الفصل الرابع والثلاثون بعد المائة
أما الذين يثمرون تينا حسنا فهم المعلمون الحقيقيون الذين يبشرون بالتعليم الصالح ، ولكن العالم الذي يسر بالكذب يطلب من المعلمين أوراقا من الكلام والمداهنة المزوقين ، فمتى رأى الشيطان ذلك أضاف نفسه مع الجسد والحس وأتى بمقدار وافر من الأوراق أي مقدار من الأشياء الأرضية التي يعطي بها الخطيئة ، فمتى أخذها الإنسان اعتل وأمسى على وشك الموت الأبدي ، أما أحد الأهالي الذي عنده ماء ويعطي ماءه للآخرين ليغسلوا وسخهم ويترك ثيابه تنتن فهو المعلم الذي يبشر الآخرين بالتوبة أما هو نفسه فيلبث في الخطيئة ، ما أتعس هذا الإنسان لأن لسانه نفسه يخط في الهواء القصاص الذي هو أهل له لا الملائكة ، لو كان لأحد لسان فيل وكان سائر جسده صغيرا بقدر نملة أفلا يكون هذا الشيء من خوارق الطبيعة ؟ ، بلى البتة ، فالحق أقول لكم أن من يبشر الآخرين بالتوبة ولا يتوب هو عن خطاياه لأشد غرابة من ذاك ، أما الرجلان بائعا التفاح فأحدهما من يبشر لأجل محبة الله، فهو لذلك لا يداهن أحدا بل يبشر بالحق طالبا معيشة فقير فقط ، لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته أن العالم لا يقبل رجلا كهذا بل هو حري بأن يحتقره ، ولكن من يبيع القشر بزنته ذهبا ( ويهب التفاحة ) فإنما هو من يبشر ليرضى الناس ، وهكذا متى داهن العالم أتلف النفس التي تتبع مداهنته ، آه كم وكم من أناس هلكوا لهذا السبب ؟ ، حينئذ أجاب الكاتب وقال : كيف يجب على الإنسان أن يصغي إلى كلمة الله وكيف يمكن لأحد أن يعرف الذي يبشر لأجل محبة الله ؟ ، أجاب يسوع : إنه يجب أن يصغي إلى من يبشر متى بشر بتعليم صالح كان المتكلم هو الله لكنه يتكلم بفمه ، ولكن من يترك التوبيخ على الخطايا محابيا بالوجوه ومداهنا أناس خصوصيين فيجب تجنبه كأفعى مخوفة لأنه بالحقيقة يسم القلب البشري ، أتفهمون ؟ ، الحق أقول لكم أنه كما لا حاجة بالجريح إلى عصائب جميلة لعصب جراحه بل يحتاج بالحري إلى مرهم جيد هكذا لا حاجة بالخاطئ إلى كلام مزوق بل بالحري إلى توبيخات صالحة لكي ينقطع عن الخطيئة .
Powered by Backdrop CMS