الفصل السابع عشر بعد المائة
أجاب إيليا : ( إنك من سبط لاوي ولأنك نظرت وأنت داخل هيكل لله إلى امرأة بشهوة على مقربة من المقدس أزال إلهنا بصرك ) ، فقال حينئذ الضرير باكيا : ( أغفر لي يا نبي الله الطاهر لأني قد أخطأت إليك في الكلام وإني لو أبصرتك لما كنت أخطأت ) ، فأجاب إيليا : ( ليغفر لك إلهنا أيها الأخ ، لأني أعلم أنك فيما يخصني قد قلت الصدق ، لأني كلما ازددت بغضا لنفسي ازددت محبة لله ، لو رأيتني لخمدت رغبتك التي ليست مرضية لله ، لان إيليا ليس هو خالقك بل الله ) ، ثم قال إيليا باكيا : ( إني أنا الشيطان فيما يختص بك لأني أحولك عن خالقك ، فابك أيها الأخ إذ لم يكن لك نور يريك الحق من الباطل لأنه لو كان لك ذلك لما احتقرت تعليمي ، لذلك أقول لك أن كثيرين يتمنون أن يروني ويأتون من بعيد ليروني وهم يحتقرون كلامي ، لذلك كان خيرا لهم لخلاصهم أن لا يكون لهم عيون ، لأن كل من يجد لذة في المخلوق أيا كان ولا يطلب أن يجد لذة في الله فقد صنع صنما في قلبه وترك الله ) ، ثم قال يسوع متنهدا : أفهمتم كل ما قاله إيليا ؟ ، أجاب التلاميذ : حقا لقد فهمنا وإننا لحيارى من العلم بأنه لا يوجد هنا على الأرض إلا قليلون من الذين لا يعبدون الأصنام .
Powered by Backdrop CMS