الفصل الخامس والستون بعد المائة
ولكن اسمعوا ما يقول الله على لسان يوئيل النبي : ( لعمري ( يقول ) إلهكم لا أريد موت الخاطئ بل أود أن يتحول إلى التوبة ) ، أيقدر الله إذاً ما لا يريده ؟ ، تأملوا ما يقول الله وما يقول فريسيو الزمن الحاضر ، يقول الله أيضا على لسان النبي إشعيا : ( دعوت فلم تصغوا إلي ) ، وما أكثر ما دعا الله ، فاسمعوا ما يقول على لسان هذا النبي نفسه : ( بسطت يدي طول النهار إلى شعب لا يصدقني بل يناقضني ) ، فإذا قال فريسيونا أن المنبوذ لا يقدر أن يصير مختارا فهل يقولون سوى أن الله يستهزئ بالبشر كما لو استهزأ بأعمى يريه شيئا أبيض وكما لو استهزأ بأصم يكلمه في أذنيه ؟ ، أما كون المختار يمكن أن ينبذ فتأملوا ما يقول إلهنا على لسان حزقيال النبي : ( يقول الله لعمري إذا رجع البار عن بره وارتكب الفواحش فإنه يهلك ولا أذكر فيما بعد شيئا من بره فإن بره سيخذله أمامي فلا ينجيه وهو متكل عليه ) ، أما نداء المنبوذين فماذا يقول الله فيه على لسان هوشع سوى هذا : ( إنى ادعوا شعبا غير مختار فأدعوهم مختارين ) ، إن الله صادق ولا يمكن أن يكذب وإن الله لما كان هو الحق فهو يقول الحق ، ولكن فريسيي الوقت الحاضر يناقضون الله كل المناقضة بتعليمهم .
Powered by Backdrop CMS