الفصل الرابع والتسعون

 


ولما قال يسوع هذا عاد فقال : إني أشهد أمام السماء وأشهد كل ساكن على الأرض أني بريء من كل ما قال الناس عني من أني أعظم من بشر ، لأني بشر مولود من امرأة وعرضة لحكم الله أعيش كسائر البشر عرضة للشقاء العام ، لعمر الله الذي تقف نفسي بحضرته أنك أيها الكاهن قد أخطأت خطيئة عظيمة بالقول الذي قلته ، ليلطف الله بهذه المدينة المقدسة حتى لا تحل بها نقمة عظيمة لهذه الخطيئة ، فقال حينئذ الكاهن : ليغفر لنا الله أما أنت فصل لأجلنا ، ثم قال الوالي وهيرودس: يا سيد إنه لمن المحال أن يفعل بشر ما أنت تفعله فلذلك لا نفقه ما تقول ، أجاب يسوع : إن ما تقوله لصدق أن الله يفعل صلاحا بالإنسان كما أن الشيطان يفعل شرا ، لأن الإنسان بمثابة حانوت من يدخله برضاه يشتغل ويبيع فيه ، ولكن قل لي أيها الوالي وأنت أيها الملك أنتما تقولان هذا لأنكما أجنبيان عن شريعتنا لأنكما لو قرأتما العهد وميثاق إلهنا لرأيتما أن موسى حول بعصاه البحر دما ، الغبار براغيث ، والندى زوبعة ، والنور ظلاما ، أرسل الضفادع والجرذان على مصر فغطت الأرض ، وقتل الأبكار وشق البحر وأغرق فيه فرعون ، ولم أفعل شيئا من هذه ، وكل يعترف بأن موسى إنما هو الآن رجل ميت ، أوقف يشوع الشمس وشق الأردن وهما ما لم أفعله حتى الآن ، وكل يعترف بأن يشوع إنما هو الآن رجل ميت ، وأنزل إيليا النار من السماء عيانا وأنزل المطر وهما مما لم أفعله ، وكل يعترف بأن إيليا إنما هو بشر ، كثيرون آخرون من الأنبياء والأطهار وأخلاء الله فعلوا بقوة الله أشياء لا تبلغ كنهها عقول الذين لا يعرفون إلهنا القدير الرحيم المبارك إلى الأبد .