، إلا اثنين وسبعين رجلا لم يشاءوا أن يتركوه ، فلما رأى يسوع إيمانهم اختارهم تلاميذ .