الفصل الخامس والتسعون

 


وعليه فإن الوالي والكاهن والملك توسلوا إلى يسوع أن يرتقي مكانا مرتفعا ويكلم الشعب تسكينا لهم ، حينئذ ارتقى يسوع أحد الحجارة الإثنتي عشرة التي أمر يشوع الإثني عشر سبطا أن يأخذوها من وسط الأردن عندما عبر إسرائيل من هناك دون أن تبتل أحذيتهم ، وقال بصوت عال : ليصعد كاهننا إلى محل مرتفع حيث يتمكن من تحقيق كلامي ، فصعد من ثم الكاهن إلى هناك ، فقال له يسوع بوضوح يتمكن كل واحد من سماعه : قد كتب في عهد الله الحي وميثاقه أن ليس لإلهنا بداية ولا يكون له نهاية ، أجاب الكاهن : لقد كتب هكذا هناك ، فقال يسوع : إنه كتب هناك أن إلهنا قد برأ كل شيء بكلمته فقط ، فأجاب الكاهن : إنه لكذلك ، فقال يسوع : إنه مكتوب هناك أن الله لا يرُى وأنه محجوب عن عقل الإنسان لأنه غير متجسد وغير مركب وغير متغير ، فقال الكاهن : إنه لكذلك حقا ، فقال يسوع : إنه مكتوب هناك كيف أن سماء السموات لا تسعه لأن إلهنا غير محدود ، فقال الكاهن : هكذا قال سليمان النبي يا يسوع ، قال يسوع : إنه مكتوب هناك أن ليس لله حاجة لأنه لا يأكل ولا ينام ولا يعتريه نقص ، قال الكاهن : إنه لكذلك ، قال يسوع : إنه مكتوب هناك أن إلهنا في كل مكان وأن لا إله سواه الذي يضرب ويشفي ويفعل كل ما يريد ، قال الكاهن : هكذا كتب ، حينئذ رفع يسوع يديه وقال : أيها الرب إلهنا هذا هو إيماني الذي آتي به إلى دينونتك شاهدا على كل من يؤمن بخـلاف ذلك ، ثم التفت إلى الشعب وقال : توبوا لأنكم تعرفون خطيئتكم من كل ما قال الكاهن أنه مكتوب في سفر موسى عهد الله إلى الأبد ، فإني بشر منظور وكتلة من طين تمشي على الأرض وفان كسائر البشر ، وأنه كان لي بداية وسيكون لي نهاية وأني لا أقدر أن ابتدع خلق ذبابة ، حينئذ رفع الشعب أصواتهم باكين وقالوا : لقد أخطأنا إليك أيها الرب إلهنا فارحمنا ، وتضرع كل منهم إلى يسوع ليصلي لأجل أمن المدينة المقدسة لكيلا يدفعها الله في غضبه لتدوسها الأمم ، فرفع يسوع يديه وصلى لأجل المدينة المقدسة ولأجل شعب الله وكل يصرخ : ليكن كذلك آمين .