الفصل الثامن عشر بعد المائة

 


فقال حينئذ يسوع : إنكم تقولون الحق لأن إسرائيل كان الآن راغبا في إقامة عبادة الأصنام التي في قلوبهم إذ حسبوني إلها ، وكثيرون منهم قد احتقروا الآن تعليمي قائلين أنه يمكنني أن أجعل نفسي سيد اليهودية كلها إذا اعترفت بأنني إله ، وأني مجنون إذ رضيت أن أعيش في الفاقة في أنحاء البرية دون أن أقيم على الدوام بين الرؤساء في عيش رغيد ، ما أتعسك أيها الإنسان الذي تحترم النور الذي يشترك فيه الذباب والنمل وتحتقر النور الذي تشترك فيه الملائكة والأنبياء وأخلاء الله الأطهار خاصة ، فإذا لم تحفظ العين يا أندراوس فإني أقول لك أن عدم الانغماس في الشهوة حينئذ من المحال ، لذلك قال إرميا النبي باكيا بشدة : ( عين لص يسرق نفسي ) ، ولذلك صلى داود أبونا بأعظم شوق لله أبينا أن يحول عينيه لكي لا يرى الباطل ، لأن كل ما له نهاية إنما هو باطل قطعا ، قل لي إذاً إذا كان لأحد فلسان يشتري بهما خبزا أفيصرفهما مشتريا دخانا ؟ ، لا البتة لأن الدخان يضر العينين ولا يقيت الجسم ، فعلى الإنسان أن يفعل هكذا لأنه يجب عليه ببصر عينيه الخارجي وبصر عقله الداخلي أن يطلب ليعرف الله خالقه ومرضاة مشيئته وأن لا يجعل غرضه المخلوق الذي يجعله يخسر الخالق .