الفصل الرابع والعشرون بعد المائة
أجاب يسوع بمثل : يذهب رجل ليصطاد بشبكة فيمسك فيها سمكا كثيرا والرديء منه يطرحه ، ذهب رجل ليزرع وإنما الحبة التي تقع على أرض صالحة هي التي تحمل بذورا ، فهكذا يجب عليكم أن تفعلوا مصغين إلى الجميع وقابلين الحق فقط لأن الحق وحده يحمل ثمرا للحياة الأبدية ، فأجاب حينئذ أندراوس : ولكن كيف يعرف الحق ؟ ، أجاب يسوع : كل ما ينطبق على كتاب موسى فهو حق فاقبلوه ، لأنه لما كان الله واحدا كان الحق واحدا ، فينتج من ذلك أن التعليم واحد وأن معنى التعليم واحد فالإيمان إذا واحد ، الحق أقول لكم أنه لو لم يمح الحق من كتاب موسى لما أعطى الله داود أبانا الكتاب الثاني ، ولو لم يفسد كتاب داود لم يعهد الله بإنجيله إلي لأن إلهنا غير متغير ولقد نطق رسالة واحدة لكل البشر ، فمتى جاء رسول الله يجيء ليطهر كل ما أفسد الفجار من كتابي ، حينئذ أجاب من يكتب : يا معلم ماذا يجب على المرء فعله متى فسدت الشريعة وتكلم النبي المدعي ؟ ، أجاب يسوع : إن سؤالك لعظيم يا برنابا ، لذلك أفيدك أن الذين يخلصون في مثل ذلك الوقت قليلون لأن الناس لا يفكرون في غايتهم التي هي الله ، لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته أن كل تعليم يحول الإنسان عن غايته التي هي الله لشر تعليم ، لذلك يجب عليك ملاحظة ثلاثة أمور في التعليم أي المحبة لله وعطف المرء على قريبه وبغضك لنفسك التي أغضبت الله وتغضبه كل يوم ، فتجنب كل تعليم مضاد لهذه الرؤوس الثلاثة لأنه شرير جدا ؟ .
Powered by Backdrop CMS