الفصل السابع والتسعون
ومع أني لست مستحقا أن أحل سير حذائه قد نلت نعمة ورحمة من الله لأراه ، فأجاب حينئذ الكاهن مع الوالي والملك قائلين : لا تزعج نفسك يا يسوع قدوس الله لأن هذه الفتنة لا تحدث في زمننا مرة أخرى ، لأننا سنكتب إلى مجلس الشيوخ الروماني المقدس بإصدار أمر ملكي أن لا أحد يدعوك فيما بعد الله أو ابن الله ، فقال حينئذ يسوع : إن كلامكم لا يعزيني لأنه يأتي ظلام حيث ترجون النور ، ولكن تعزيتي هي في مجيء الرسول الذي سيبيد كل رأي كاذب فيّ وسيمتد دينه ويعم العالم بأسره لأنه هكذا وعد الله أبانا ابراهيم ، وإن ما يعزيني هو أن لا نهاية لدينه لأن الله سيحفظه صحيحا ، أجاب الكاهن : أيأتي رسل آخرون بعد مجيء رسول الله ؟ فأجاب يسوع : لا يأتي بعده أنبياء صادقون مرسلون من الله ، ولكن يأتي عدد غفير من الأنبياء الكذبة وهو ما يحزنني ، لأن الشيطان سيثيرهم بحكم الله العادل فيتسترون بدعوى إنجيلي ، أجاب هيرودس : كيف أن مجيء هؤلاء الكافرين يكون بحكم الله العادل ؟ ، أجاب يسوع : من العدل أن من لا يؤمن بالحق لخلاصه يؤمن بالكذب للعنته لذلك أقول لكم أن العالم كان يمتهن الأنبياء الصادقين دائما وأحب الكاذبين كما يشاهد في أيام ميشع وإرميا لأن الشبيه يحب شبيهه ، فقال حينئذ الكاهن : ماذا يسمى مسيا وما هي العلامة التي تعلن مجيئه ؟ ، أجاب يسوع : إن اسم مسيا عجيب لأن الله نفسه سماه لما خلق نفسه ووضعها في بهاء سماوي ، قال الله (( اصبر يا محمد لأني لأجلك أريد أن أخلق الجنة والعالم وجما غفيرا من الخلائق التي أهبها لك حتى أن من يباركك يكون مباركا ومن يلعنك يكون ملعونا ، ومتى أرسلتك إلى العالم أجعلك رسولي للخلاص وتكون كلمتك صادقة حتى أن السماء والأرض تهنان ولكن إيمانك لا يهن أبدا )) ، إن اسمه المبارك محمد ، حينئذ رفع الجمهور أصواتهم قائلين : يا الله أرسل لنا رسولك يا محمد تعال سريعا لخلاص العالم .
Powered by Backdrop CMS